عائلة من سبعة أفراد لا ينام أفرادها خوفا من انهيار الكوخ على رؤوسهم تعيش عائلة بن شعبية مالك المتكونة من سبعة أفراد منذ سنة 1976 في بيت هش بمنطقة المريج بقسنطينة و يتهددهم خطر الموت تحت الردم في أية لحظة، خاصة بعد تساقط الثلوج في جانفي الفارط مما جعل الجدران تتهاوى و الثقوب و التصدعات تغزو بقية أرجاء البيت و تهز السقف الآيل للسقوط. و قد حذرت مصالح الحماية المدنية في زيارتها الوحيدة لبيت هذه العائلة من خطورة بقائها تحت رحمة جدران يمكن أن تواصل الانهيار و يتحول البيت إلى ركام و أطلال. "النصر" زارت بدورها هذه العائلة و تأكدت بأن الحياة بالنسبة إليها أصبحت عبارة عن كابوس دائم يبدأ بهاجس الانهيار و إصابة الأبناء الأربعة بالحساسية المفرطة من البرد و الرطوبة وصولا إلى المعاناة من غزو الجرذان و كل أنواع الحشرات التي تتقاسم كما قال الأب الذي يعمل حارسا بشركة خاصة مع كافة أفراد الأسرة بيتهم الضيق و المتهاوي بفعل الرطوبة و انزلاق التربة التي أدت إلى تشقق الأرضية تحت أقدامهم و تصدع بقية الجدران. و أشار إلى أن جدارا منها سقط مؤخرا على الجدة التي كانت جالسة في المطبخ ليصيبها بجروح في كتفها و يدها، مما جعل العائلة تقيم تقريبا في العراء و تبقى عرضة لسيول الأمطار التي تتهاطل من أعلى الهضبة التي تقيم بمنتصفها . هذه الظروف تضاعف من هلع الأطفال الذين يعيشون على وقع كابوس الخوف من انهيار بيتهم منذ طفولتهم المبكرة خاصة في الليل عندما يخلدون للنوم بأجفان نصف مغلقة، فهم يخشون الموت تحت الأنقاض إلى جانب جدتهم العجوز أو إلى جانب أبويهم اللذين ينامان في شبه الغرفة المجاورة. و ما زاد من صعوبة حياتهم في هذا المكان الموحش رغم جمال الطبيعة المحيطة به ، وجود المرحاض في العراء في شبه فناء يطل على الخارج بعد أن سقط آخر جدار يربطه بالبيت، خاصة و أنه لم يتم ربطه بأنابيب الصرف الصحي كما يجب و لا يحتوي حتى على باب يغلق عليه. هذا الوضع جعل الأم التي أصيبت من جراء هذا الوضع بالتوتر و القلق الدائم، تفر بفلذات كبدها كلما ساءت أحوال الطقس إلى بيت أهلها القاطنين ببلدية حامة بوزيان مخافة أن يهوي السقف الذي يهتز بالكامل بمجرد هبوب الرياح كما أخبرتنا بتأثر شديد. و رغم استنجاد أفراد العائلة بالبلدية و الدائرة عدة مرات من أجل التكفل بهم و نقلهم من هذا البيت المهتريء، إلا أن لا حياة لمن تنادي.و ما يزيد الطين بلة أن رب العائلة ليس لديه أية وثيقة لملكية البيت الذي قام والده ببنائه سنة 1976 دون ترخيص بناء أو وثيقة ملكية.هذا الوضع دفع بشخص يملك قطعة الأرض المجاورة برفع قضية ضد العائلة للمطالبة بهدم بيتها الهش بدعوى أنه يقع فوق الأرض التي حصل عليها مؤخرا من الدولة.و بالتالي فهم مهددون بالطرد منها في أية لحظة.و لم ينجح رب الأسرة لحد اليوم في مقابلة رئيس الدائرة الذي نصحهم الكثيرون بطرح مشكلتهم عليه شخصيا. أمينة.ج /