السهرة الثالثة من المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي في طبعته الثانية، والتي احتضنتها دار الثقافة “هواري بومدين” بسطيف، كانت جد مميزة من خلال الأصوات البوسنية التي عانقت الأصوات البشّارية الجزائرية، واختتمت بالفرقة الموريتانية، وقد عرفت السهرة حضور جمهور من جميع الفئات العمرية دون استثناء، واستمتع بأداء المشاركين طيلة السهرة. بداية السهرة كانت مسكا مع فرقة “أرابيسكا” البوسنية المكونة من تسع فتيات، غردت للجمهور ستة مدائح على غرار؛ “أنت الريح وأنا الشعلة”، “سلام من كل قلبي”، “دامي ديمي” (أداء جديد لأنشودة طلع البدر علينا)، “يا مالك كل شيء”، “شأن الطلاب” والمديح “الهادي”، وبالرغم من الاختلاف اللغوي الذي غنت به فرقة “أرابيسكا”، والمتكوّن من خليط بين اللغة البوسنية والإنجليزية، إلاّ في أنشودة “دمي ديمي” أو “طلع البدر علينا” التي أنشدت باللغة العربية والتركية “آرابيسكا” أطربت وأمتعت الحضور، خاصة لما طلب منشد الفرقة من الجمهور الإنشاد والتصفيق معه وترديد كلمة (الله – الله – الله ولا إله إلا الله)، وهو ما استجاب له كل من كان حاضرا في القاعة، فارتسمت لوحة فنية لا يمكن وصفها أو التعبير عنها سوى بالتواجد بين من استمتعوا بها. ليستمر الجمهور الحاضر في الاستمتاع وتذوق الفن الرفيع مع صعود فرقة “نجوم الفن” الموريتانية التي جلست جلسة صوفية على الخشبة، برئاسة الفنانة الموريتانية الشهيرة “كومبان” التي لقبت أثناء أدائها لفريضة الحج هذه السنة بمداحة الرسول “ص”، حيث تجاوب معها محبوها الموريتانون المتواجدون بالجزائر، والذين غصت بهم القاعة ولفتوا انتباه كل من كان هناك، وما ميز كذلك فرقة “نجوم الفن” الموريتانية عن نظيراتها من المشاركات في المهرجان، استعمالها لآلات تقليدية على غرار الطبلة وآلة “التندي” التي تدعى في موريتانيا بآلة “التندنيت”، وقد أطربت الفرقة بمجموعة من المدائح كلها تتغنى بحب الرسول “ص”. أما ثالث فرقة، وهي التي أسدلت ستار اليوم الثالث من المهرجان، فكانت فرقة “أشواق البشارية” الجزائرية التي غنت خمسة أناشيد في المدح النبوي هي؛ “الله ما صلي على النبي بلقاسم”، “شعلة الإسلام” باللغة الفرنسية والإسبانية “باسم الله بها نبدأ” وهي أنشودة ذات طابع صحراوي، “يا رسول الله الشفاعة”، “أمانة يازايرين” وهي عبارة عن قصة لأحد الأشخاص لم يسعفه الحظ بزيارة البقاع المقدسة، فصعد إلى قمة جبل مناديا بشوق من سيزور البقاع المقدسة قائلا: أمانة يازايرين المدينة بلغوا سلامي لطه نبينا. أنا مشتاق يا زايرين زادت سقامو ولا وصلتوا صبرولي قلبي بسلامو، ياربي أكتبلي زيارة وأنزور مقامو ......وندير إديا على الشباك واقف قدامو...، لتختتم السهرة الثالثة بتكريم المشاركين خلال هذه السهرة، ومن المنتظر أن يحيي سهرة اليوم كل من الفنان محمد الحلو من مصر، فرقة البهاء من بوسعادة وفرقة “الأخوة” للثقافة القادمة من ولاية غرداية.