تشييد فيلات خارج المخطط العمراني لتازولت بباتنة ومصالح حماية الآثار تطالب بوقف الأشغال باشرت مؤخرا فصيلة الأبحاث والتحري للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني لولاية باتنة فتح تحقيق حول تشييد بناءات بينها مشروع إنجاز 50 فيلا من طرف مرقي عقاري بمدخل بلدية تازولت دون استكمال للإجراءات الإدارية اللازمة وهذا لعدم الحصول على ترخيص من طرف الجهة المخولة لحماية الآثار التابعة للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية باعتبار أن منطقة تازولت مصنفة كموقع أثري. وحسب مصادرنا فإن التحقيق في القضية جاء بعد مراسلات عدة من طرف فرع ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بتازولت الذي طالب بالوقف الفوري للأشغال في مراسلة لمفتش التعمير على مستوى دائرة تازولت بتاريخ الثامن جوان من سنة 2011، حيث قام بالتبليغ عن أشغال حفر في جزء من القطعة الكبيرة رقم 260 قسما 08 من المخطط القديم لإقليم لمباز، بالمنطقة المسماة "L'intendant»، من طرف أحد المقاولين لإنجاز سكنات ترقوية وهذا دون استشارة فرع الديوان المكلف بحماية الآثار والذي أكد في مراسلته بأن أشغال الإنجاز تتعارض مع نص القانون 98/04 ، واستنادا لمصادرنا فإن فرع تازولت لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية قام بمراسلة مفتش التعمير مرة أخرى في الخامس والعشرين أفريل من السنة الجارية بعد توسع أشغال بناء عدد كبير من الفيلات ووصفها بالبناءات غير الشرعية وأرجع إنجاز المشاريع بالمساحات الأرضية لمدخل تازولت لصمت السلطات، مطالبا بوقف الأشغال لعدم استشارته، وعاد فرع تازولت لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية في مراسلته الأخيرة ليذكر بخرق القانون 98/04 الصادر في الجريدة الرسمية عدد 44 الصادرة في 17 يونيو 1998 وأشار لبعض المواد ومنها المادة 23 ،مؤكدا بأنها تنص على أن أي أشغال مهما كان نوعها في منطقة مصنفة أو مقترح تصنيفها يتطلب الحصول مسبقا على ترخيص من المصالح المكلفة بحماية المواقع الأثرية بوزارة الثقافة وهذا ما لم يتم تطبيقه حسب مسؤول متحف ومواقع تازولت رغم أن المنطقة مصنفة قانونيا على أنها موقع أثري. من جانب آخر أكد رئيس بلدية تازولت ل"النصر" أن مشروع إنجاز الفيلات انطلق في عهدة المجلس الشعبي البلدي السابق لإنجاز 09 فيلات فقط مضيفا بأن المجلس الحالي لم يقدم أي ترخيص للتوسع العمراني نظرا لعدم اعتماد مخطط عمراني جديد الذي يطالب به المجلس الحالي موضحا بأن البلدية بحاجة إلى مخطط عمراني جديد يسمح بالتوسع نظرا لنفاد العقار بالبلدية الذي يسمح بإنجاز مختلف المشاريع مقرا بأن الفيلات المنجزة تتواجد خارج المخطط العمراني، مشروع إنجاز 50 فيلا تحصل صاحبه على رخصة الطريق لإيصال الغاز والكهرباء بموجب قرار من طرف المجلس الشعبي السابق لبلدية تازولت بتاريخ الخامس عشر أكتوبر من السنة الماضية ،غير أن المجلس الحالي رفض القيام بعملية الربط ، وفي هذا السياق أكد نائب المير المكلف بالمصالح التقنية بأن البلدية رفضت منح رخصة توسيع الربط بالشبكة الكهربائية والغاز ل50 فيلا ترقوية باعتبار أن الرخصة منحت لأول مرة لربط 09 فيلات فقط ،وأضاف محدثنا بأن مصالح البلدية أمرت بوقف الأشغال.من جهته صاحب المشروع وفي اتصالنا به أكد بأنه اتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة قبل الانطلاق في إنجاز الفيلات بعد أن أودع ملفا تقنيا لدى البلدية وحصل على موافقة من طرف مصالح مديرية التعمير مشيرا بأنه تفاجأ لاعتراض المشرفين حاليا على حماية الآثار على المشروع مؤكدا بأنه احترم الشروط المتعلقة بحماية الآثار لأنه ينجز المشروع بعيدا عن تلك المواقع ، مرجعا ما يحدث نتيجة خلاف بين مسؤولين سابقين ،موضحا بأنه يفترض أن الفيلات أنجزت فوق أرضية تدخل ضمن المخطط العمراني الجديد الذي اقترحه المجلس البلدي السابق وحظي بالمصادقة قبل أن يعترض عليه مدير التعمير السابق ليجد الفيلات مشيدة خارج مخطط العمران.مدير التعمير لم نتمكن من الحصول على رده في القضية بعد تنقلنا لمكتبه نظرا لانشغالاته حسبما قيل لنا رغم إلحاحنا على أهمية الموضوع المطروح لمعرفة سبب عدم تدخل مصالحه بعد مراسلتها من طرف مسؤول متحف ومواقع تازولت، وقد طلب منا ترك رقم الهاتف حتى يتم الاتصال بنا لكن دون أن نتلقى اتصالا. تجدر الإشارة أن بلدية تازولت أو لمباز كما كانت تعرف قديما تصنف ضمن المواقع الأثرية المحمية،حيث تعاقبت عليها عديد الحضارات وكانت عاصمة نوميديا قبل سيرتا وعاصمة عسكرية لدولة روما وقد عثر بها مؤخرا عن طريق الصدفة على لوحة فسيفسائية للأسطورة الإغريقية فركسوس وهيلي التي تجسد القربان الخائب وتم العثور أيضا بعد تنقيبات لفريق بحث مختص تقوده أمينة عائشة مالك على لوحة فسيفسائية لنمرة داخل منزل قائد عسكري، وكانت هذه اللوحات قد أثارت نزاعا حول مكان حفظها ،حيث تتواجد لوحة "فركسوس وهيلي» في المتحف في حين توقفت أشغال التنقيب واستخراج لوحة النمرة. وقد شكل ما تكتنزه بلدية تازولت من كنوز أثرية سواء ظاهرة أو الخفية لم ينقب عنها مشكلة أخرى بالنسبة للبلدية وأصبحت تشكل نقمة ،حيث يصعب العثور على وعاء عقاري لإنجاز المشاريع بعد نفاد الأوعية العقارية بمركز البلدية وهو ما أثر سلبا على سير التنمية بتازولت بعدما عرفت إلغاء وتحويل عديد المشاريع منها وحدة للحماية المدنية، ومشروع حماية المدينة من الفيضانات ومشاريع سكنية وكل ذلك بمبرر حماية الآثار. ياسين عبوبو