المكتب السياسي للآفلان يعطي الشرعية لنفسه لتسيير المرحلة الانتقالية أنصار بلخادم يواصلون اللقاءات التنسيقية ويتمسكون بالصندوق لم يفصل اجتماع المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني المنعقد أول أمس في أي شيء ولم يحدد تاريخ الدورة الطارئة للجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد مؤجلا كل الملفات إلى إشعار آخر، ومكرسا بذلك حالة الجمود والتخبط التي يعرفها الحزب مند أسبوعين، بينما يعقد فريق من أعضاء اللجنة المركزية الموالين لبلخادم اليوم ثالث لقاء تنسيقي جهوي لهم في البويرة من اجل تكريس البقاء كفريق متماسك ولسان حالهم يقول مرشحنا بلخادم أو سعداني ولا بديل عن الصندوق. تتعقد الأمور داخل الحزب العتيد من يوم لآخر مند الإطاحة بعبد العزيز بلخادم من الأمانة العامة للحزب قبل أسبوعين، وفي الوقت الذي كان فيه الكثير من أعضاء اللجنة المركزية ينتظرون خروج اجتماع المكتب السياسي أول أمس بنتائج قد تنهي الحالة المذكورة، فإن الاجتماع الذي ترأسه اكبر أعضاء المكتب سنا عبد الرحمان بلعياط لم يؤد إلى أي نتيجة تذكر. واكتفى المكتب السياسي المجتمع بجميع أعضائه بالتأكيد في بيان مقتضب له على "الاستمرار في اللقاءات من اجل ضمان التسيير العادي للحزب والتحضير الجيد لانعقاد دورة اللجنة المركزية"، كما دعا في ذات البيان جميع المناضلين إلى نبذ كل من شأنه أن يبث الفرقة والانشقاق داخل الحزب. لكن وحسب مصدر مطلع فإن المكتب السياسي المجتمع أول أمس الخميس أكد بين أعضائه على انه لا مجال للطعن في قانونية ترشح عبد العزيز بلخادم لمنصب الأمين العام خلال الدورة المقبلة، وحسب ذات المصدر فإن الموالين لبلخادم داخل المكتب السياسي أكدوا انه لا مجال بتاتا لطرح فكرة عدم ترشحه، مؤكدين على أن ترشحه في الدورة المقبلة قانوني وبالتالي لا مجال للمجادلة في هذه المسألة. ويفتح هذا التأكيد الباب على عدة تساؤلات بخصوص النية الحقيقية لأنصار بلخادم خلال الدورة الطارئة المقبلة، لكن احد أعضاء اللجنة المركزية المحسوبين على الأمين العام المخلوع قال صراحة أن مرشحهم هو بلخادم، وإذا رفض خوض غمار المنافسة فإن عمار سعداني يأتي في المرتبة الثانية وهو الأقرب إليهم، لذلك تمسكوا بقوة بضرورة أن يمر انتخاب الأمين العام المقبل على الصندوق تماما وبالطريقة التي خرج بها عبد العزيز بلخادم، في وقت بدأ فيه بعض المركزيين طرح اسم محمد بوخالفة. ويعمل أنصار بلخادم عبد العزيز مند أيام في هذا الاتجاه، وقد عقدوا لذلك عدة لقاءات جهوية لأعضاء اللجنة المركزية، الأول كان السبت الماضي في ميلة، ثم لقاء آخر في الغرب واليوم سيعقدون لقاء في البويرة بوسط البلاد، ويقول احد أعضاء اللجنة المركزية المنشطين له والمحسوب على بلخادم أن الهدف الرئيس من هذه اللقاءات هو التنسيق من اجل البقاء كفريق متماسك وموحد على نفس الرأي إلى غاية عقد الدورة الطارئة للجنة المركزية، مشيرا أن العديد من أعضاء اللجنة المركزية الذين صوتوا ضد بلخادم عادوا إلى صفهم، أما الهدف الثاني فيتمثل في الضغط من اجل منح منصبين أو ثلاثة للشباب في تركيبة المكتب السياسي المقبل.وهكذا فإن اجتماع المكتب السياسي الذي التئم بجميع أعضائه يعطي الشرعية لأكبر أعضائه سنا لتسيير الحزب في هذه المرحلة الانتقالية، بما أن معارضي بلخادم وجناحه ( الوزراء) في المكتب السياسي حضروا الاجتماع فإن ذلك يعني اعترافا ضمنيا بأهلية بلعياط لتسيير المكتب السياسي والحزب بصفته منسقا، وهذا يحيل إلى قراءة مفادها ان الوزراء الذين خرجوا عن بلخادم ولم يجدوا مكانهم داخل الجناح الآخر عادوا اليوم للعب لعبة أخرى تتمثل في إعطاء الشرعية للمكتب السياسي - بما أنهم أعضاء فيه- لتسيير المرحلة الانتقالية، وهم الذين قالوا خلال دورة اللجنة المركزية أن المكتب الذي أنشئ آنذاك هو الذي سيدير مهام الحزب، وهذا التراجع منهم عن المكتب المسير يفسر بمحاولتهم البحث عن سلطة لهم في هذه المرحلة بعدما رفضوا من كلا الجناحين. ومع الوزراء يحاول أعضاء المكتب السياسي جميعا إعطاء الشرعية لهذه الهيئة لتسيير شؤون الحزب إلى إشعار آخر عندما قالوا في البيان " تم خلال هذا اللقاء تداول قضايا لها علاقة بمهام المكتب السياسي إلى غاية التئام اللجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد"، وكلمة "قضايا لها علاقة بمهام المكتب السياسي" تشير صراحة للشرعية التي يبحث عنها المكتب السياسي لإدارة المرحلة الانتقالية، كما لم يستعمل البيان كلمة "الطارئة"عند الحديث عن دورة اللجنة المركزية، ما يفسر على أن الانتقالي سيطول. و تشير جميع المعطيات أن كل فريق متمسك برأيه فيما يتعلق بالتحضير لدورة اللجنة المركزية وطريقة انتخاب الأمين العام المقبل في غياب رجل إجماع يلتف حوله الجميع، يعني ببساطة أن الانسداد سيطول والأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولا شيء يقضي عليها سوى مؤتمر استثنائي في الأشهر القريبة.