ترحيب حذر برفع الحظر عن مشاركة مصر تراوح موقف المثقفين الجزائريين من تراجع محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب إسماعيل أمزيان عن قرار عدم دعوة الناشرين المصريين بين الترحيب والتحفظ، مع استهجان موقف اتحاد الناشرين العرب الذي لوح بمقاطعة التظاهرة مع صمته على الإساءات التي ارتكبها كتاب مصريون في حق الجزائر فمثلا يرى الروائي والكاتب مرزاق بقطاش أن الأدب ليس لعبة كرة ويقول بهذا الشأن وبنبرة حازمة نوعا ما: "لا أعتقد أن إسماعيل أمزيان اتخذ قرار المنع وتراجع عنه بصورة إنفرادية لأن المسألة مسألة دولة في المقام الأول. وكنت في وقت من الأوقات قد قلت: مرحبا بمصر، ولكنني لن أزور جناحها في المعرض. تمنيت لو أن اتحاد الناشرين العرب طلب من أعضائه أن ينحوا باللائمة على كتاب مصريين أساؤوا إلى الجزائر وعلى رأسهم الدكتور يوسف زيدان، الفائز بجائزة البوكر للرواية العربية، إذ كيف يعرض كِتاب في الجزائر لمؤلف شتم بلدنا؟، الأدب ليس لعبة كروية، الأدب أدب خاصة وأن الأمر يتعلق بأبناء أمة واحدة. أما الشاعرة والروائية ربيعة جلطي فهي ترى أن البلبلة كانت سيدة الموقف من البداية وتقول في سياق كلامها: أعتقد أن البلبلة في المواقف بين منع مشاركة الناشرين المصريين في معرض الكتاب الدولي الخامس عشر في الجزائر من عدمه جاءت من الوصول إلى نتيجة أن متابعة الصراع "الكروي-الثقافي" بين الجزائر ومصر لم يعد يجدي ولا يفيد من أجّجه. كما ترى جلطي أن بعض الدوائر العربية المرتبطة بالكتاب والنافذة فيه، بدأت تهدد بمقاطعة معرض الكتاب وبالتالي عزل الجزائر ثقافيا، وتلك سابقة خطيرة لم تعرفها بلادنا منذ الإستقلال. أعتقد أن رضوخ الجزائر جعل من خطابها يتغير بين عشية وضحاها.. من جهته يرى الروائي بشير مفتي أنه لا يجب أن نقاطع الكتاب وأن لا نحشر الكتاب في مشاكل أخرى، ثم يضيف: كنت ضد كل ما قيل عن الجزائر من طرف بعض المشوهين وسأبقى على رأيي هذا ولكن فيما يخص الكتاب والثقافة بشكل عام أرفض أن تحدث القطيعة أو الإنقطاع، قرار السيد أمزيان بوصفه محافظ للمعرض لم يقنعني طبعا وأحسست أنه قرار متسرع وفرحت أنه تراجع عليه، وكنت خائفا عندما ندد الكثير من الكتاب الجزائريين بهذا القرار أن نتهم بأننا غير وطنيين فيما غيرتنا على وطننا هي التي تدفع للإحتجاج والتنديد ولكن فات الأوان طبعا لأن الناشرين المصريين لن يستطيعوا شحن كتبهم الآن.تأخر الوقت ولن يحضروا وللأسف شيء كهذا لا يمكن الترحيب به. ثم يختتم قوله بأن الكتاب مادة ثقافية نستفيد منها بعيدا عن كل الحسابات.أما الشاعر رابح ظريف فيقول بهذا الشأن: يبدو لي أن الأمر عادي على خلفية أن العلاقة بين مصر والجزائر تتغير بين الساعة والساعة، ولأن الأمر مرتبط بمشاعر وعواطف وليس بقضية سياسية أو صراع تاريخي، كما أن المسؤولين عن المعرض يبدو أنهم تسرعوا من قبل في مقاطعة دور النشر المصرية، لكن على العموم أرحب بهذا القرار لأنه على المثقفين أن ينفردوا في السبق إلى التقارب الثقافي بين الشعبين.. في حين يرى الكاتب والناقد إبراهيم صحرواي أن محافظ المعرض تراجع عن قراره السابق إثر الموقف المُعلَن لإتحاد الناشرين العرب بمقاطعة معرض الجزائر الدولي للكتاب في ظل المنع المُسلَّط على الناشرين المصريين، وهو ما سيكون فشلا ذريعا وكارثة حقيقية وضربة موجعة بكلّ المقاييس للمعرض إن حصل. ومن جهة يقول صحراوي: ربما تكون توجيهات من الجهات العليا هي التي دعت إلى مراجعة موقف المنع. على كلّ ومهما كان من أمر، فإن التراجع عن منع الناشرين المصريين هو عين العقل والصواب، لأن معرض الجزائر الدولي للكتاب في غياب الناشرين العرب عامة والمصريين خاصة لا معنى له البتة، هذا إضافة إلى أن الأحداثَ المؤسفة التي صاحبت مباراة كرة القدم إياها كانت أحداثا مفتعلَة وفِتنة كانت نائمة خامدة لعن الله من أيقظها وأوقد نارها من الجانبين. ومن جهة أخرى يجنح الروائي كمال قرور في رأيه إلى جناح المسالمة وتأييد قرار السماح بمشاركة مصر من أجل الحفاظ على وشائج الثقافة ومن أجل مصلحة الكِتاب، ويقول بنبرة الرافض للمقاطعة: شخصيا أثمن قرار أمزيان بالسماح للمصريين بعرض كتبهم في معرض الكتاب الدولي، لن أقول أن موقفه مرتبك ومتردد. بل أقول أن مصلحة الجزائر تقتضي ذلك. ولذلك فهو تدارك موقفا كنا قد سجلنا ملاحظاتنا عليه، وترجيناه أن يتعقل ويعيد النظر في القرار. والحمد لله ها هو يتخذ القرار الأصوب ولهذا فإن هذا القرار شجاع وحكيم ويخدم المصلحة الوطنية ومصلحة القارىء الجزائري واستراتيجية الدولة الجزائرية.وفي خانة تأييد مشاركة مصر في معرض الجزائر يقول أيضا الشاعر عزالدين جوهري: أعتقد أن القرار جاء بضغط من إتحاد الناشرين العرب، الذي أكد مقاطعة أي معرض عربي للكتاب يتم حرمان دولة عربية من المشاركة فيه. لذلك يمكن أن أقرأ الحضور المصري وتصريح أمزيان ضمن هذا السياق، أما بخصوص القرار في ذاته يقول جوهري: أنا أؤيده بقطع النظر عن تلك الهزات العنيفة التي عرفتها العلاقات المصرية الجزائرية بسبب مباراة كرة القدم، "وإن كان الجرح كبير وعميق"، إلا أن الفعل الثقافي أكبر من هزة أو خلاف أو سوء تفاهم. نوّارة لحرش