المصري محمد الحلو يطرب السطايفية و فرقة «صوفي درفان» التركية تعيدهم لأيام الإمبراطورية العثمانية أوفت السهرتان الرابعة والخامسة بوعودهما تجاه الجمهور السطايفي الذي يحضر بقوة إلى مهرجان السماع الصوفي المتواصل بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف ففي السهرة الرابعة أعادت الحاضرين إلى حقبة سبق و أن عاشتها الجزائر أيام الفترة العثمانية، حيث حطت فرقة «صوفي» درفان الرحال بعاصمة الهضاب العليا، و قدمت عروضا رقت إلى المستوى المطلوب بالنظر للاحترافية التي يتمتع بها أعضاء الفرقة. و بحرص أعضاء الفرقة على الظهور بالزي والآلات الموسيقية التقليدية تمكنوا من إضفاء أجواء خاصة استمدت عبقها من حقبة كانت الدولة العثمانية إمبراطورية مترامية الأطراف ، حيث قدمت الفرقة فقرتها المتنوعة التي طبعتها الموسيقى الصوفية العذبة و ما تخللها من انسجام بين النغم و الرقص، استقطب اهتمام و إعجاب الجمهور الذي تابع بفضول كبير اللوحة الصوفية التي رسمها عنصرين من الفرقة على طريقة دراويش تركيا، ضمن حلقة يردد أعضاءها كلاما صوفيا من ذكر و مدح لله عز وجل ولنبيه الكريم. و قال مسؤول الفرقة بعد نهاية الحفل بأن للوحة الفنية معاني سامية و كلماتها تعبر عن مدى التمسك بالدين الإسلامي وتهدف أيضا إلى المحافظة على التقاليد وعادات الآباء والأجداد. و انتهاء فقرة «صوفي درفان» التركية اعتلى الركح أعضاء تشكيلة «إشراق بونة» القادمة من مدينة عنابة، حيث أمتعت هي الأخرى الحضور بباقة من الأغاني و الأناشيد الصوفية ومقاطع من المالوف العنابي، و أعادت الجمهور من الثقافة التركية التي تذوقها في بداية الأمسية إلى ثقافتنا الجزائرية العريقة، فغنت وأبدعت بأدائها لعدد من الوصلات على غرار»مدح وصلاة « التي قدمتها على طريقة آكابيلا، تبعته نوبة أخرى اسمها «نوبة الزيدان»، قبل أن تصعد فرقة جمعية الحضرة العيساوية القادرية القادمة من مدينة سوق أهراس لإتمام السهرة الفنية و إمتاع الحضور بباقة من اناشيدها الصوفية التي كانت في مدح الرسول وتسبيح الله على غرار لا إله إلا الله وغيرها من الوصلات التي راقت الجمهور، ليسدل الستار بعدها عن السهرة الرابعة و طيف الدولة العثمانية يلقي بظلاله على الر كح. و لم تبخل السهرة الخامسة أيضا على الجمهور المتعطش للفن الجميل والأناشيد الدينية بتألق الفنان «محمد الحلو» الذي كان مروره حلوا على ركح دار الثقافة، فتفاعل الجمهور مع أدائه وتصفيقه بحرارة من حين لآخر، لتبقى الزغرودة التي أطلقتها إحدى بنات «عامر لحرار» وتجاوب الفنان معها ب»أيوه كدة»عالقة في الأذهان و إحدى اللقطات المميزة في السهرة ، فأستهل وصلته بأداء مديح بعنوان «المحبوب». وعلى وقع الطبل والدف أدى مديح آخر «الغوث يا رسول الله» تحت تصفيقات الجمهور الحارة، و تجاوبه الكبير بترديد كلمات الأنشودة، بحماس ملفت زاد من إصرار الحلو على تمديد فقرته و أداء أغاني أخرى منها «ألفين صلاة على نبينا هدينا» و»القلب يعني كل جميل» و»الفياشة» التي تفاعل معها الحضور بالهتاف والتصفيق. وكالعادة أبى الجمهور أن يودع المكان قبل أخذ صور تذكارية مع نجم السهرة الذي ترك الركح ، لفرقة «البهاء» البوسعادية لتقديم طبقها الإنشادي المتنوّع الراقي و الهادئ في ذكر وتوحيد الله عزل وجل و مدح رسوله الكريم خاتم الأنبياء و إبراز خصاله، و ابتهالات تصب في ذات السياق. و كان مسك ختام السهرة بلمسة غرداوية من أداء فرقة «الأخوة للثقافة» التي أمتعت هي الأخرى الجمهور بباقة من الابتهالات التي تفاعل معها الحضور و ردد كلمات التوحيد والصلاة على النبي الكريم، ليسدل الستار على السهرة الخامسة وزغرودة بنت عامر كانت شاهدة على نجاحها. رمزي/ ت