آخر أغنية للراحلة وردة مفاجأتي للجمهور في 2013 " ستكون وردة الجزائرية محور عملي الجديد و مفاجأتي لجمهوري في 2013"قال المخرج و المنتج الشاب مؤنس خمار على هامش فعاليات الطبعة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي الذي احتضنته الجزائر مؤخرا، حيث اختير السينمائي المتألق رئيسا للجنة تحكيم الأفلام القصيرة. النصر التقت الفنان و سألته عن مشاريعه الجديدة و رأيه في مهرجان الفيلم العربي و غيرها من الأسئلة تكتشفونها في هذا الحوار. شاركت للمرة الثالثة في مهرجان وهران ولكن بصفات مختلفة؟ - نعم شاركت في الطبعة الأولى للمهرجان كمنتج لفيلم "حورية" لمخرجه محمد يرقي، الذي نال جائزة أحسن فيلم قصير، و كان ذلك سنة 2006. ثم شاركت للمرة الثانية في مسابقة الأفلام القصيرة كمخرج لفيلم "العابر الأخير" بينما في هذه الطبعة السادسة فأنا حاضر كرئيس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، هذا التنوع أضاف لي الكثير من الخبرة بفضل الاحتكاك و الاطلاع على خبرات و تجارب الآخرين القادمين من مختلف دول عربية وحتى الأجانب... و كل ذلك إيجابي لأنه عوض أن أسافر وأقطع المسافات لحضور المهرجانات العربية مثلا ، يكفيني أن أقطع كيلومترات و ألتقي بصناع السينما في بلدي. لست من منتقذي المهرجان إذا؟ - في رأيي مهرجان وهران حتى و هو يصل طبعته السادسة لازال ناشئا، ولا يمكن مقارنته بالمهرجانات العالمية كمهرجان "كان" مثلا الذي هو الآن في طبعته ال56. فالفرق يبقى واضحا باعتبار أن بقية الدول المنظمة لمثل هذه المهرجانات الدولية لها بيئة جاهزة من تقاليد سياحية وبيئية وفنادق ومواصلات، و بالتالي لا يمكن تقييم مهرجان وهران لفقدان هذه البيئة التي يلزمها وقت كي تجهز وتصبح مناسبة لمواكبة مثل هذه التظاهرات ذات البعد الدولي. كما أن ميزانية المهرجان تبقى ضئيلة و تكاد لا تقارن مع ميزانيات المهرجانات العربية الأخرى، لذلك على كل الأطراف المساهمة في تطوير هذا المهرجان وغيره من التظاهرات التي تقام في الجزائر لأنها فرصة للترويج لصورة البلد فمهرجان سينما هو بألف سفارة، لأنه أكبر تجمع يضم كل الفعاليات الثقافية، السينمائية والسياسية... وغيرها. ومن هذا المنطلق نجد دول غربية وعربية تصرف أموالا طائلة على مثل هذه الفعاليات، و حتى الإعلام يساهم بشكل كبير في الترويج عن طريق التغطيات اليومية للنشاطات و الريبورتاجات التي يعدونها بهذا الخصوص. يطرح مشكل توزيع الأفلام باستمرار خاصة في الجزائر فبصفتك مخرج ومنتج كيف ترى الحل؟ - حل مشكل التوزيع سهل، فما على المسؤولين سوى استشارة أهل الخبرة، لكن لا يجب إغفال رأي السينمائيين الشباب الذين لديهم هم أيضا خبرة معتبرة بفضل مشاركتهم المستمرة في المهرجانات العالمية مما أكسبهم نظرة واسعة على سوق التوزيع والإنتاج السينمائي. و مشكل التوزيع السينمائي في الجزائر يحل عن طريق إنجاز "مجمعات قاعات السينما" وهي مجمعات قد تضم 4إلى5 قاعات سينمائية، تكون بمثابة فضاءات تسويق كبيرة، أين يجتمع مئات الأشخاص يوميا للتسوّق والأطفال للعب وغيرها من الأمور، مثلما يحدث بباقي الدول الغربية،حيث توجد مجمعات سينمائية هي في الواقع عبارة عن قاعات عرض صغيرة تكون في مكان واحد بفضاءات التسوق يرتادها الجمهور كلا حسب ذوقه، لأن كل قاعة تعرض