الأنصار حولوا مدينة بريتوريا إلى ولاية جزائرية - انتعشت مدينة روستنبورغ التي تحتضن مباريات المجموعة الرابعة و التي يتواجد فيها المنتخب الوطني، حيث أن هي المدينة الصغيرة لم تتمكن من استيعاب الأعداد الكبيرة من المناصرين الذين توافدوا عليها، ما جعل ال10 فنادق المتواجدة بالمدينة تمتلئ عن آخرها، كما يبدو أن مخطط المسؤولين في جنوب إفريقيا الرامي إلى إعادة إحياء هذه المدينة قد تجسد، من خلال التوافد الجماهيري الكبير على هذه المدينة. و في ظل حجز كل الغرف بفنادق مدينة روستنبورغ، اضطر أنصار المنتخب الوطني الذين توجهوا مباشرة إلى هناك يواجهون مشكلة كبيرة في الإقامة، لاسيما و أن وصولهم كان في ساعة متأخرة، لكن ورغم الصعوبات الخاصة بعملية الإيواء عبر لنا الكثير من مناصري الخضر بأن المهم بالنسبة لهم هو التواجد في مدرجات روايال بافوكينغ ستاديوم في مباراة أمس أمام المنتخب التونسي. وبالنظر إلى الأجواء التي صنعها الأنصار تأكدنا بأن رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة و المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش كانا محقين حينما أصرا على ضرورة إقامة الأنصار بعيدا عن مدينة روستنبورغ، حيث فضل التقني البوسني إبعاد لاعبيه عن الضغط، لأن حضور الأنصار للتدريبات يفقدهم نوعا من التركيز. وعلى النقيض من مدينة بريتوريا الآمنة، والتي عرفت حركة غير عادية في الصبيحة، حيث استيقظ الأنصار مبكرا و شرعوا في التحضيرات للعرس الكروي، و لا حديث في أوساطهم إلا عن كيفية مساندة الخضر لتحقيق نتيجة إيجابية، أين لمسنا من خلال تواجدنا إلى جانبهم تفاؤلا كبيرا و ثقة أكبر في دوليينا، كانت الأجواء صبيحة أمس، أكثر من عادية في مدينة روستنبورغ، حيث لم نلاحظ أي شيء يوحي باحتضان المدينة لمباراة كبيرة بين المنتخب الوطني و جاره التونسي. محبو الخضر من مختلف الولايات و المقيمون يمتهنون الحلاقة من خلال حديثنا إلى الأنصار هنا في جنوب إفريقيا، لفت انتباهنا حضروهم من مختلف الولايات والمدن الجزائرية، حيث قدموا من الشرق و الغرب و الشمال و حتى من الجنوب، وهو ما يؤكد أن حب الجزائريين للخضر ولوطنهم غير محدود، كما القينا عدد لا بأس به من الجزائريين المقيمين في مدينة بريتوريا، والذين أصروا على الحضور إلى الفنادق لزيارة أنصار الخضر والترحيب بهم. و من خلال قيام النصر بجولة خفيفة في مدينة بريتوريا التي سحرت كل زوارها، ببناياتها والهندسة المعمارية التي تشبه كثيرا الهندسة الإنجليزية، التقينا ببعض الجزائريين المقيمين هنا، ولفت انتباهنا أن غالبية الجزائريين المقيمين بصفة عامة في جنوب إفريقيا من منطقة القبائل الكبرى، و يمتهنون عدة أعمال حرة أبرزها مهنة الحلاقة، التي اشتهروا بها هنا في بريتوريا. وبينما كنا نتجول في أحد المراكز التجارية بمدينة بريتوريا وتحديدا بضواحي «سونتيرنيون»، تفاجأنا بسماع الأغاني الجزائرية تدوي بعض المحلات، خاصة منها الأغاني القبائلية والوطنية، و حينما اقتربنا من أصحاب المحلات، مباشرة أدركنا أن الأمر يتعلق بجزائريين، و ذلك لأن أحدهم كان يرتدي قميص شبيبة القبائل.