90 بالمئة من المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني لا يخضعون للمتابعة الطبية المناسبة قال الدكتور كريم غريد رئيس نادي الأطباء المختصين في أمراض القلب، بأن التكفل الطبي بمرضى داء الشريان التاجي الذي يعد من أكثر الأسباب شيوعا للموت الفجائي، يبقى دون المستوى مقارنة بالدول الأوروبية، مؤكدا بأن 10بالمئة فقط من ضمن المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني يخضعون للمتابعة الطبية المناسبة، ملحا على ضرورة مكافحة مسببات السكتات القلبية و على رأسها التبغ، السكري، السمنة و ارتفاع ضغط الدم. و أوضح الدكتور غريد للنصر ،على هامش المؤتمر الوطني الثالث لأمراض القلب الذي انطلق أمس الأول الخميس و استمرت فعالياته إلى مساء أمس الجمعة، بأن اللقاء الطبي ركز في اليوم الأول على محور ارتفاع ضغط الدم الشرياني لما تسببه أعراضه من مضاعفات خطيرة على مستوى القلب قد تودي بصاحبها للموت. و أكد بأن 10 بالمئة فقط من المصابين بارتفاع الضغط الشرياني و الذي يقدر عددهم ب7ملايين مصاب، أو ما يعادل 35 بالمائة من العدد الإجمالي لسكان الجزائر يخضعون للمتابعة الطبية المنتظمة، الشيء الذي يعرّض 90بالمئة منهم لأعراض خطيرة بسبب تأخر التكفل الطبي المناسب بهم. في ذات السياق انتقدت الدكتورة ك/ بوالصوف من المستشفى الجامعي بسطيف واقع التكفل الطبي بالمرضى المصابين بالمتلازمة التاجية أو داء الشريان التاجي و الذي وصفته بشبه المنعدم مقارنة بالدول المتقدمة، مؤكدة بأنها أعدت دراسة حول النوبة القلبية، شملت 800مريض كانوا ضحايا سكتات قلبية، من بينهم 305حالات تعرضت لجلطة دمويّه في الشِّريان التّاجي كان سببها الأول تهاون المريض الذي ساهم بشكل كبير في تأخر التكفل بالمريض رغم ظهور أعراض واضحة للنوبة، و على رأسها الآلام الحادة على مستوى الصدر و الأطراف اليمنى و اليسرى تصل إلى حد الظهر و الرأس. الدراسة بينت حسب محدثتنا دائما بأن متوسط عمر المصابين كان في حدود 58سنة ،مؤكدة تسجيل حالات انسداد شرياني عند مرضى شباب لا تتجاوز أعمارهم 28 سنة و هو ما اعتبرته بالمثير للتساؤل مقارنة بالمعدلات المقيّدة بالسجلات الطبية بالدول الأوروبية التي تتراوح بين 63 و 67 سنة:"الرقم يحتاج منا وقفة جادة و أبحاث معمقة للبحث عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك"، متسائلة عن واقع التكفل الطبي بمرضى القلب. استرسلت الدكتورة بوالصوف مؤكدة على ضرورة تدارك ما يمكن تداركه بالتركيز على تحسيس المواطنين و الأطباء العامين باعتبارهم أول من يلجأ إليهم المرضى بعد شعورهم ببعض الأعراض المقلقة، مشيرة إلى أن الرجال أكثر إصابة بالانسداد الشرياني الخطير من النساء و ذلك بنسبة 79بالمئة. و تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الطبي نظمه نادي الأطباء المختصين في أمراض القلب بقسنطينة الذي تأسس منذ أربع سنوات، لأجل تطوير التكوين الطبي المتواصل في مجال طب أمراض القلب و تبادل الخبرات بين الأطباء من داخل و خارج الوطن. و قد تواصل المؤتمر أمس الجمعة بفندق نوفوتيل بمشاركة مختصين من بلجيكا و فرنسا.