مناوشات وغلق لمقرات الأرندي بسبب العضوية في لجنة تحضير المؤتمر وجد المشرفون على عملية اختيار أعضاء اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي على مستوى الولايات صعوبة كبيرة في انجاز هذه العملية التي تحولت في العديد من الولايات إلى مناوشات واحتجاجات وغضب بين المشرفين وأعضاء المجلس الوطني للحزب والمناضلين وصلت إلى حد غلق مقر التجمع في ولايتي تبسةوتيارت، وقد تمكن المنسقون الولائيون -خاصة المحسوبين على الأمين العام السابق أحمد أويحيى - من الظفر بمقاعد في اللجنة الوطنية التي ستشرف مستقبلا على تنصيب اللجان الولائية هذه الأخيرة التي ستشرف بدورها على عملية اختيار المندوبين للمؤتمر. لا تسير عملية اختيار أعضاء اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي كما تشتهي القيادة الحالية للحزب وعلى رأسها الأمين العام بالنيابة عبد القادر بن صالح، إذ وجد المشرفون الذين اختارهم هذا الأخير للقيام بهذه العلمية على مستوى الولايات صعوبة كبيرة في الواقع بسبب الصراعات بين أعضاء المجلس الوطني في كل ولاية للظفر بمقعد في اللجنة الوطنية. وبالنظر لأهمية العضوية في اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الرابع المقبل المقرر نهاية السنة الجارية فإن المشرفين على علمية اختيار أعضائها واجهوا غضب أعضاء المجلس الوطني في العديد من الولايات كما حدث في سكيكدة عندما وقع خلاف واضح بين المشرف خالدي بومدين واحمد بوبريق عضو المجلس الوطني كاد أن يفجر الاجتماع، أما في البليدة فإن عضو اللجنة التقنية الوطنية الحالية محمد الطاهر بوزغوب لم يتمكن من التحكم في العملية كما يجب ولم يتمكن من إرضاء جميع الأطراف ما أدى إلى وقوع مناوشات كادت أن تؤدي إلى طرد بوزغوب شخصيا من المقر الولائي للحزب، وفي ولاية تبسة أدى عدم رضا بعض أعضاء المجلس الوطني إلى غلق مقر الحزب نهائيا من طرف بعض الغاضبين. أما بولاية الشلف فقد رفض أعضاء المجلس الوطني على مستوى هذه الولاية مرشحة اختارها المشرف على العملية وأدت ذلك إلى فوضى كبيرة وغضب من طرف العديد من المناضلين، وبولاية تيارت أقدمت مجموعة من المناضلين على غلق وتلحيم مقر الحزب نهائيا احتجاجا على طريقة سير عملية انتخاب أعضاء اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر والنتائج التي أفضت إليها. والملاحظ أن جل المناضلين المحتجين في هذه الولايات صبوا جام غضبهم على المنسقين الولائيين للحزب متهمين إياهم بترتيب هذه الاجتماعات للاستحواذ على العضوية في اللجنة الوطنية التحضيرية، وقد بيّنت نتائج العملية في الولايات التي جرت بها لحد الآن أن جل المنسقين الولائيين ضمنوا مقاعد لهم في اللجنة المذكورة مستعملين السلطات التي يتمتعون بها داخل المكاتب الولائية.وبعد الانتهاء من عملية اختيار أعضاء اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر سيتم خلال دورة المجلس الوطني المقررة في العشرين من الشهر الجاري انتخاب مكتب للجنة الوطنية التحضيرية ، وبعد ذلك تأتي المرحلة الثانية وهي تنصيب اللجان الولائية التي سيشرف عليها أعضاء اللجنة الوطنية المنتخبين بولاياتهم، واللجنة الولائية هي التي ستشرف في نهاية المطاف على عملية انتخاب المندوبين للمؤتمر، ومن هنا تظهر أهمية العضوية في اللجنة الوطنية، ويتبين لماذا الصراع حولها داخل المكاتب الولائية، كون من يتحكم في اللجنة الولائية هو من يتحكم في الأخير في المندوبين وبالتالي يضمن العضوية في المجلس الوطني خلال المؤتمر المقبل، وربما يضمن أيضا الترشح للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. ونشير أن المؤتمر الرابع للحزب كان قد تأجل من شهر ماي الماضي إلى الخريف المقبل بعد استقالة الأمين العام السابق أحمد أويحيى، وكذا بسبب الأوضاع السياسية السائدة في البلاد في الوقت الحالي.