المشاركون يدعون المنظمات غير الحكومية للمساعدة على تدويل الملف و نقله إلى الأممالمتحدة دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول مجازر 8ماي 45 المنعقد بجامعة قالمة في ختام أشغالهم الخميس كل الدول الصديقة و المتضامنة مع الجزائر و المنظمات غير الحكومية إلى المساعدة على تدويل مجازر 8 ماي 45 و نقل الملف إلى الأممالمتحدة لانتزاع حق الاعتراف و الاعتذار الذي يبقى مطلبا ملحا و شرعيا للشعب الجزائري الذي تعرض إلى حرب إبادة و تطهير عرقي مارسه الاحتلال الفرنسي على مدى 132 سنة معتبرين ما حدث في ماي 45 بمثابة جريمة ضد الإنسانية. و قال الأستاذ منصوري من جامعة الجزائر "أدعو الدول الصديقة المتضامنة معنا و كل المنظمات غير الحكومية إلى مساعدتنا في تدويل مجازر 8 ماي 45 و إيصال الملف إلى هيئة الأممالمتحدة". كما أوصى المؤتمرون أيضا ببعث موقع إليكتروني خاص بالملتقى تنشر فيه كل المداخلات و الاقتراحات و توثق فيه الشهادات التي يمكن جمعها ممن بقي على قيد الحياة من الجزائريين الذين شاركوا أو عايشوا الأحداث المأساوية عبر مداشر و مدن وقرى الجزائر بداية من ماي 45. كما أورد المشاركون أيضا توصيات أخرى تمت المصادقة عليها أهمها إشراك جامعة فرحات عباس بسطيف في الطبعة القادمة التي تتزامن مع الذكرى ال69 للمجازر الرهيبة و إنجاز فيلم تاريخي يوثق للمجزرة و يساهم في تقوية الذاكرة الوطنية عبر الأجيال. و قد أصر الأستاذ منصوري من جامعة الجزائر على إضافة توصيات أخرى كإعطاء أهمية خاصة للذكرى السبعين التي ستكون بعد سنتين و التحضير لها من الآن متمنيا ان يكون الفيلم التاريخي جاهزا قبل ماي 2015 داعيا طلبة الإعلام و التاريخ و علم الاجتماع إلى إجراء مسح شامل للمواقع التي شهدت عمليات القتل و الاعتقال و تصويرها و جمع ما أمكن من الشهادات الحية و تقديمها في الذكرى السبعين التي تتزامن مع الملتقى الدولي الثالث عشر حول مجازر ماي الأسود. فريد.غ الأستاذ محمد شرقي من جامعة قالمة الكشافة قادت الانتفاضة بقالمة و سطيف و فرنسا أعدمت 270 من أعضائها كشف الباحث محمد شرقي من جامعة قالمة عن التقارير الفرنسية السرية التي كانت تتحدث عن الكشافة الإسلامية و وصفت فوج النجوم بقالمة قبل مجازر ماي 45 بأنه فوج مناهض لفرنسا تماما كفريق الترجي القالمي. و قال المتحدث بان كل التقارير التي كانت ترسل من قالمة و سطيف كانت تشير بوضوح إلى ان الكشافة الإسلامية تعمل على نشر الوعي المناهض للاستعمار و من ثم صدر قرار فرنسي بإقصاء فوج النجوم بقالمة و منعه من النشاط في أكتوبر 44 فدخل الفوج السرية و كان في طليعة الثائرين يوم 8 ماي 45 كما فعلت الحركة الكشفية بمدينة سطيف التي سقط فيها أول شهيد بوزيد شعال من الكشافة الإسلامية مضيفا بان الكشافة الإسلامية تعرضت لحملة إبادة كبيرة بعد مجازر ماي 45 حيث اعدم أكثر من 270 من أفرادها بقالمة و سطيف. مشيرا إلى أن فوج النجوم بقالمة هو من دفع إلى تنظيم المسيرة السلمية بعد تأخرها إلى ساعات المساء حيث كان قادة الحركة الوطنية ينتظرون وصول التعليمات من المدن المجاورة إلا أن التعليمات تأخرت فبادر أبطال الكشافة بالقرار التاريخي و قادوا صفوف المتظاهرين رافعين العلم الوطني مواجهين الرصاص الذي كان يطلق في كل مكان. و إلى اليوم مازالت الكشافة الإسلامية تتقدم صفوف السميرات الصامتة التي تنظم كل سنة بقالمة إحياء للذكرى الأليمة حاملة صور الكشفيين الأبطال الذين سقطوا بالمجازر الرهيبة التي كانت بمثابة المنعرج الحاسم الذي قاد إلى الثورة الخالدة التي دارت رحاها بين سنتي 54 و 62. فريد.