أكواخ تجارية، محشاشات وتخريب ألعاب الأطفال والملاعب الجوارية تحولت الوحدة الجوارية رقم 14 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة إلى مجمع للأكواخ القصديرية المستعملة لأغراض تجارية و تم احتلال محلات شاغرة تقع أسفل العمارات تحول بعضها إلى محشاشات، كما يشهد هذا التجمع السكني الضخم تخريبا متعمدا للألعاب وملاعب ماتيكو وتدهورا كبيرا لمحيط عمارات وزعت شققها منذ فترة قصيرة. ما وقفنا عليه بالوحدة الجوارية 14 كان صادما مقارنة بالصورة التي كان عليها الحي عند ترحيل مئات العائلات من الأحياء الهشة الواقعة بالجهة الشمالية لمدينة قسنطينة، كل شيء تغير وكأنما الأمر يتعلق بتجمع سكني مختلف تماما عن ذلك الذي دشن مؤخرا، بدا المكان في حالة تدهور تام من حيث النظافة والتهيئة وحتى الحركة، أول ما يلفت الانتباه عند الاقتراب من العمارات التي أنجزتها شركة تركية انتشار الخردوات و أكياس البلاستيك وقارورات الماء في الأماكن الخضراء التي كان هناك حرص كبير من السلطات على أن تتوسط العمارات لكسر رتابة المدينة الجديدة، لكن تلك الفضاءات أصبحت أقرب إلى المزابل، حتى وإن كنا قد وجدنا من المواطنين من كانوا بصدد سقيها ، وقد نجت أجزاء من هذه المساحات من التدهور بفضل سكان حرصوا على النظافة و اهتموا بالنباتات بينما غطت المزابل الخضرة في مناطق عديدة من الوحدة الجوارية 14 التي لا تعد استثناء بل مجرد عينة عن أحياء جديدة لم تصمد طويلا. مساحات خضراء تتحول إلى نقاط سوداء وقد استغرب مواطنون تصورينا للمساحات الخضراء و اعتبر بعضهم، من خلال تعليقات عشوائية كانت تطلق هناك وهناك، الأمر مجرد مضيعة للوقت بل إننا وجدنا عددا قليلا ممن تحدثوا عن تدهور الجزء الأخضر من التجمع السكني، وقال لنا مواطن معلقا، الأمر أسوأ داخل العمارات، وقد كان كذلك فعلا، مداخل العمارات تجمعت بها القاذورات وبدت السلالم وكأنها قديمة جدا، رغم أن الشقق وزعت منذ شهرين، أسراب الناموس تجمعت بالمداخل ما يوحي بوجود مياه قذرة راكدة، وهو ما قاله لنا مواطنون أكدوا أن شققهم بها تسربات ناجمة عن عيوب في الشبكات سجلت منذ أول يوم، حيث وقفنا على آثار مياه متسربة شكلت بقعا صفراء على الجدران والأسقف وكانت هناك شقة بها ثقوب قال صاحبها ان المياه تتسرب منها، و أجمع سكان العمارة أن التسربات خلفت عيوبا في شبكات الكهرباء بحدوث شرارات متكررة سيما في الحمامات، وأطلعنا رئيس جمعية حي على سرقات طالت خزانات الغاز اعتبرها سببا في عدم ربطهم بالمادة ، مشيرا بأن المواطنين على قلة إمكانياتهم يقومون بأشغال ترقيعية لم تغير في الوضع شيئا. ورغم أن الكثيرين قد أكدوا بأنهم يقومون بعمليات تنظيف جماعية لمداخل العمارات والسلالم لكن حالة معظمها كانت تقول العكس، الحركة ما بين العمارات بدت شبه محدودة، حيث تفرق الأطفال في أركان مختلفة رغم وجود مساحات كثيرة للعب ما بين العمارات، وهو ما استرعى فضولنا فاقتربنا من مجموعة من الأطفال كانوا خلف عمارة يلعبون لعبة ورق اليناصيب، التي تفوق سنهم بكثير، سألناهم