"أداوم ليلا لإنقاذ الأرواح و أولادي على فراش المرض" امرأة في عقدها الخامس و أم لأربعة أبناء، لكنها استطاعت بفضل عزيمتها تحدي الصعاب في عملها كطبيبة إسعاف بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، هي الدكتورة شادي عائشة التي أجرت معها "النصر" دردشة قصيرة بمناسبة عيد المرأة المصادف للثامن مارس. تقول الدكتورة شادي أنها تزاول مهنة الطب منذ قرابة عشرين سنة و عملت في ظروف قاسية بدأت بالتنقل بين قسنطينة و ولايتي تبسة و ميلة، أين كانت تعمل في بداية مسارها و هي أم لطفلين، لكنها تمكنت من التوفيق بين العمل و المنزل، بالرغم من أنها تقضي أغلب يومها في التنقل بين أحياء قسنطينة لإسعاف و نقل المرضى، لتتابع قائلة "بناتي اليوم كبروا و بينهم اثنان في الجامعة، و قد صادفت متاعب خلال تربيتهن و هن صغار لكني و بقوة ربانية عجيبة تمكنت من أداء واجبي على أكمل وجه و وجدت الحلول في أكثر المواقف صعوبة". و تضيف الدكتورة شادي التي تعمل في الفرقة المتنقلة للإسعاف في مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي، أنها سوف تقضي ليلة الثامن مارس في العمل لأداء واجبها المهني، و تستذكر الأعياد و الأيام التي قضتها في المناوبة و أبناؤها طريحو الفراش، حيث تقول "آثرت أداء واجبي المهني رفقة باقي الطبيبات، على البقاء في المنزل بالرغم من أن أولادي كانوا في مرات كثيرة طريحو الفراش..لأن ضميرنا لا يسمح لنا بالمغامرة بحياة المواطنين فهم بحاجة إلينا و هذا عملنا"، و تضيف " مهنتنا صعبة و محاطة بالتوتر الذي يبدأ منذ الوهلة الأولى عند تلقي المكالمة من أولياء المرضى، حيث تنتقل فورا بسيارة الإسعاف و نجد في كثير من الأحيان عراقيل في الوصول باكرا لإنقاذ حياة المريض بسبب الازدحام المروري، و بالرغم من ذلك نتمكن غالبا من أداء واجبنا على أكمل وجه". الدكتورة شادي تؤكد أن أبشع المواقف التي صادفتها أثناء عملها، كانت لدى إسعاف الأحداث الذي يحاولون الانتحار و كبار السن ممن أهملهم أولادهم، حيث تذرف الدموع رغما عنها بسبب مشاهد تدمي القلوب لأشخاص لا ذنب لهم فيما يحدث، بينما يقول زملاؤها الرجال في مصلحة ثلاثة أرباع أطبائها من النساء، أن السيدة شادي أصبحت بمثابة والدتهم و لا يحسون خلال العمل معها بأنها امرأة بحيث تؤدي واجبها مثلها مثل الرجل.