شبه الطبيين يواصلون شل قطاع الصحة دخل أمس الإضراب المفتوح الذي دعت إليه النقابة الجزائرية لشبه الطبيين، أسبوعه الثالث دون بروز أي مؤشرات على نهايته في ظل حالة الاحتقان القائمة أمام إصرار النقابة على المضي في حركتها الاحتجاجية وعدم تحرك وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التي اكتفت بإصدار تعليمة تدعو فيها إلى خصم أيام الإضراب من أجور العمال المضربين. هذا الوضع غير الطبيعي الذي أربك العمل في مختلف المصالح الطبية لا سيما قاعات العمليات ومخابر التحاليل الطبية علاوة على مصالح التصوير بالأشعة وقاعات الفحص في المستشفيات ومؤسسات الصحة الجوارية كان له تأثيره الواضح على نوعية ومستوى الخدمات الطبية المقدمة سيما وأن المضربين كتفوا بتقديم الحد الأدنى من الخدمات لا سيما على مستوى مصالح التوليد ومراكز أمراض السرطان وبعض الحالات الاستعجالية، مؤكدين إصرارهم على الذهاب بعيدا بحركتهم إلى غاية استجابة الوزارة لمطلبهم الرئيسي المتمثل في '' تطبيق كل ما جاء في القانون الأساسي'' وقد أثار الشلل الذي تسبب فيه إضراب شبه الطبيين في حالة كبيرة من التذمر في أوساط المرضى الذين اضطروا إلى العودة خائبين إلى بيوتهم بعد ان حتمت هذه الحركة الاحتجاجية تأجيل لقاءات المراقبة الدورية مع أطبائهم أو تأجيل العمليات الجراحية التي كانوا مبرمجين لإجرائها وتبقى صرخات المرضى في ظل هذا الوضع بلا مجيب وأجسادهم ينخرها المرض مع دخول الإضراب أسبوعه الثالث. وفي هذا الصدد انتقد أمس رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبيين غاشي الوناس ما عبر عنه بصمت الوزارة الوصية وعدم إبداء أي رد فعل تجاه الإضراب المفتوح ما عدا إعطاءها تعليمات بخصم أيام الإضراب من أجور المضربين وهو الإجراء الذي قال أنه '' غير مبرر '' وحمّلها مسؤولية '' حالة الاحتقان القائمة '' وكذا مسؤولية تواصل الإضراب وقال '' إن للوزارة مسؤولية انعكاس الإضراب على المرضى بعدما تماطلت في الاستجابة لمطالب العمال المرفوعة'' معربا عن تمسك النقابة بمطلبها الرئيسي وإصرارها الذهاب بعيدا باحتجاجها فيما أبدى في المقابل استعداد تنظيمه النقابي للجلوس إلى طاولة الحوار وقال أن '' الكرة في معسكر الوزارة والحل لحالة الاحتقان القائمة بيدها ونحن في انتظار تلقي دعوة رسمية من الوزارة من أجل فتح صفحة جديدة بالجلوس إلى طاولة الحوار''. وبخصوص نسبة الاستجابة لنداء الإضراب قال رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبيين، غاشي الوناس للنصر أن معدل النسبة الوطنية بلغت في اليوم الأول من الأسبوع الثالث من الإضراب 90 بالمائة، وبلغت في قسنطينة حسب الأمين الولائي للنقابة سمير جغري 89,5 بالمائة مقابل 98 بالمائة في باتنة. أما في عنابة فكشف ممثل نقابة الشبه الطبي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد للنصر بأن نسبة الاستجابة للإضراب الوطني المفتوح بلغت 90 بالمائة مع الحفاظ على الحد الأدنى للخدمة على مستوى مصالح الاستعجالات الجراحية والطبية وندد بالمناسبة بما يتعرض له العمال من التهديد اليومي من قبل الإدارة التي قال أنها تصف الإضراب بغير الشرعي، إلى جانب لجوئها كل مرة إلى تكليف أعوان الأمن بنزع اللافتات الموجودة بمداخل المستشفيات. أما في ولاية تبسة فتأجل الدخول في الأسبوع الثالث من الإضراب المفتوح لشبه الطبيين إلى غاية اليوم. و بولاية برج بوعريريج أكد الأمين الولائي للنقابة الجزائرية لشبه الطبيين " أحسن مخلوفي للنصر أنه قد تم اتخاذ قرار على مستوى محلي بعدم المشاركة في الإضراب بعد اجتماع عقده عشية أمس الأول للمكتب الولائي، و ذلك كخيار يحمل دلالات عدم الاعتراف بشرعية المكتب الوطني للنقابة، و قال أن الاجتماع خلص إلى إصدار بيان تم فيه أن شبه طبيي الولاية ليسوا ضد الإضراب وأن المطالب المشروعة لممارسي مهنة شبه الطبي و إنما ضد " عدم شرعية المؤتمر الوطني للنقابة و ما تمخض عنه من تشكيل للمكتب الوطني " ، مشيرا إلى إن الدخول في الإضراب قد يوضع بحسبه في خانة الاعتراف بشرعية التمثيل " المفقودة " للمكتب الوطني الحالي لممارسي المهنة