إن الحديث عن الإعلام الرياضي في تاريخ إعلام جزائر الاستقلال، يجرنا حتما للحديث عن المدرسة التي أسست لهذا الإعلام المتخصص، ألا وهي جريدة النصر المنبثقة عن جريدة المستعمر "la dépêche de constantine" ، بقيادة أول رئيس تحرير المتمثل في شخص الفقيد الشيخ أحمد بن سلامة، والذي شاء القدر أن يكون أول جزائري يوظف كمحرر في جريدة المستعمر السالفة الذكر، وبالتحديد في القسم الرياضي، لينقل خبرته في هذا الاختصاص للرعيل الأول من الصحفيين الرياضيين، على غرار سليم مرابعية رحمه الله، الزواوي بن خلاف، بوبكر حميدشي، حمودي محمد (أبو جمال)، مصطفى معنصري، بودبزة، قلي بشير، وأول صحفي رياضي يرسم في منصبه كان الفقيد سليم مصباح، وكان ذلك خلال شهر جوان من سنة 1964. هؤلاء الرواد بقيادة الشيخ بن سلامة، كان لهم الفضل في وضع أول لبنة للإعلام الرياضي، وهو الاختصاص الذي أصبح مع مرور السنوات يزاحم السياسة والسياسيين. النصر التي كانت السباقة لإنشاء أول أسبوعية رياضية مختصة "الهدف" سنة 1972، كانت وراء تكوين جيل من المعلقين الرياضيين الذين دعموا الإذاعة والتلفزيون الجزائري، على الرغم من أن هاتين الوسيلتين الإعلاميتين، تم تأميمهما يوم 28 أكتوبر من سنة 1962، أي بعد 3 أشهر من الإعلان عن استقلال الجزائر، ومغادرة الصحفيين والتقنيين الفرنسيين، وكلهم يقين بأن الجزائريين لن يقووا على تسيير الإعلام الثقيل، ولكن تحدي جيل ثوار القلم والكلمة الذي كان وراء صدور أول جريدة التي نحتفل بها اليوم، والتي تؤرخ للإعلام الجزائري الثوري الذي رافق ثورة الرصاص كان في المستوى، وكان الجيل الرائد للمعلقين الرياضيين، على غرار الشريف زروالة وفاروق بلاغة من خريجي المدرسة القسنطينية، وبعدهما خريج مدرسة النصر المرحوم مخلوف بوخزر، ثم ربيع دعاس رحمه الله، ومن العاصمة الهاشمي حنطاز، فيصل حفاف وعبد الرزاق زواوي، محمد صلاح ومراسل النصر فؤاد بن طالب، كلهم تحدوا نقائص الماضي وواكبوا الأحداث، ونقلوا بالصوت والصورة مختلف التظاهرات الرياضية المحلية والوطنية والقارية وحتى الدولية، رغم أنهم لم يكونوا من خريجي الجامعات أو معاهد الإعلام والاتصال، لكنهم وفقوا إلى حد كبير في مهامهم، فقد كانوا عصاميين وكان الميدان هو مدرستهم الحقيقية. وعلى العكس من الرعيل الأول للمعلقين الرياضيين، فإن جيل اليوم من أهل الاختصاص، ومن خريجي الجامعات والمعاهد المختصة في الإعلام والاتصال بكل أنواعه، والذين يتوفرون على إمكانيات تكنولوجية عصرية، فإنهم أثبتوا عجزا ملحوظا في مواكبة التطور الحاصل في الرياضة الجزائرية بصفة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص. فمنتخب الخضر على سبيل المثال والذي صنع الحدث بتأهله إلى نهائيات المونديال سنة 2010 بجنوب إفريقيا، بعد موقعتي القاهرة وأم درمان التاريخيتين، لم يواكبه نشاط إعلامي في مستوى الأحداث التي استغلتها مختلف الوسائل الإعلامية العربية والأوروبية أحسن استغلال، واضطرت المواطن الجزائري على مشاهدتها ومتابعتها من أجل الحصول على المعلومة، وحتى على التعليق المناسب للمقابلات الحاسمة والمصيرية، على الرغم من تألق الكثير منهم في فضائيات عربية وأجنبية.