انفجار ضخم يهز مركب الخزف بقالمة هز انفجار عنيف للغاز مركب الخزف بقالمة مساء الخميس و ألحق به دمارا كبيرا محولا واجهته الرئيسية التي تضم العديد من المرافق إلى أنقاض. و قد أصيب 3 أشخاص على الأقل بجروح و حروق متفاوتة بينهم إيطاليان جراء الانفجار الذي امتد أثره إلى المباني الواقعة ضمن دائرة يفوق شعاعها الكيلومتر تقريبا. و قالت مصادر استشفائية بأن حالة الجريحين الإيطاليين حرجة و أنهما حولا إلى المستشفى الجامعي بعنابة بعد إخضاعهما للإسعافات الأولية بمستشفى الحكيم عقبي بمدينة قالمة. و حسب عمال المركب الذي يعمل بشراكة جزائرية إيطالية فإن الانفجار وقع بعد أن غادر كل العمال المكاتب الإدارية و موقع الاعتصام المتواصل منذ عدة أيام و إلا كانت الخسائر البشرية أكبر بكثير. و قد تضررت بعض المباني السكنية بالمدينة الجديدة الأمير عبد القادر الواقعة على مسافة قريبة من موقع الانفجار الذي حدد مركزه بجناح إيواء الإيطاليين الذي يتوسط الوحدة التجارية و مركز المراقبة و البوابة الرئيسية. و قال سكان عمارات الأمير عبد القادر بأن زجاج النوافذ قد تحطم و أن بعض الأثاث و التجهيزات قد سقطت أو تحركت من مواقعها بفعل قوة الانفجار الذي بدت آثاره واضحة على جدران المباني و خاصة مكتب جريدة النصر الذي يعد أقرب مبنى إلى مركب الخزف ،حيث تحطم زجاج النوافذ و تشققت الجدران و السقف الجبسي. و حسب المعلومات الأولية التي كشف عنها المحققون فإن سبب الانفجار يعود إلى تسرب للغاز الطبيعي و تجمعه بإحدى غرف جناح الإيواء التابع لإطارات شركة "إيتار الجزائر" التي تدير المركب منذ دخوله مرحلة الشراكة مع الإيطاليين قبل 7 سنوات تقريبا ،و قد تزامن الانفجار مع وجود إيطاليين داخل جناح المبيت و عون أمن جزائري بمركز المراقبة أصيب هو الآخر بجروح و غادر المستشفى بعد تلقيه العلاج. و قد تحول محيط المركب إلى كومة من الركام و الزجاج المنتشر في كل مكان حيث تعرضت الكثير من المركبات التي كانت تعبر الطريق المجاور إلى أضرار بليغة نتيجة الضغط الهائل الذي ولده الانفجار و حوله إلى ما يشبه الهزة الأرضية العنيفة. و فور وقوع الانفجار أعلنت حالة الطوارئ القصوى و استدعى والي الولاية خلية الأزمة و فرض طوقا أمنيا مشددا على المنطقة التي تضم مفترق طرقات رئيسي حيث حامت الشكوك في البداية حول فرضية العمل المدبر لكن سرعان ما تبددت الشكوك بعد وصول المحققين الذين أشاروا إلى إمكانية حدوث تسرب للغاز الطبيعي و تجمعه بغرفة مغلقة ثم انفجاره بفعل شرارة كهربائية منبعثة من مصدر قريب من مكان الاحتقان. و بالرغم من الإضراب المفتوح الذي يشنه عمال مركب الخزف منذ عدة أيام للمطالبة بالأجور و إعادة النظر في قرار الشراكة مع الإيطاليين، إلا أنهم توجهوا بسرعة إلى المركب فور سماعهم نبأ الانفجار و ساهموا في عميلة الإنقاذ و البحث عن مفقودين مفترضين تحت الأنقاض. و قد أمر قائد الحماية المدنية بقالمة بتوسيع دائرة معاينة و حصر الأضرار المادية إلى المباني المجاورة للمركب بما فيها مكتب النصر بينما بقي والي الولاية في رحلة ذهاب و إياب بين المركب و المستشفى يتحدث مع فرق الإنقاذ و التحقيق و الطواقم الطبية رفقة قادة الأجهزة الأمنية و العسكرية ،و يتوقع أن يصدر الوالي بيانا صحفيا يقيم الوضع و يكشف عن النتائج النهائية للتحقيق و ذلك خلال الساعات القادمة حسب ما ذكرت بعض المصادر. و كانت ولاية قالمة قد شهدت العديد من كوارث الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة سقط فيها عشرات القتلى و الجرحى و خلفت خسائر مادية كبيرة بالرغم من الإجراءات الوقائية المتخذة على مستوى المباني السكنية و الوحدات الصناعية الكبرى.