غ بلقاسم ملاح يكشف من باتنة فتح مؤسسات الشباب للجمعيات لتغطية العجز في التأطير كشف أول أمس كاتب الدولة لدى وزارة الشباب والرياضة المكلف بالشباب بلقاسم ملاح عن تسجيل عجز في التأطير على مستوى دور الشباب، وقدر كاتب الدولة العجز ب 1200 إطار على مستوى 3400 مؤسسة شبانية عبر كامل القطر الوطني. بلقاسم ملاح أكد خلال زيارة له لولاية باتنة على بذل مجهودات من أجل تغطية العجز في التأطير، وكشف عن تسطير برامج في الأفق لفتح دور الشباب للجمعيات المتخصصة حتى تنشط فيها ولتغطي العجز المسجل في تأطير الشبان. واعتبر المتحدث أثناء تفقده لمرافق شبانية ورياضية في كل من مدينة باتنة وبلديات عين التوتة، نقاوس، وبريكة، بأن الدولة أنجزت مرافق شبانية كثيرة لفائدة الشباب ويبقى النقص الوحيد المسجل يضيف كاتب الدولة المكلف بالشباب، يكمن في نقائص تسيير هذه المرافق حتى ترتقي بمستوى الخدمات التي يجب أن تقدمها. وأكد في سياق آخر، على هامش إشرافه على افتتاح فعاليات الأولمبياد الوطنية لنشاطات مؤسسات الشباب للفنون التقليدية الذي تشارك فيه 35 ولاية، بأن إقامة مثل هذه النشاطات يهدف إلى تعزيز أواصر التعاون وتبادل الثقافات بين شباب مختلف الولايات، وكشف عن توسيع التبادل الشباني في المجال الثقافي والرياضي من القطر الوطني إلى النطاق الدولي بعد انخراط الجزائر في الاتحادية الدولية لدور ومؤسسات الشباب التي تضم 81 دولة. كاتب الدولة المكلف بالشباب عقد لقاء بالمركب الرياضي الثقافي بباتنة مع الحركات الجمعوية حيث استمع لانشغالات الشباب وألح على ضرورة استغلال المرافق الشبانية في اكتشاف المواهب وأن تكون فعلا حاضنة حقيقية للإبداع والأفكار الحقيقية . وببلدية بريكة وقف كاتب الدولة على حال المرافق التابعة لقطاعه وتساءل عن الأوضاع التي يعيشها شباب المنطقة، أين قصد مباشرة لدى قدومه للبلدية المركب الرياضي الواقع على مستوى حي طريق بسكرة، وشدد على ضرورة الاهتمام بالشباب في المنطقة خلال حديثه مع الحاضرين. و عبر عن استيائه من حالة المرفق الوحيد بالبلدية الذي يُعتبر متنفسا لشبابها من خلال وجوده في حالة سيئة، وطالب من المسؤولين المحليين التنسيق مع مديرية الشباب والرياضة بولاية باتنة من أجل إصلاح حال المركب، خاصة فيما يخص المرقد الذي يعاني من الإهمال، و ألزم المسؤولين المعنيين بضرورة ترميمه خلال مدة زمنية قصيرة من أجل أن يصبح صالحا للاستغلال. ياسين/ع بلال بن إيدير فاطمة بزازي شاهد عيان على المجزرة بقالمة المليشيات كانت تحطم أبواب المنازل ليلا و تأخذ الرجال و تعتدي على النساء و الأطفال فاطمة بزازي البالغة من العمر نحو 80 سنة واحدة من سكان مدينة قالمة الذين عايشوا انتفاضة 8 ماي 45 ، مازالت تحتفظ بمشاهد مروعة من ذلك اليوم الأسود و مازالت آثار الصدمة و الخوف تسكنها إلى اليوم حتى أنها لم تعد تقدر على سماع طبول الكشافة التي كانت تدق بعنف بمقربة الشهداء ، انتابها خوف كبير و ارتعدت عندما أعطي قائد الكشافة الأمر للفرقة النحاسية ببداية العزف"يا ابني أنا مازالت مرعوبة