عن السبب الذي جعلهم لا يستغلون مختلف الألعاب فأجابنا أحدهم بكلام بذيء، إلا أننا وجدنا الإجابة عند أطفال آخرين كانوا أقل حدة في المعاملة قالوا لنا بكل عفوية أن السكان حرموهم من حق اللعب بإزالة حبال الأراجيح عمدا بحجة أنهم يزعجونهم، وبدا الكبار أكثر تحفظا في هذا الجانب بتهرب الكثيرين عن الإجابة لكننا علمنا أثناء حديثنا مع بعض السكان أن الألعاب خربت عمدا أو أزيلت أجزاء منها حتى لا تصلح للعب لأن تجمع عدد كبير من الأطفال يحدث ضجة يتخللها كلام فاحش، الأطفال لم ينكروا وجود ظاهرة الكلام غير اللائق لكنهم يرون أن الأمر بيد الأولياء وهو كلام منطقي وجاء في نفس سياق ما قاله مواطنون استهجنوا السلوك و يعتبرون مثل هذه الفضاءات طريقة لخلق ثقافة أخرى في أوساط أطفال من السهل جدا تقويم سلوكهم، لكن هناك ألعاب أخرى خربت بغرض السرقة، حسب ما علمناه أثناء تنقلنا بين تلك المساحات التي بدت مهجورة، وقد لاحظنا أن شرائط من البلاستيك وحبال استعملت لتعويض ما خرب أو أزيل بالأراجيح ما شوه المنظر العام، كما أن أماكن الجلوس والمكونة من دعائم خشبية تحجب الشمس خالية تماما رغم أن المواطنين جالسين في أماكن عارية وغير ملائمة عرضة للغبار والعوامل الطبيعية، وهو وضع يجعل من استهلاك أموال طائلة في مرافق التسلية والتهيئة بلا جدوى. نزع أجزاء من ألعاب الأطفال وحرمانهم من الملاعب ملاعب "ماتيكو" طالها التخريب حيث وجدنا أعمدة مكسرة ومرمية في أركان مختلفة واشتكى الأطفال أيضا من منعهم من دخولها لنفس السبب المتعلق بالكلام الفاحش حتى وأن لاحظنا بأن تلك الملاعب تقع بالقرب من العمارات وهو أمر غير محبب كون هذا النوع من المرافق يفترض أن ينجز بعيدا عن التجمعات السكانية. لما تشهده من حركة أثناء مباريات كرة القدم. المدينة الجديدة تشهد ظهور أكواخ قصديرية من نوع جديد وهي أكواخ تستعمل لأغراض تجارية منتشرة في مختلف الأحياء الجديدة والتي لا تزال تفتقر إلى حركية تجارية، وهي ظاهرة وإن كان لها ما يبررها تبقى نقطة سوداء في مدينة بهذا الحجم وتنم عن جنوح إلى كل ما هو عشوائي، حيث لاحظنا انتشار عدد منها في نقاط مختلفة من الوحدات الجوارية المختلفة ومنها الوحدة رقم 14، وهي أكواخ عادة ما تبنى في أركان ونقاط إستراتيجية، لبيع الخبز والخضر ومواد أساسية أخرى يرى المواطنون أنها ملاذهم الوحيد في تلك الأماكن المهجورة التي يتم التفكير في جانبها التجاري عند ترحيل آلاف المواطنين، لكن الأمر لم يعد مقتصرا على البيع والشراء فقط ،بعد تحول بعضها إلى "محشاشات" وفق ما عملناه من القطاع الحضري ومن مواطنين يشتكون من مشكل أمني كبير لوجود حركة "مشبوهة" داخل المحلات الشاغرة التي تقع أسفل العمارات و "البرارك" التي يبدو أنها قد أصبحت موضة بالمدينة الجديدة ويحذر السكان من أخطارها، والملاحظ أيضا أن هناك من قاموا ببناء جدران من الآجر الأحمر لتضييق بوابات المحلات الشاغرة التابعة لديون الترقية والتسيير العقاري أو خلق غرف بداخلها تحجبهم عن العالم الخارجي، و احتلوها في شكل محلات لكن بعضها بدا مستغلا في أشياء أخرى، وهو أمر أكده لنا شباب تحدثنا إليهم قالوا أن المحلات عبارة عن وكر ومجمع للقاذورات مطالبين بسدها أو توزيعها على البطالين للتخلص من حالة الفراغ التي فتحت الباب لأفعال مشبوهة ومشينة، والغريب ان كل الأطراف على علم باحتلال المحلات ولم تتخذ أية جهة إجراءات ردعية. احتلال محلات شاغرة وأكواخ قصديرية تستعمل لبيع المواد الغذائية المواطنون يتهمون السلطات بإهمال الحي وعدم الاهتمام كما يجب بالنظافة والتهيئة و يعتبرون أنفسهم ضحية عمليات إعادة إسكان نقلتهم إلى مراقد تفتقر إلى أبسط الشروط، بحيث لا توجد مرافق خدماتية و تجارية ولا وسائل نقل ملائمة ويعترفون بأن هناك حالة تدهور يحملون مسؤوليتها للجهات التي يفترض أن تحرص، حسبه، على الأمن وتوفير الخدمات وتحافظ على الأحياء الجديدة بالصيانة والمتابعة بدل الإهمال الذي يؤدي إلى التدهور السريع، مشيرين بأن القمامة ترفع بشكل متذبذب وعمليات الكنس نادرا ما تحدث "ما يؤدي حتما إلى غرق العمارات والمساحات المحيطة بها في القاذورات" زيادة على وجود بالوعات مفتوحة وأخرى رميت بها بقايا مواد حديدية. و تسجل بالأحياء التي عرفت عمليات ترحيل مكثفة ظاهرة التقسيم حسب الحي الأصلي، حيث لمسنا نوعا من الحساسية في التعامل بين المواطنين وقال لنا مرحلون من حي الصنوبر أن هناك تقسيم شبيه بالقبلي جزأ الحي بينما عبر شاب عن حالة سوء الجوار بالقول" نحن جيران وإن أرادوها حربا نحن جاهزون" وبمثل هذا التصرف يمكننا أن نفهم أسباب تلك النزاعات التي عادة ما تخلف مواجهات لأسباب بسيطة، حيث اعترف أحد السكان أن الملاعب مثلا تستغل بمنطق " أبناء الحي الواحد" وهي ظاهرة على الجمعيات أن تكسر قواعدها لأن الوضع الجديد يتطلب التعايش على حد تعبير مواطن آخر" تفاديا لسيناريوهات سابقة شهدتها نفس المدينة عند بدء عملية إعمارها. البلدية تعترف بوجود مشكل امني ببعض المناطق مسؤولون بالقطاعات الحضرية لعلي منجلي اعترفوا بحدوث تدهور أرجعوه إلى ضعف مساهمة المواطن في الاهتمام بالحي وإلى التوسع الديموغرافي السريع مقارنة بالإمكانيات، وقال أحدهم أن هناك جمعيات تسعى لتحسين الوضع من خلال المشاركة في التنظيف مقابل وجود جهد من البلدية أشار أنه لا يمكن إنكاره وأن هناك تعليمات صارمة من الوالي لمنح النظافة بعلي منجلي أهمية كبرى ، وعن ظاهرة الأكواخ اعترف أنها موجودة بمختلف الوحدات الجوارية التي تشكو نقصا في الحركية التجارية وقد تم إحصاؤها، حسبه، وتبين أن 15 كوخا منها تنشط فعليا لكن باقي "البرارك" عبارة عن محشاشات على حد تعبيره، وقال المسؤول أنه بمجرد تسليم سوق جوارية ستشن حملة لإزالتها، محدثنا لم يخف وجود أفعال مشبوهة داخل المحلات و استغلال بعضها من طرف بطالين لأغراض تجارية. وضعية المساحات الخضراء اعتبرها المنتخب مسؤولية المواطن الذي عليه الاهتمام ،كما يقول، بمحيطه وحمل السكان مسؤولية نزع الأراجيح ونهب أخرى وأيضا تخريب ملاعب ماتيكو و اعترف بأن هناك مناطق توجد صعوبات للتحكم فيها أمنيا.