باريس تنتظر مطالب الخاطفين وتؤكد استعدادها للتفاوض نشر تنظيم القاعدة في الساحل أول أمس أول صورة للرهائن السبعة الذين اختطفوا ليلة 16 الى 17 سبتمبر الماضي بشمال النيجر، والذين يوجد بينهم خمسة فرنسيين. الصورة التي كانت مرفوقة بتسجيل صوتي، اعتبرتها باريس "إشارة مشجعة" وهي تنتظر أن يعبرالخاطفون عن مطالبهم لتشرع في التفاوض معهم. ولم يشر الفرنسيون الخمسة في هذا التسجيل الصوتي الى جنسيتهم، غير أنهم أكدوا أنهم اختطفوا من طرف مايسمى بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" الذي يقوم باحتجازهم، دون أدنى إشارة الى مكان احتجازهم. ويقول الرهينةالفرنسي دانيال لاريب الذي قدم نفسه كمهندس (اختطف في نفس الوقت مع زوجته فرانسواز)، " تم اختطافنا ليلا من مسكننا من قبل جماعة للقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي،وهو التنظيم الذي يحتجزنا في الوقت الحاضر". وكان المهندس لا ريب يسأل من طرف رجل باللغة الفرنسية كان يطلب منه أن يحدد الجهة التي خطفتهم. ونفس التصريح جاء على لسان الفرنسيين الاربعة الآخرين الذين لم يذكروا هم أيضا جنسيتهم، في التسجيل الصوتي الذي استغرق أربع دقائق وخمس ثوان. وتم بث هذا التسجيل على موقع اسلامي مرفوقا بصورة تظهر الرهائن السبعة المختطفين بمنطقة " أرليست" في شمال النيجر، والذين من بينهم طوغولي وملغاشي. وعلى الصورة يمكن رؤية الرهائن السبعة، بينهم الفرنسية فرانسو لاريب، التي تعمد الخاطفون عدم إظهار وجهها بوضوح مثلما هي عادتهم مع النساء في الصور والأشرطة الخاصة بهم. ويظهر الرهائن السبعة جالسين على ارضية رملية في مكان صحراوي، يقف وراءهم رجال مسلحون في معظمهم بوجوه مغطاة، وأسحلتهم موجهة الى ظهور الرهائن. تقول فرانسواز لاريب في الشريط المسجل "عمري 62 سنة ونصف، متزوجة، تم اختطافي من غرفتي، بمسكن في حي الاطارات بأرليت من طرف القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي التي تقوم باحتجازي". وحسب مصدر مالي، فإن الرهائن محتجزون في منطقة"تيمترين" المعروفة بصعوبة مسالكها في شمال شرق مالي. وكان الاختطاف قد تبنته القاعدة التي أبدت السلطات الفرنسية استعدادها للتفاوض معها وفي باريس ، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو، أن الصورة تم التحقق منها، وأنها تمثل اشارة مشعجة من حيث أنها تظهر الرهائن أحياء". وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية برناركوشنير أمس ان السلطات الفرنسية في حالة انتظار ما سيصدر لاحقا عن الخافطين، في اشارة الى المطالب المحتملة للإرهابيين، والتي أبدت فرنسا استعدادها للتفاوض بشأنها مع علمها أن مثل هذه المفاوضات لن يتم فيها التوصل للإفراج عن الرهائن الا بعد دفع فدية مالية أو مقايضة الارهابيين بالرهائن أو الاثنين معا. وقد بدا كوشنير متفائلا أمام الصحفيين حينما قال أن الصورة تظهر الرهائن في صحة جيدة و " هو من البديهي خبر سار، مشيرا الى تاريخ الصورة لم يتم تحديده ، و "بالنسبة للبقية فنحن في الانتظار"، مثلما أضاف وأكد كوشنير أن السطات الفرنسية مستعدة للتعامل مع أي اشارات أخرى تأتي اليها من الخاطفين. الاستعداد للتفاوض مع الإرهابيين عززته أيضا تصريحات وزير الدفاع الفرنسي هيرفي موران الذي قال أمس لاذاعة فرنسا الدولية " نحن ننتظر قبل كل شيء أن نعرف ما هي مطالب الخاطفين". مثل هذه التصريحات تؤكد استعداد فرنسا لمواصلة لعبها الانفرادي في التعامل مع عمليات الاختطاف في الساحل من خلال صفقات دفع الفدية أو الضغط على بعض الحكومات المحلية لاطلاق سراح ارهابيين تتم مقايضتهم مع الرهائن، وهو أسلوب يدفع الأوضاع في الساحل الى مزيد من التوتر، وهو ما حذرت منه الجزائر التي تقود مساعي من أجل بعث تنسيق أمني واستخباراتي بين دول المنطقة في مجال محاربة الإرهاب وتجفيف موارده.