مشكل التشغيل "حقيقي" و هناك محاولات لاستغلال أوضاع الشباب بالجنوب أتشرف بأني بدأت مساري المهني من الجنوب حيث تعلمت من سكانه التواضع والتأني أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس الأحد أن مشكل تشغيل الشباب حقيقي مبرزا أن الحكومة عكفت على تسويته مع الأخذ بالحسبان خصوصيات مناطقنا سيما مناطق الجنوب. واعترف الوزير في حديث لوكالة الانباء الجزائرية بوجود محاولات لاستغلال الوضع، مشيرا إلى ان هذه المحاولات تبقى موجودة وعلى الفاعلين السياسيين والإعلام تحليلها والتنديد بها، لكن ذلك لن يجعل الحكومة تتهرب من مسؤوليتها. أدت الحركة المطلبية للشباب البطال في بعض ولايات جنوب البلاد الى فتح الطريق امام مختلف انواع المزايدات حيث يرى الملاحظون ان الامر يتعلق بعملية استغلال للوضع قد يصل الى تشويه اقوالكم السيد الوزير الاول فهل لكم من تعليق؟ إن محاولات استغلال الوضع موجودة و ستبقى دائما و يتعين على الفاعلين في الحياة السياسية و وسائل الاعلام تحليلها و التعليق عليها او التنديد بها. و الحكومة بدورها لا تنوي تجنب هذه النوايا السيئة للتهرب من مسؤولياتها. بل بالعكس ان مسؤولياتها تكمن في معالجة الوضعيات التي يمكن ان تتخذ كتربة خصبة للمزايدات من خلال اعطاء الاجوبة المناسبة للاختلالات و عدم المساواة التي يعاني منها المواطن الجزائري مهما كانت وضعيته الاجتماعية او مكان اقامته. تعلمون أني أولي شخصيا اهمية خاصة للمسائل التي تخص جنوب بلادنا الذي يعتبر خزانا هائلا من الحكمة و الطيبة و انني لأتشرف لكوني بدأت مشواري المهني في ولايات الجنوب حيث أن شساعة المنطقة و حكمة سكانها قد علماني التواضع و التأني. أن عزيمتي و عزيمة اعضاء الجهاز التنفيذي كبيرة في تجسيد برنامج فخامة رئيس الجمهورية الذي جعل من تنمية ولايات الجنوب و الهضاب العليا من الاولويات الوطنية. ان اختيار ورقلة لاول زيارة ميدانية منذ تعيين الحكومة كان بمثابة اشارة قوية في هذا الاتجاه. و لقد عكفنا على تسوية مشكل تشغيل الشباب مع الاخذ بالحسبان خصوصيات مناطق الجنوب لانه مشكل حقيقي. بالمناسبة سيدي الوزير الأول إن الخصوصيات التي أشرتم اليها تكبح التنمية الاجتماعية و الاقتصادية لولايات الجنوب و تؤخر انجاز المشاريع الكبرى المهيكلة. ماذا تنوون فعله أمام مشاكل التشغيل و الطاقة و الحركية اضافة الى آفتي الارهاب و التهريب وهل تعتقدون بان الاجراءات المعلن عنها في تعليمتكم كافية لتحسين الوضعية؟ يجب أولا ان اقدم توضيحا حيث ان النشاطات غير القانونية و الارهاب لا تخص مناطق جنوب البلاد لوحدها و الاعتقاد بذلك يعد امرا خاطئا و خطيرا. ان مكافحة كل اشكال الجريمة و منها الارهاب الذي يعد التعبير الاكثر بشاعة ينبغي ان تتم بدون هوادة و تتطلب مشاركة و تجند الجميع عبر الوطن بأكمله. أن الجزائر تعد اكبر بلد افريقي و ان تحديد سياستها التنموية يجب بالضرورة أن تأخذ بالحسبان الجوانب الموضوعية الخاصة بكل منطقة اذ ان المعطيات الجغرافية و الديموغرافية و الاقتصادية متنوعة و تتميز في ولايات الجنوب العشرة بشساعة مساحاتها التي تصعب من انجاز و الوصول الى المنشآت القاعدية فضلا عن سوق عمل تحتل فيها المناولة حيزا هاما مما يتطلب مراقبة اكبر و تنظيم فعال و تأهيل خاص لليد العاملة سيما الوافدين الجدد على سوق العمل. كما يجدر التذكير بان التكفل بملف تنمية ولايات الجنوب ليس وليد اليوم اذ انه زيادة على المخططات الخماسية الوطنية للانعاش الاقتصادي تم استحداث برامج تكميلية لانجاز التجهيزات العمومية و المنشآت. وقد تطلبت هذه العمليات اغلفة مالية كبيرة من شانها ان تحسن بشكل ملموس المؤشرات الخاصة بعديد القطاعات على غرار السكن و التربية و الصحة و المياه و الطاقة. كما ستسمح بامتصاص نسبة كبيرة من اليد العاملة المحلية. و قد خصص لهذا الغرض تسهيلات ضريبية و بنكية و تعريفية من اجل دعم انشاء المؤسسات و تعزيز النشاطات الفلاحية و الخدماتية و هنا تكمن الثروة الحقيقية. اما فيما يخص تعليمة 11 مارس فانها تعتبر اداة اضافية لمراقبة و ضبط و تحسين الجهاز الحالي لتسيير التشغيل في ولايات الجنوب. فهي لن تعالج كل شيئ لكنها ستسهم بشكل سريع في تحسين الوضعية لان المشكل في بعض مناطق الجنوب لا يكمن دائما في التشغيل و انما في الفوارق في الاجور. هناك كثير من الاشياء بصدد التجسيد و العديد من المشاريع تنجز على غرار مصنعي الاسمنت الجديدين بكل من بشار و عين صالح و كليات الطب ببشار و ورقلة و الاغواط و ذلك بهدف تسوية مشكل التاطير الطبي الذي طالما كان مطروحا في ولايات الجنوب و الهضاب العليا. التقيتم خلال مختلف زياراتكم الى ولايات الجنوب بممثلي المجتمع المدني و أعيان المنطقة و اكدتم على المهمة الكبيرة التي يضطلعون بها في التنمية المحلية. ما هو تصوركم للدور الذي يستطيعون لعبه؟ أنهم شركاؤنا. ان الجمعيات و المنتخبين يرافقوننا في انجاز مختلف البرامج التنموية و يشعروننا في حالة حدوث اي اختلالات او عراقيل كما يعتبرون الناطقين باسم المواطنين و المواطنات لدى الادارة المحلية و الدولة. ينبغي علينا مساعدة الحركة الجمعوية في تنظيمها و في انجاز مختلف برامجها. كما انه من الحيوي تحسين اصغاءنا و فعالية وسائلنا و قنوات الاتصال مع المجتمع المدني و الاعيان. اننا في الاستماع للجميع دون اقصاء. و انا على قناعة باننا سنتمكن من تحسين وضعية الجنوب لان هناك الارادة السياسية الراسخة للسيد رئيس الجمهورية التي تسهر الحكومة على تنفيذها. و أؤكد دائما على زملائي أعضاء الحكومة على اهمية السعي للالتقاء بهم و التحادث معهم خلال تنقلاتهم عبر التراب الوطني و انها القاعدة التي التزم بها انا ايضا. كما انه من الاهمية الاطلاع على واقع الميدان. و يمثل المنتخبون و الجمعيات سيما تلك التي تؤطر الشباب احسن طرف لبلوغ ذلك و اني اتشرف شخصيا لكوني ساهمت في ذلك لان لدي تقدير خاص للمواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق.