سأعمل مع الجميع من أجل إعلام أكثر احترافية " عدت إلى عائلتي... "، هكذا بدأ الوزير الجديد للاتصال السيد عبد القادر مساهل كلمته مباشرة بعد تسلم مهام وزارته الجديدة من سلفه السيد محمد السعيد صباح أمس بمقر وزارة الاتصال وبحضور إطارات الوزارة ومديري الوسائل الإعلامية العمومية المكتوبة والمسموعة والمرئية وممثل عن المطابع ووكالة النشر والإشهار... السيد مساهل بدأ كلمته بتوجيه الشكر إلى رئيس الجمهورية على تجديد الثقة فيه وتعيينه على رأس قطاع استراتيجي هام تنتظره رهانات وتحديات كبيرة، داخلية وخارجية.وبعد أن ثمن وأشاد بمجهودات الوزير السابق الذي وصفه بالصديق والزميل منذ نهاية الستينات واللذين جمعهما أيضا قطاع الدبلوماسية سابقا ، أكد بأنه سيعتمد مع كل ما يزخر به القطاع من طاقات وكفاءات إعلامية، ثرية ومتنوعة وسيجند كل وسائل الدعم المتوفرة والتي هي مفخرة للجزائر، لإعطاء صورة أكثر إشراقا وتكاملا وانعكاسا للواقع. عما تحقق من إنجازات وتنمية لتنوير المواطن أولا في الداخل من خلال تقديم إعلام وصحافة ذات مصداقية، تعكس الصورة الحقيقية للجزائر، وكذا من أجل إعلام يخدم المصلحة الوطنية والدولة الجزائرية بإبراز كل المجهودات والتضحيات والتحولات الكبرى والإنجازات العديدة المحققة على الصعيدين الداخلي والخارجي. ودعا مساهل في تدخله مرات عديدة مختلف الوسائل الإعلامية العمومية والخاصة إلى احترافية أكثر تعكس الصورة الجديدة، للجزائر الجديدة، مضيفا بأن العالم من حولنا تغير وثورة الاتصال والمعلومات والمعلوماتية، زحفت على الجميع وعليه، فإننا مطالبون جميعا بتغيير ما بأنفسنا إعلاميا. السيد عبد القادر مساهل، ابن القطاع لم يخف تقديره واعتزازه بالفترة التي قضاها على رأس الشؤون الإفريقية والمغاربية والتي اعتبرها تجربة ثرية مميزة ستكون رصيدا لإرساء تكامل مع قطاع الاتصال، معتبرا بأن الدبلوماسية والإعلام، قطاعان متكاملان لخدمة الوطن ومصالح الجزائر.ديناميكية الوزير مساهل المعهودة فيه على رأس الوزارة المنتدبة للشؤون الإفريقة والمغاربية قد تكون نفسها التي يريد اتباعها وفرضها على رأس قطاع الاتصال، حيث بمجرد انتهاء عملية تسلم المهام من سلفه ترأس اجتماعا مع مديري الوسائل الإعلامية العمومية وإطارات وزارته، ورغم تأكيده بأن هذا الاجتماع هو اجتماع تعارفي، إلا أنه تحول إلى جلسة عمل دامت أكثر من ساعة ونصف، عرض فيها الوزير منهجية العمل التي ينوي اتباعها مبدئيا، أو خارطة الطريق التي سيعتمدها والتي ترتكز أساسا – كما قال – على الإصغاء الجيد للمعنيين من أهل المهنة مبرزا، بأن تطوير القطاع ومؤسساته المختلفة يتطلب إشراك الجميع، ويمر هذا بتشخيص دقيق بواقع الإعلام العمومي لتحديد إيجابياته ونقائصه ومن ثمة إيجاد الحلول المناسبة. ولم يخف الوزير بأن هذه المهمة لها تحديات صعبة لكن ليست مستحيلة ولا يجب ان تثنينا – كما قال – عن تحقيق الأهداف التي سيتم تسطيرها بإشراك الجميع وفق أولويات ستحدد على ضوء الانشغالات وعرائض التشخيص التي طلب من مسؤولي المؤسسات الإعلامية إيجازها ورفعها في أقرب الآجال إلى وزارته ربحا للوقت. وبعد تحديد الخطوط والمفاصل الرئيسية لإستراتيجيته أعطى وزير الاتصال الفرصة لمديري المؤسسات الإعلامية العمومية بتقديم عروض موجزة أولية عن وضعية كل مؤسسة، تبرز أهم الانشغالات المطروحة. وشكلت أزمة توزيع الصحافة المكتوبة، وكذا النسبة الضعيفة جدا من الإشهار الموجهة للصحف العمومية ( لا تتعدى في مجموعها 22 بالمائة ) أبرز الانشغالات المشتركة بين الصحف العمومية، إضافة إلى طرح إشكالية اعتبرها مديرو مختلف الوسائل الإعلامية العمومية ذات أولوية وهي مفهوم الخدمة العمومية، حيث أن الصحف العمومية على خلاف الصحف الخاصة ، تواجه معادلة صعبة بين حقيقتها كمؤسسات اقتصادية تجارية تقوم على اقتصاد السوق وتنافس مفتوح إلى درجة الابتعاد عن الضوابط والاحترافية والاقتراب أكثر إلى فوضى السوق الإعلامية ، والمطالبة في نفس الوقت بأداء دور منابر للخطاب الرسمي. الوزير أبدى استعدادا كبيرا وانفتاحا غير مقيد لدراسة وبلورة هذه العروض للخروج بأرضية عمل وخارطة طريق تعطي للإعلام العمومي الدور الرئيسي المنوط به من خلال حوار متواصل في عدة لقاءات قادمة مع أهل القطاع وانه سيأخذ هذا التشخيص بجدية مطلقة. تجدر الإشارة إلى أن مراسم تسليم المهام افتتحها الوزير السابق السيد محمد السعيد بتجديد شكره إلى رئيس الجمهورية، معتبرا بأن توليه لقطاع الاتصال سمح له بتحقيق هدفين أساسيين: الأول يحتفظ به لنفسه، أما الهدف الثاني فقد سمح له بتصحيح بعض المفاهيم طوال ممارسة هذه المهمة، وقال أن الدولة تبنى باللبنات وليس بالقطيعة، منوها بكفاءة خليفته ومشيدا بتواضعه وديناميكيته التي قال أنها ستعطي حتما دفعا آخر للإعلام، منتهيا في تدخله إلى شكر كل الإطارات والمسؤولين الذين عملوا معه وتحت وصايته لتجسيد بعض الانجازات وفتح ورشات أخرى لم يسعفه الوقت