حققت وهران في حدود السادسة من مساء أول أمس الاثنين خطوة تاريخية نحو باب العالمية في مجال صناعة الطاقات مؤكدة عن دورها المتروبولي بعد 48 سنة من إنشاء أول محطة لتمييع الغاز الطبيعي بالمنطقة الصناعية بأرزيو سنة 1964 ليتمكن الحاضرون من الافتتاح الرسمي للندوة ال 16 للغاز الطبيعي المميع بالرغم من التأخر الناجم عن اضطرابات جوية زعزعت اقتصاديات العالم وتسببت في انخفاض أسعار البترول. أول محطة لتمميغ الغاز الطبيعي بالامنطقة الصناعية بأرزيو رحبت وهران بأكبر متعاملي الطاقة على لسان الوالي طاهر سكران الذي عبر عن الدور الهام الذي بات منوطا بالباهية كصمام لإستخراج قرارت ذات صدى عالمي بالنظر إلى دور الغاز كمادة طاقوية لها أبعاد تتعلق بالأمن الدولي بالنظر إلى الدور الذي لعبه الغاز على مستوى المعادلة الإستراتيجية على غرار الأزمة العراقية الكويتية بداية التسعينات، ليعود السيد سكران إلى التذكير بأن وهران إكتسبت شرف احتضان الندوة بعد 36 سنة من تنظيم القمة الرابعة سنة 1974 نظرا لما أضحت تتوفر عليه من منشئات قاعدية، على غرار التحفة المعمارية الثلاثية التي أنجزت في ظرف قياسي سيمكن وهران مستقبلا من إستقطاب تظاهرات لا تقل أهمية عن الجي أن أل 16 في مجال الخدماتية والسياحة الصناعية، لتستفيد بطبيعة الحال من إستثمارات نظير ما قدمته للعالم. من جهة أخرى أفاد رئيس الإتحاد الدولي للغاز ورئيس اللجنة المديرة للقمة ال 16 السيد "إرنستو أنادون" في مداخلته أن أول تحديات القمة تتمثل في التأقلم مع الظروف وحتى الطبيعية منها حيث أعيدت صياغة برنامج عمل خلال 48 ساعة لمختلف الدورات التي تتخللها 36 محاضرة من طرف المختصين و 4 ورشات عمل للإتفاق في إطار غير رسمي حول إتفاقيات مبدئية بين المتعاملين في ذات المجال، قبل أن يتطرق السيد "ألان غوي" بصفته رئيس لجنة البرمجة التي تضم 40 خبيرا في قطاع الصناعات البترولية إلى مختلف اللقاءات التي تمخض عنها تحرير الرزنامة النهائية للملتقى الذي شهد تقديم 300 مقترح للتدخل كمؤشر عن الحماس المتواجد لدى الخبراء على عكس القمة ال 15 التي إحتضنتها برشلونة، مما صعب مأمورية اللجنة في إنتقاء 70 مداخلة، في الوقت الذي تم عرض شريطين قصيرين الأول كبطاقة تقنية عن الجزائر ومختلف الطبوع الثقافية بها، والثاني حول التجربة المحلية في مجال صناعة الطاقة والغاز الطبيعي على وجه التحديد أين تفاجأ الحضور لإلتهاب الجماهير فور عرض لقطة هدف لاعب الفريق الوطني عنتر يحي في مرمى الفريق المصري في مقابلة السودان الملحمية في 18 نوفمبر 2009، وكيف تحول القطاع الحضري المنزه، ومقر الصرح المعماري الثلاثي من مجرد فضاء شاغر إلى محطة عالمية بعد جهود "أو أش أل" الإسبانية في بناء المنشأت القاعدية في أقل من 24 شهرا تم تجنيد 700 عامل جزائري من أصل 1400 عامل على مدار الساعة. أمام المتابعة الشخصية لوزير الطاقة والمناجم الذي قام ب 10 زيارات ميدانية للوقوف على سير الأشغال.و أجمع المتدخلون في الجلسة اللإفتتاحية للندوة على أهمية إنعقاد الندوة عقب الأزمة الإقتصادية العالمية وتأثيراتها على السياسة الطاقوية مما سيحتم عقد إجتماعات لتقييم وضعية سلسلة إنتاج الغاز في ظل التنافس الحاد بين المنتجين والتنافس بين الغاز ومختلف موارد الطاقة على غرار الفحم، الطاقة الشمسية، والشبح المخيف للعالم وهو غاز الطين الزيتي الذي تدرس الولاياتالمتحدةالأمريكية سبل إنتاجه، لتتحول من أكبر سوق إلى بلد منتج ومصدر وتتداعيات ذلك على المعادلة الإقتصادية.و من جهته أفاد السفير الروسي بالجزائر السيد ألكسندر آراقوف متحدثا بإسم وزير طاقة بلاده الوزير سيرجيه شماتكو أنه بالرغم من صعوبة الظروف التي يشهدها سوق الغاز في الآونة الحالية غير أن روسيا كأكبر بلد منتج للغاز تسعى إلى تغطية 30 بالمائة من التزويد العالمي من الجي أن أل بعد إنشاء مصنع سخالين2 إضافة إلى محطة ستولمان في انتظار تطوير منجم كاندانسا بطاقة 15 مليار متر مكعب توسيعا لنشاطه الذي كان في حدود3.8 مليار متر مكعب سابقا. جلسة الافتتاح شهدت دخول دولة جديدة ميدان إنتاج الغاز وهي اليمن التي بدأت النشاط إنطلاقا من شهر نوفمبر 2009 بقدرة 6.7 مليون طن لتتم دعوتها كملاحظة في الإجتماع العاشر للدول المنتجة للغاز الذي إقترح انضمام أي دولة منتجة إما كعضو أو كملاحظ.