أرفض أن أكون متسوّل قاعة عرض و الفايسبوك أفضل فضاء للبروز أثارت رسوماته المنشورة عبر صفحته على الفايسبوك تجاوبا ملفتا من قبل المهتمين بالفن التشكيلي، لما تميّزت به من إبداع، اعتمد فيه على الرسم بقلم الرصاص فكان أقرب من لقطات فوتوغرافية بالأسود و الأبيض، إنه الطالب الموهوب سمير بن صالح صاحب ال22ربيعا الذي لفت الانتباه بنماذج شديدة العناية بالتفاصيل الدقيقة لبورتريهات اختار تقليد بعضها من لوحات أشهر الرسامين و استوحى بعضها الآخر من رحم طبيعة عاصمة الحضنة" المسيلة". متخرّج من معهد الفنون الجميلة بباتنة، وجد الرسام الشاب سمير بن صالح في صفحات التواصل الاجتماعي، فضاء لعرض أعماله و إبراز موهبته التي قال أنها كبرت معه منذ الصغر و اختار التخصص فيها بدخوله معهد الفنون الجميلة، أين انساق وراء خامات قلم الرصاص لما لها من تأثيرات بصرية هائلة، و أخرى ملمسية تختلف إيحاءاتها باختلاف درجات اللون و جمال الخطوط و نقائها، فكانت لوحات الفنان الأمريكي المعروف "دافيد جون كاسان" مصدر إعجابه و إلهامه الأول، حيث أعاد رسم إحدى لوحاته الشهيرة "رسم من الحياة"بدقة عكست رغبته و قدرته على تجسيد أدق التفاصيل، دون أن يتوقع لها أن تلفت الانتباه و الإعجاب بالشكل الذي أحرزه داخل المعهد و خارجه مما حفّزه على التعمق أكثر في فن الرسم بقلم الرصاص لكن هذه المرة بالاعتماد على حسه و خياله الفني، فراح يستوحي تصاميمه من عمق مسقط رأسه أولاد سيدي ابراهيم القريبة من بوسعادة المنفى الفني للرسام الشهير "إيتيان ديني" الذي قال سمير بأنه تأثر كثيرا بشخصيته القوية وأخذ عنه عزيمته و دفاعه عن الفن و حبه للإتقان، مضيفا بأنه كلما دخل متحف نصر الدين ديني أو أي متحف آخر يحتوي على لوحات عملاقة يشعر بأنه في عالمه الذي سينحت فيه اسمه كما فعل هؤلاء مثلما قال مسترسلا بخصوص طموحاته "أريد أن أساهم في إيصال الفن ببلادي إلى أبعد الحدود الإبداعية". و اعترف الرسام الموهوب بأن الرسم بقلم الرصاص لم يكن اختياره في البداية حيث جرّب الرسم بالألوان الزيتية و المائية قبل أن يكتشف جمال و سحر خامات قلم الرصاص التي شجعته تكلفة أدواتها البسيطة على خوض تجربته الفنية، مقارنة بتلك التي يفرضها الرسم بالالوان الزيتية أو النحت، كما اكتشف من خلال تعمقه في دراسة تاريخ الفنون التشكيلية بأن أشهر روائع الرسم عبر التاريخ نفذت بخامات الرصاص، فاشتد ولعه به يوما بعد يوم ، معبرا عن ذلك بتنويع تصاميمه و بحثه على التميّز ببورتريهات لشيوخ و شخصيات جزائرية معروفة من رؤساء و فنانين و أبطال، فكانت رسوماته أقرب إلى لقطات فوتوغرافية بشهادة معجبيه. و أسر سمير بن صالح بأن معدات رسمه لا تتجاوز مجموعة من أقلام الرصاص من نوع "آش"و"بي"بمختلف درجاتهما المتراوحة بين الصلابة و الليونة و الفاتح و الغامق، و التي تتطلّب صبرا و حبا يمد صاحبه بقوة مواصلة ما بدأه بكل إتقان دون إغفال أي تفصيل مهما كان بسيطا. و تعد وجوه كبار السن بتجاعيدها من أقرب و أكثر ما يثير اهتمامه في مواضيعه التي يحرص على إيجاد شيء جديد فيها يثير جذب اهتمام كل من يراها، فيعيش و يتقاسم أحزان تلك الوجوه وأفراحها، مخاوفها ودهشتها، براءتها، آمالها... و غيرها من الأحاسيس الجميلة. و من اللوحات التي تحمل إمضاء الفنان الموهوب الذي شارك مؤخرا في الطبعة الأولى لفن الرسم بالقلم الرصاص بولاية جيجل، نذكر على سبيل المثال لا الحصر"ليست مجرّد نظرة"، "التارقي"، "كيف يراني العالم"...و غيرها من الرسومات التي يعتبرها مجرّد نقطة لمخزون واسع يرفض إظهاره قبل صقل موهبته و تمكنه من استغلال الفنون البصرية الحديثة باستعمال الكمبيوتر الذي يفكر في تبنيه في أعماله القادمة، منتقدا نقص الفرص لبروز المواهب الشابة لقلة حظوظ العرض بفضاءات الفن ببلادنا و علّق قائلا:" أرفض أن أكون متسوّل قاعة عرض لأنني وجدت البديل على مواقع التواصل الاجتماعي كفايسبوك الذي كان أفضل فضاء لبروز أعمالي. و قد التقى الرسام الشاب بعدد من الفنانين و المغنيين الجزائريين منهم بوتلة، دوبل كانون، حكيم صالحي، الشاب بلال... في إطار التظاهرات و الحفلات الخيرية التي أشرف عليها ضمن برامج جمعية"إليك"الخيرية التي يترأسها بمسيلة. مريم/ب