الانتصار لتفادي الحسابات والمفاجآت غير السارة ينشط الفريق الوطني لكرة القدم مساء اليوم مواجهة تاريخية مثيرة ضد نظيره الأنغولي مستضيف الدورة ستتحدد نتيجتها الفنية مستقبل الخضر في نهائيات كأس أمم إفريقيا. وصف هذه المباراة بالموعد التاريخي يعود لعدة اعتبارات أهمها عدم اتضاح الرؤية بخصوص تأشيرتي هذه المجموعة،وتأجيل الحسم النهائي إلى جولة اليوم التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، ويبقى "السيسبانس" عنوانها الأبرز، ببقاء حظوظ الرباعي المشكل لها قائمة.فلا منتخب ضمن التأهل ولا منتخب أقصي بصفة رسمية لحد الآن. مأمورية "الخضر" اليوم وإن كانت تبدو في غاية الصعوبة إلا أنها ليست مستحيلة. فالمهمة محددة في الهدف والزمن- إفتكاك النقاط الثلاث في ظرف تسعين دقيقة-لأنه الحل الوحيد لكتيبة الشيخ سعدان لضمان إحدى التأشيرتين، وتفادي كل الحسابات وعمل الكواليس التي تعودنا عليها في أدغال إفريقيا، فما بالك والأمر يتعلق بمنافس هو نفسه منتخب البلد المنظم؟ فعلى الشيخ سعدان ارتداء بذلة "الجنرال" اليوم قبل النزول إلى الميدان، وإجبار كتيبته على الدخول في ثوب "الكومندوس" بهدف واحد ووحيد ألا وهو إعادة ملحمة أم درمان، والرهان على الإستثمار في الرصيد المعنوي لزملاء المتألق حسان يبدة، على أمل تحقيق انتفاضة أخرى كتلك التي كانت أمام نسور مالي بعد نكسة جولة التدشين أمام المنتخب المفاجأة مالاوي. الناخب الوطني ورغم الغيابات- على غرارصايفي، بزاز و بوعزة، وبقاء صخرة الدفاع عنتر يحيى و"الدينامو" مراد مغني على كرسي الإحتياط. إلا أنه أكد على جاهزية تشكيلته،وعزمها على تحقيق الهدف المرجو والمتمثل في الظفر بالنقاط الثلاث وبالمرة التأشيرة المؤهلة إلى الدور ربع النهائي، قبل مواصلة المشوار خاصة وأن "الكان" حسب الشيخ سعدان تعد محطة تحضيرية هامة لمونديال جنوب إفريقيا. وإذا كان رهان "الخضر" في خرجة اليوم الرسم التكتيكي الكلاسيكي(4/4/2) لتجاوز عقبة الأنغوليين الذين سيكونون مدعمين بأكثر من 50 ألف مناصر، بالإضافة إلى الرئيس جوسيه إيدواردو دوسانتوس،ناهيك عن المهارات الفردية لكل من زياني، يبدة، بلحاج، بوقرة ومطمور...إلخ، وكذا براعة وشجاعة الحارس شاوشي- على أمل أن يكون في يومه-. فإن مدرب المنتخب الأنغولي مانويل جوزيه سيكون رهانه على اللعب الهجومي منذ الدقيقة الأولى،وذلك من خلال الإعتماد على نجومه وفي مقدمتهم الهداف الحالي للدورة فلافيو(3أهداف)- و الذي حاول أن يناور بقضية إحتمال غيابه عن المباراة بحجة الإصابة- وهي الحيلة التي لم تنطل على الشيخ سعدان الذي أخذها في الحسبان، بالإضافة إلى مانوتشو،داجالما،مابينا وجيلبيرتو،وحتى ديدي- الذي كان يعاني فعلا من الإصابة- سيكون ضمن قائمة ال18 اليوم، بدليل أن الجميع شارك أمس في الحصة التدريبية التطبيقية ليوم أمس،والتي سيختارعلى إثرها المدرب خوسيه التشكيلة الأساسية، ويضبط بالمرة الخطة التكتيكية التي سيعتمدها في مباراة اليوم المصيرية،لأنه يدرك بأن فريقه لم يضمن بعد التأهل حتى ولو أنه يتصدر ترتيب المجموعة،حيث قال في هذا الصدد:"المباراة حاسمة وعليه يجب التصرف معها بذكاء وتركيز كبيرين.المنتخب الجزائري قوي ويمتلك لاعبين أصحاب خبرة،يلعبون أساسيين في فرقهم الأوروبية الكبيرة،عكس لاعبينا،خاصة وأن البطولة المحلية متوقفة.كل هذا يستوجب التضحية كي نحقق الهدف ألا وهو التتويج بأول لقب قاري في تاريخ الكرة الأنغولية، ولو أن المهمة ستكون صعبة للغاية في ظل تواجد مرشحين من الوزن الثقيل بما فيهم الجزائر التي تبحث عن التاج الثاني.