أفلام تختلف عن القاعة الأخرى. و من هنا تتضاعف مداخيل الأفلام وتنشط حركية التوزيع والإنتاج. حتى في الغرب لم تعد القاعات السينمائية الكبيرة مربحة لأن جمهورها قل نوعا ما للجوئهم إلى المجمعات التي حلت المشكلة. و من جهة أخرى من شأن هذه المجمعات تشجيع المستثمرين الخواص على إنجاز فضاءات واسعة للتسوّق بعدة ولايات، لأنها ستكون مربحة ومن هنا سيكون لدينا قاعات سينمائية تابعة للدولة وأخرى للخواص. الأفلام التي تعرض في هذه المجمعات لن تكون فقط إنتاج وطني جزائري، بل يدرج معها الإنتاج السينمائي العالمي سواء العربي أو الغربي وهذا ما سيخلق قاعدة صناعية وتجارية سينمائية مما سيسمح بانتعاش الإنتاج، و على سبيل المثال هناك عدة أفلام من نوع "السيتكوم" تباع في الأقراص المضغوطة التي تكون أغلبها مقرصنة ولا أحد يجني الربح منها سوى المقرصنين وبالتالي لو تعرض هذه الأعمال في مجمعات السينما فالأمر سيكون دون شك مختلفا. هل تظن أن هذه المجمعات السينمائية ستجلب الجمهور خاصة وأن السينما الجزائرية تعيش تراجعا في النوع والكم ؟ - ما نعيشه حاليا من تراجع في المجال السينمائي وفي كل نواحي الحياة ليس رداءة نابعة من الشعب الجزائري ولكن هي موروث عن عشرية سوداء و إرهاب دمر كل شيء.. و كثير من الطاقات المبدعة غادرت الوطن. لكن من جهة ثانية هناك استفاقة و انتعاش للسينما الجزائرية التي أصبحت تشارك في المهرجانات الدولية وهذا ليس هدية من الآخر ، لكن المنتوج فرض نفسه مما يعني أنه في المستقبل القريب ستعود السينما الجزائرية لمنصة التتويجات العالمية ويعود الجمهور إلى القاعات كما كان سابقا. نعم السينما الجزائرية تعيش الانتعاش، لكن بالتمويل المشترك خاصة من أوروبا و بالتحديد من فرنسا ونعرف أن هذا يفرض شروط على المخرج والمنتج أيضا، فما رأيك؟ - الإنتاج المشترك لا يفرض شروطه على المخرج أو المنتج، لدي خبرة في هذا الإطار، هناك مخرجين يتعاملون مع مموّل واحد وبالتالي يخضعون لشروطه لكن يمكن أن نعدد المموّلين مثلا واحد يدعم المنتوج ب 30 بالمائة لا يمكنه أن يفرض شروطه. فكل الإنتاج العالمي يعمل بالدعم المشترك كي ينجح العمل ويوصل الفكرة وهذا لا يقتصر فقط على الجزائريين. هل ستساهم تجربة الفضائيات الخاصة بالجزائر في انتعاش السينما برأيك؟ - أكيد هذا شيئ إيجابي فالفضائيات الجزائرية الخاصة التي ظهرت مؤخرا من شأنها مساعدة السينما والفنانين، لأنها ستفتح المجال للحركية الفنية التي تحتاج للإعلام البصري أكثر، أما بالنسبة لي فالقنوات الوطنية هي جزء من السيادة الوطنية رغم الانتقادات التي طالتها لكنها قدمت الكثير. و كلما كان المشهد السمعي البصري واسعا سيفتح المجال أوسع للعمل والإنتاج سواء السينمائي أو غيره. هل لدى مؤنس خمار إنتاج جديد ل 2013 ؟ - طبعا، لدي مشروع شريط وثائقي طويل بالتعاون مع وزارة الثقافة في إطار خمسينية الاستقلال، و يتمحور حول الشهيد أحمد شطة من منطقة الأغواط. كما أعكف منذ 6 أشهر على آخر كليب للراحلة وردة الجزائرية مع آخر أغنية لها "أيام" لم يسمعها الجمهور بعد وكنا بصدد تصوير الكليب الخاص بها لكن الموت غيّب وردة قبل تصوير اللقطات المتعلّقة بها في الوقت الذي سجلنا معها الأغنية وصورنا جزء من الكليب الذي سيحمل مفاجآت للجمهور العربي ولمحبي الراحلة وردة .