إلى اليوم لا تلمني دوي الطبول شبيه بدوي الرصاص و القنابل مازلت أعاني من الخوف إلى اليوم" هكذا قالت فاطمة بزازي التي وجدناها بمقبرة الشهداء بمدينة قالمة يوم إحياء الذكرى الأليمة " كلما حل الثامن ماي أخرج من منزلي و أتوجه إلى مقبرة الشهداء أو إلى أي موقع آخر كان مسرحا للقتل لا أقوى على البقاء في المنزل في هذا اليوم و انتم كما ترون أنا اليوم بمقربة الشهداء رفقة سكان المدينة الذين يحيون الذكرى كل سنة". تحدثت فاطمة عن ميلشيات القتل التي كانت تحطم أبواب المنازل ليلا و تختطف الرجال و تعتدي على النساء و الأطفال"كان المشهد رهيبا كانت منازل الجيران تدق بعنف بعد منتصف الليل ثم يحدث الاقتحام يأخذون الرجال إلى مواقع الإعدام و الاعتقال السري بقينا ننتظر دورنا حتى جاءت المليشيات و حاولت الدخول إلى منزلنا الذي كان مقابلا لمقر الدائرة التي كان يشرف عليها السفاح آشياري لكنهم لم يتمكنوا بعد أن أطلقنا صراح الكلاب التي تصدت للمعتدين و أجبرتهم على التراجع و التوجه إلى منازل أخرى". و تروي فاطمة بزازي التي كانت طفلة صغيرة في ذلك الوقت كيف كانت الجثث متناثرة بالشوارع و الأزقة و الدماء تسيل بغزارة محولة الطرقات إلى مجرى أحمر. و بصعوبة تذكرت بعض الضحايا الذين كانت تعرفهم بومعزة و سرايدي طالبة من جيل الاستقلال تذكر ما حدث و معرفة معنى الاستعمار. فريد.غ طابوش مختار طردونا من مدرسة "المبير" بعد الأحداث مختار طابوش المولود في 6 ماي 1929 شاهد آخر على ماي الأسود بقالمة كان تلميذا بمدرسة "المبير"(علي عبدة حاليا) يتقن اللغة الفرنسية و يتكلمها بطلاقة رغم تقدم العمر مازال هو الآخر يحتفظ بمشاهد القتل و التمييز الممارس ضد الجزائريين في ذالك الوقت و خاصة ضد تلاميذ المدارس الذين كانوا يدرسون في القسم الواحد مع أبناء المعمرين " أقول الحق بان المعلمين كانوا يعاملوننا تماما كالتلاميذ الفرنسيين لكن بعد أحداث ماي 45 تغير كل شيء و أصبحنا نشعر بالتمييز و التهميش رغم تفوقنا في الدراسة انتظروا إلى نهاية الموسم الدراسي و طردونا بحجة عدم النجاح في امتحانات نهاية الفصل رغم ان نتائجنا كانت جيدة فوجدنا أنفسنا في الشارع بدون مستقبل نعاني من الفقر و المطاردة بشوارع المدينة التي كان يسيطر عليها المعمرون و يسكنون فيلات فخمة بينما حشر العرب في بيوت ضيقة يضم الواحد منها عدة عائلات". و يضيف مختار طابوش الذي استقبلنا بمنزله بحي قهدور بقالمة بأن الجزائريين كانوا يعانون من الفقر بقالمة حتى ان أبناءهم كانوا يلبسون ثيابا ممزقة و أحذية بلاستيكية مما جعلهم محل سخرية و استهزاء من قبل أبناء المعمرين ، "كنا متأثرين كثيرا بالفقر و التمييز و السخرية و ساءت أحوالنا أكثر بعد مجازر ماي حيث فقد الآباء وظائفهم بمزارع المعمرين و انتشر الفقر على نطاق واسع بالمدينة و تنامت مظاهر العداء". و حسب المتحدث فإن الفرنسيين كانوا يطاردون كل مثقف ثم يعدموه حتى أن بعض الضحايا كانوا من الأطفال الناشطين في فرع الكشافة مضيف بأن حملة الاعتقالات استمرت بعد الأحداث و عند اندلاع الثورة سارعت فرنسا إلى اعتقال من شارك في انتفاضة 8 ماي 45 و نجا من الموت و كنت واحدا من هؤلاء حيث أمضيت أكثر من سنة في السجون الفرنسية خلال الثورة. و خلص مختار إلى القول "حافظوا على الوطن و العلم و لا تنسوا زمن الاستعمار".