شربة المقطفة الطبق الأساسي للبليديين في مائدة رمضان تعد شربة المقطفة أحد أهم الأطباق الرئيسية خلال شهر رمضان بمدينة البليدة منذ العهد العثماني،لكن هذا الطبق تراجع اليوم بشكل كبير ولم يبق له وجود سوى ببعض الأحياء الشعبية القديمة مثل حي الدويرات العريق الذي لا تزال عائلات بليدية تقيم فيه منذ الحقبة الاستعمارية تحافظ عليه إلى جانب مجموعة من العادات و التقاليد الأصيلة. السيدة زينب المقيمة بذات الحي قالت ل"النصر"بأن تحضير هذا الطبق يبدأ في النصف الثاني من شهر شعبان مشيرة إلى أن الأيام الأخيرة من هذا الشهر تعرف ب"الشعبانية" و تلتقي خلالها الجارات في وسط الدار لتحضير عجائن المقطفة المتكونة من السميد ، والفرينة ، و السمن وبعض التوابل ليتم بعدها تحضير العجينة على شكل "حربوش" طويل ثم تقوم كل واحدة من هؤلاء النسوة بقطع هذا "الحربوش" على شكل قطع صغيرة تشبه الشعرية . محدثتنا أشارت إلى أن عملية تقطيع العجين تتم بالأصابع و ليس بالسكين أو المقص ، و بعد الانتهاء من هذه العملية يتم وضعها فوق أقمشة نظيفة ونشرها فوق أسطح المنازل بعيدا عن أشعة الشمس حتى تجف. بعد ذلك توضع المقطفة في علب زجاجية ليتم تحضيرها مع قطع لحم الخروف في قدر تقليدي من فخار في شهر رمضان و تقدم للصائمين على مائدة الافطار كأحد أهم الأطباق التقليدية الأساسية. أمام تراجع هذا الطبق اليوم عوضته شربة الفريك التي تعد الطبق الأول في مائدة رمضان البليدية ، كما أن الكثير من جيل العصر الحالي لا يعرفون عن المقطفة سوى اسمها و تحولت بالنسبة إليهم إلى ذكرى و حكاية من حكايات الماضي. ذكرت السيدة زينب أن تحضير عجين المقطفة اليوم أصبح يقتصر على بعض النسوة الماكثات في البيت اللواتي تلجأن في بعض الحالات لبيعه جاهزا، لكن الانتاج قليل جدا ويقتصر على بعض العائلات فقط ،في حين في عقود سابقة كانت كل عائلة تحضر ما تحتاجه من هذا العجين خلال شهر رمضان. ويقدر اليوم سعر المقطفة ب300 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد لهذا فإن عملية تسويقها قد تكون بطيئة أمام ارتفاع سعرها وبذلك لا يكون الإقبال عليها كبيرا رغم أنها من عادات المنطقة. ترى نفس المتحدثة بأن تراجع الاهتمام بهذا الطبق في مائدة رمضان لدى البليدين يعود إلى التوجه الجديد للعائلات الجزائرية نحو الأطباق العصرية من خلال متابعة القنوات الفضائية وشبكة الانترنت ،كما أن هذا مرتبط حسبها بتراجع الاهتمام بمختلف عادات وتقاليد المنطقة. وفي السياق ذاته تقول السيدة زينب أن من بين العادات التي تصاحب قدوم شهر رمضان بمدينة البليدة تصبير مختلف الخضر ومنها الفلفل ،الطماطم ، الزيتون ، الجلبانة ، "الدرسة" المتكونة من الفلفل الأحمر ، وحتى هذه العادات تراجعت بسبب تفضيل العائلات البليدية اقتنائها جاهزة من الأسواق بدل تحضيرها بطريقة تقليدية بالمنزل .