رحماني:الإنتاج الصناعي الوطني لا يغطي إلا 5 بالمائة من الاحتياجات أكد وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار شريف رحماني أول أمس، أن الإنتاج الوطني الصناعي لا يغطي سوى 5 بالمائة من الاحتياجات. وقال رحماني خلال الملتقى الجهوي الرابع والأخير الخاص بتقوية الإنتاج الصناعي المنظم بالبليدة و الذي ضم 13 ولاية من الوسط، بأن الصناعة الجزائرية في تراجع بحيث كان الإنتاج الصناعي في أواخر السبعينيات يغطي 15 بالمائة قبل أن يتراجع اليوم بحيث لم يعد يغطي سوى خمسة بالمائة ، وبذلك فإن الإنتاج الوطني لا يلبي الطلب ولهذا يتم اللجوء إلى الاستيراد الذي قال عنه الوزير بأنه في تنامٍ مخيف. وأضاف رحماني، بأن الرهان الأساسي اليوم يتطلب تجسيد الطاقة والآلة الجزائرية واستدراك الماضي والتفطن للوضع الذي نحن عليه ، مشددا في السياق ذاته على ضرورة إحداث قطيعة مع الممارسات الطفيلية التي يعاني منها الاقتصاد الوطني والمؤسسات الوطنية. لفت رحماني إلى أن السياسة والخطب لا تعوض الاقتصاد الوطني الذي ينبغي أن يبنى من طرف المؤسسات الاقتصادية والمنتجين، مضيفا بأن قياس أي صناعة مرتبط بعملية الإنتاج، في حين الجزائر لا يمثل فيها الإنتاج الوطني سوى 0.8 بالمائة من وتيرة الاقتصاد الوطني. وأبرز وزير الصناعة أن القطاع الاقتصادي الجزائري يعاني اليوم من صراع السوق الموازية والممارسات غير الاقتصادية، داعيا إلى ضرورة إعطاء مكانة للإنتاج الوطني. و أشار إلى ولايات الشمال خاصة بالوسط التي تشهد نموا ديموغرافيا مذهلا وتم إحصاء بولايات الوسط الشمالية لوحدها 15 ألف مؤسسة إنتاجية منها 5 آلاف مؤسسة في وضعية ضعيفة وتواجه صعوبات في المنافسة خاصة من قبل السوق الموازية، إلى جانب مشاكل نقص وسائل الإنتاج ومكاتب الدراسات وغيرها. كما اعترف الوزير بوجود هوة بين وتيرة الاقتصاد الوطني ووتيرة الطلب المتنامي للشغل ، و كذا الهوة بين التضخم الذي يصل إلى 08 بالمائة ووتيرة الإنتاج ، بالإضافة إلى ضعف المحرك الاقتصادي في مقابل سرعة المحرك الديموغرافي وهذا يؤدي حسبه إلى تآكل كل ما ينتج ،مضيفا بأن الجزائر تتوفر على قاعدة صناعية هي الأفضل في إفريقيا ، لكن الجزائر حسبه، ضيعت الطريق في فترة ما من التاريخ، داعيا إلى ضرورة وضع مرجع صناعي يتضمن الخطوط العريضة للصناعة بالجزائر و الذي يكون بمثابة الإطار الذي يجنبنا الانحراف وهذا المرجع يجب الاستناد إليه من أجل مشروع صناعي. و قال الوزير لا توجد إيديولوجية أو طابو في الصناعة، مؤكدا على ضرورة عدم الوقوع في أخطاء الماضي فالمطلوب اليوم بحسب تعبيره، هو كيفية تقوية الإنتاج الصناعي الجزائري. ويرى الوزير أن هذه الملتقيات الجهوية التي ستختتم بلقاء وطني بالعاصمة تعد بداية الأشغال التي ستبقى مفتوحة من أجل تقوية الإنتاج الصناعي لضمان مستقبل الاقتصاد الوطني. من جهة أخرى، أشار رحماني إلى العراقيل الإدارية التي يواجهها أصحاب المؤسسات وكذا مشاكل التمويل المالي ، وقال بأنه يعرف كل هذه العراقيل. وأكد على ضرورة خلق جو من الثقة بين البنوك والمؤسسات الاقتصادية وتحسين جو العمل بين كل الشركاء ، ومن جانب آخر دعا رحماني أصحاب المؤسسات الصناعية إلى ضرورة عصرنة شركاتهم وقال بأن الكرة في مرماهم بعد أن خصصت الدولة مبالغ ضخمة لذلك في حين تجري العملية بوتيرة بطيئة .