أعراس ورقلة تدوم 07 أيام وليالي ولكل يوم مراسيمه الخاصة لا يزال سكان ورقلة بالجنوب الجزائري يحافظون على عادات و تقاليد أصيلة مرتبطة بإحياء الأعراس تعود لعدة قرون مضت و في مقدمتها استمرار الأفراح طيلة سبعة أيام بلياليها و لكل يوم مراسيمه و طقوسه و خصائصه التراثية. بن هلال عبد الرحمن المهتم بتراث المنطقة الذي التقته "النصر" على هامش الأسبوع الثقافي لورقلة بولاية البليدة الذي انطلق هذا الأسبوع،أوضح بأن النشاط الجمعوي له دور كبير في عودة و تمسك سكان ورقلة بعاداتهم وتقاليدهم في الأعراس مثلما كان عليه الحال منذ قرون خلت ، ويشير في هذا السياق إلى أن مراسيم العرس تدوم 07 أيام وليالي متتالية بحيث يبدأ العرس يوم الخميس وينتهي في يوم الخميس الموالي و كل يوم له خصوصياته ومراسيمه الخاصة به. في اليوم الأول تخرج العروس من منزل أبيها على وقع الطبول لزيارة ولي صالح من الولاة المعروفين بالمنطقة ومنهم سيدي عبد القادر وسيدي بلخير ثم تعود إلى المنزل لإحياء سهرة غنائية بهيجة مع صديقاتها و زميلاتها و قريباتها من الفتيات . وفي الوقت ذاته يحي العريس عرسه بالقرقابو وألعاب البارود والخيل ليتم بعدها تحضير أطباق تقليدية بالاعتماد على أدوات تقليدية هي الأخرى منها الهراس ، البرمة ، و الكسكاس. وفي الوقت ذاته تنشغل نساء من أهل العروس بنسج القطعة الأساسية في جهاز العروس المخصصة لحفل زفافها،و تتمثل في الكساء الأسود المعروف باللحاف الذي ترتديه مباشرة بعد الانتهاء من نسجه و لا تنزعه إلا في اليوم الأخير من العرس. واختار أهل المنطقة هذا الكساء ذي اللون الأسود اعتقادا منهم بأنه يقي من العين و الحسد. و تنص عادات المنطقة بأن تمنع الفتيات من الاقتراب من العروس طيلة هذه المراسيم، وفي اليوم الأخير الذي من المفروض أن تنقل فيه العروس إلى بيت زوجها كما يقول بن هلال تستعمل العائلات الميسورة الهودج أي ما يعرف بالباصور لحمل العروس على ظهر الجمل و توصيلها إلى مسكن زوجها. أما الطبقة المتوسطة والفقيرة فتنقل العروس على ظهر حصان. ويشير في هذا السياق إلى أن رفع العروس فوق ظهر الناقة أو الحصان يكون من طرف والدها أو شقيقها فقط ويمنع أي شخص آخر من القيام بذلك، وفي اليوم الموالي لدخول العروس لبيت الزوجية تغير لباسها بحيث تتجرد من اللحاف الأسود وترتدي لحافا آخر لونه أبيض أو أحمر .