تأكد أن المجموعة الإرهابية التي نفذت الاعتداء على المركب الغازي لتيقنتورين بعين أمناس قدمت من الأراضي اللبيبة، و أنها كانت مدججة بأسلحة متطورة استقدمتها من هذا البلد، ما يؤكد مرة أخرى خطورة انتشار و تنقل الأسلحة من هذا البلد الذي ما زالت فيه الميليشيات المسلحة تفرض هيمنتها أمام الصعوبات الكبيرة التي تواجهها السلطات الليبية الجديدة في احتوائها. و ما يؤكد أيضا أن ترسانة الأسلحة الليبية ما زالت تشكل الخزان الأول للجماعات الإرهابية في عموم منطقة الساحل. و اعترفت السلطات الفرنسية نفسها بالصعوبات التي صادفتها قواتها العسكرية خلال العمليات التي شنتها على الجماعات المسلحة في مالي، مؤكدة أن هذه الأخيرة تتوفر على عتاد حربي و أسلحة متطورة، غير أن الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها هي أن الكثير من هذه الأسلحة المتطورة مصدرها فرنسا و بلدان غربية أخرى التي كانت تزود بها الميليشيات المناوئة للنظام الليبي السابق، و ذلك خلال تدخلها العسكري المباشر في هذا البلد. و كان موضوع إنتشار هذه الاسلحة و تهريبها إلى بلدان الجوار على راس القضايا التي كان الوزير الأول عبد المالك سلال قد ناقشها مع نظيريه التونسي و الليبي خلال زيارته الأخيرة لغدامس، و تم الاتفاق على إقامة نقاط مراقبة مشتركة للحد من تهريب هذه الأسلحة حتى لا تقع في أيدي الجماعات الإرهابية و شبكات الجريمة المنظمة. و كان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قد اعترف قبل أيام فقط، بأن تونس تحولت إلى ممر لإرسال الاسلحة إلى الجماعات الإرهابية في مالي، ويشير المرزوقي بذلك إلى عمليات تهريب الأسلحة من ليبيا و التي أخذت من ترسانة الأسلحة في ليبيا، بحيث بات السلاح ينقل من ليبيا عبر تونس بشكل خاص إلى الجماعات الإسلامية في شمال مالي و إلى البلدان الأخرى في المنطقة. تصريحات المرزوقي سرعان ما تأكدت بالعثور أول أمس بالجنوب التونسي على مخازن بها كميات كبيرة من الأسلحة و الذخيرة المهربة من ليبيا. و لم تتوقف الجزائر عن التحذير من التهديدات الخطيرة المنجرة عن الانتشار الكبير للأسلحة المستقدمة من ليبيا بعد الأحداث التي شهدها هذا البلد و التي انتهت بمقتل العقيد معمر القذافي، و اعتبر الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل أن مسألة التنقل غير الشرعي للأسلحة من ليبيا إلى الدول المجاورة لدول الساحل تخص السلطات الليبية الجديدة بالدرجة الأولى. كما كان مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي رمطان لعمامرة اكد في وقت سابق أن هناك مخاوف كبيرة من الأسلحة التي تتسرب من ليبيا و هو أمر كما قال سيكون لديه تأثير مباشر على أمن واستقرار منطقة شمال إفريقيا والساحل والصحراء، و لم يستبعد وصول تلك الأسلحة إلى الشرق الأوسط. محمد.م