تنافس شديد بين رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم ر كايتا وصوميلا سيسي وزير المال الأسبق أدلى الناخبون الماليون أمس بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 27 مترشحا بينهم امرأة واحدة معظمهم من الوجوه السياسية المعروفة على مدى السنوات العشرين الماضية. و جرت هذه الانتخابات حسب المعلومات القليلة المتوفرة بشأنها حتى مساء أمس، في ظروف عادية و تحت إجراءات أمنية مشددة و تحت أعين مراقبي الاتحاد الافريقية الأممالمتحدة. وأعرب الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري عن ارتياحه الكبير للظروف التي جرت فيها الانتخابات و التي قال أنها افضل اقتراع ينظم بالبلد من الاستقلال سنة 1960 .و قال في تصريح للصحافة بعد إدلائه بصوته في باماكو، "إنني مرتاح جدا لظروف تنظيم هذه الانتخابات، و اعتقد أنها في ذاكرة الماليين تعد أفضل اقتراع ينظم منذ استقلال البلد سنة 1960".و حسب معلومات أولية فقد بدا التنافس على أشده بين المرشحين الاثنين الأوفر حظا رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم بوبكر كايتا وصوميلا سيسي وزير المال الأسبق والمدير السابق للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا.وأعرب مرشح حزب "التجمع من أجل مالي" إبراهيم كايتا عن ثقته بالفوز في هذه الاستحقاقات مؤكدا التزامه بالوعود التي أطلقها وعلى رأسها تحقيق المصالحة الوطنية.وقال كايتا في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، بعد إدلائه بصوته في بلدية سيبي نيكورو بالعاصمة باماكو أن أولويات أجندته في حال فوزه بالرئاسة تبدأ بتحقيق المصالحة الوطنية التي ينشدها الجميع في مالي جديدة، موضحا أنه لا يمكن بناء دولة لا يتحاور فيها جميع أبنائها، معتبرا أن الحوار هو أساس الديمقراطية الحقيقية التي يسعى إلى تجسيدها في المجتمع المالي. وأعرب المرشح "الأوفر حظا" حسب آخر الاستطلاعات للفوز بكرسي الرئاسة "عن ثقته في الفوز في هذه الاستحقاقات" مجددا تعهده بالالتزام بكل الوعود التي أطلقها خلال حملته الإنتخابية بما في ذلك إرساء أسس الحوار بين جميع الماليين ومحاربة الفقر والنهوض بمالي كدولة سيدة على ترابها.وعلى الصعيد الإقليمي قال كايتا أنه سيحافظ على العلاقات الجيدة مع دول الجوار بما في ذلك الجزائر، كما أنه سيعمل على استعادة مكانة مالي كدولة سيدة ومحترمة وكذلك تحقيق التنمية التي اعتبرها أساس تحقيق السلم. من جانبه اعتبر المرشح عن حزب "الإتحاد من أجل الجمهورية والديمقراطية" صوميلا سيسي بعد إدلائه بصوته أن هذه الانتخابات هي المسار السليم والضروري الذي لابد لبلاده أن تمر عبره للحصول إلى الدعم الدولي الذي من شأنه إنهاء الأزمة، كما أعرب هو الآخر عن ثقته في الفوز في هذه الاستحقاقات.وستجري جولة تصويت ثانية في 11 أوت إذا لم يحصل أي مرشح على نسبة تزيد على خمسين في المائة من الأصوات, وسيتعين على الرئيس الجديد الإشراف على محادثات السلام مع ممثلي المسلحين الطوارق الذين وافقوا على السماح بإجراء الانتخابات في المناطق التي ينشطون فيها ولكنهم لم يلقوا سلاحهم بعد. وستعيد هذه الانتخابات العمل بالنظام الدستوري الذي توقف في 22 مارس 2012 بعد انقلاب أدى إلى تسريع سقوط شمال مالي بأيدي جماعات إسلامية موالية لتنظيم القاعدة .