المالوف يستعيد تاجه في السهرة الرابعة من مهرجانه الدولي ترّبع المالوف القسنطيني و الزجل على السهرة الرابعة للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف الذي عرف تنوعا كبيرا في الأندلسيات و المقامات في أيامه الثلاثة الأولى، قبل عودة روح الموسيقى القسنطينية بأصوات كل من شيخ المالوف العنابي ديب العياشي و سليم الفرقاني و كمال بودة و جمال عراس الذين أمتعوا الجمهور الذي كان في قمة الحماس في ليلة فنية متميّزة الشيء الذي أكد من جديد بأن المالوف القسنطيني لا ينافسه لون و لا طبع موسيقي ثان في عقر داره. الطبعة السابعة لمهرجان المالوف استعادت عبق الأغنية المالوفية بحناجر ألمع الأسماء في الساحة الفنية رغم محاولة الفنان كمال بودة و الفنانة صورية زبيري إضفاء بصمة مغايرة على موّشح "دمعي جرى"الذي تعوّد الجمهور على سماعها بآداء فردي فاختار الفنانان الإبقاء على روح الحوار الذي يتضمنه القصيد و الجاري بين المعتمد و الجواري بقصره و الذي قال فيه " دمعي جرى على صحن خدي كالمطر و الروح في فرط الهوى هاوية، لما رأيت الغيض بين الشجر، عقلي مضى و الروح مني فانية..." و يكون الرد عليه بصوت نسائي" أشرح لنا ما ينذكر إن كان معاك حسن اللغة و القافية.." في محاكاة راقية زادها الزي التقليدي الذي ظهر به المؤدون الرئيسيون رونقا. و كانت بداية السهرة الرابعة من إمضاء الشيخ سليم الفرقاني الذي أدى و جوقه قصيد "يا عاشقين نار المحبة" في طبع الديل و المزموم و التي قال عنها الفنان بأنها من القصائد المفضلة عند الكثيرين بقسنطينة و بشكل خاص عند المشايخ خاصا بالذكر الراحل الشيخ حسونة علي خوجة الذي أكد بأنه تنبأ بموهبته منذ كان صغيرا و قال لوالده الحاج محمد الطاهر الفرقاني بأنه سيكون عازف عود ماهر. و أوضح الشيخ سليم الفرقاني بعد الحفل بأن القصيد الذي قدمه و اختار له استخبارا في طبع الرهاوي أثبت من جديد وفاء و تعلّق الجمهور بالتراث المحلي بكل أنواعه رغم تطلعه للألوان الموسيقية التي يتفنن الضيوف من مختلف الدول في تقديمها و الدليل في نظره التفاعل الكبير للجمهور الذي غصّ به المسرح.و من جهته قال الشيخ ديب العياشي الذي قدم قصيد"جدك الغيث إذا الغيث هما" و مجموعة من الخلاص وسط تجاوب ملفت للحضور، بأن للمهرجان الدولي للمالوف معنى كبير و يعد مفخرة لقسنطينة و الجزائر عموما و فرصة للتبادل الفني و إبراز المدارس المحلية و العازفين الماهرين. مضيفا بنبرة المتفائل"الساحة المالوفية كانت في وقت قريب في غيبوبة لكنها استعادت انتعاشها من جديد".و تحدث ديب العياشي للنصر عن الدور الذي يجب أن تلعبه الجمعيات الموسيقية للحفاظ على التراث و تشجيع الشباب المبدع حتى لا يلجأ إلى الملاهي و بالتالي يبتعد عن التراث و أضاف معلّقا "علينا تشجيع الشباب و عدم غلق الأبواب في وجوههم" و استرسل "اللي عاش وقته ما يطمع في وقت غيره"إشارة إلى ضرورة تشجيع الجيل القديم للجديد لأجل خدمة الفن، ملحا على أهمية الحفاظ على خصوصية المالوف. و لم تخل فقرة الفنان جمال عراس رغم قصر وقتها من الحماس و الانسجام الكبير بين عشاق النغمة المالوفية و الجمهور الذي عبّر عن إعجابه بالتصفيق طيلة أداء الفنان لطبقه المتنوّع بين درج من نوبة السايكا و زجل متجولا بين عدد من القصائد المعروفة مثل " مدى نهيت قلبي"ساعات هنية"، ذقت الهوى مع النوى".و قال الفنان بعد الحفل بأنه فضل انتقاء وصلات من التراث المحلي العريق كما حفظه عن الشيوخ دون إدخال أي تعديل أو تغيير عليه حفاظا على روحه الأصيلة. و للإشارة خصصت السهرة لتكريم الشيخ الراحل عمار بوحوالة المدعو "فرد الطابية" و الذي عرف بتميّزه في أداء الأزجال.