تراجع معدّل الانفصال بين الأزواج المصابين بالسيدا كشفت الدكتورة بولكحل نادية من مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس،بأن نسبة انفصال الأزواج عن بعضهم البعض بسبب اكتشاف إصابة الآخر بداء أو فيروس السيدا، تراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، عكس نهاية التسعينات و بداية الألفية الثانية التي شهدت تشتت أسر كثيرة جرّاء تأكيد حالة الإصابة عند الأزواج، مشيرة إلى حالة وصفتها بغير المسبوقة لشاب أصرّ على الزواج بحبيبته رغم علمه بحملها لفيروس نقص المناعة المكتسبة و تحدى كل الصعوبات و عقد قرانه عليها. و لاحظت الأستاذة المساعدة المختصة في الأمراض المعدية التضامن الكبير الذي سجلته عند جميع الأزواج المصابين بالأيدز أو الحاملين للفيروس باختلاف أعمارهم، مؤكدة بأن أكثر الحالات التي مرت على المصلحة سواء كان الزوج وحده المصاب أو الزوجين معا أو الزوجة وحدها أظهر فيها الأزواج تمسكهم ببعضهم البعض، متخطين مرحلة عدم مسامحة أو الحقد على الطرف المتسبب في نقل العدوى إلى الآخر، حيث يرافقون و يساندون بعضهم البعض طيلة فترة الخضوع للعلاج داخل المستشفى، مع الحرص على تقديم الأدوية بشكل منتظم و توفير شروط النظافة و التغذية الجيّدة ، مثلما وقفنا عليه مع زوجة مسنة يزيد عمرها عن الستين سنة،كانت رفقة زوجها طريح الفراش بالمستشفى بسبب المضاعفات التي أصابته. محدثتنا أكدت بأن أكثر من 10 أزواج مروا على المصلحة،تشبثوا ببعضهم البعض منهم من لا يزالون على قيد الحياة و منهم من فارقوها دون الانفصال عن بعضهم البعض، مقدمة أمثلة عن أزواج في مقتبل العمر تحدوا كل شيء للبقاء مع الشريك المصاب، حيث خصت بالذكر زوجة قالت أنها أثارت اهتمامها بتفانيها في خدمة زوجها المصاب و رفضها الانفصال عنه، رغم المخاوف الكثيرة التي مرت بها بعد اكتشاف إصابته و حالة القلق الكبير التي عاشتها و هي تنتظر ظهور نتائج التحاليل التي أخضعت إليها و كانت سلبية لحسن حظها، مسترسلة بأنها لا تتوّقف عن الاتصال بها للاطمئنان عن حالة زوجها و بدت جد قلقة في آخر اتصال، لأن زوجها لم يتناول الدواء في موعده و أنبت نفسها لأنها لم تنهض في الموعد لتقديم جرعة الصباح. ومن بين الحالات التي استوقفت الطبيبة المعالجة مثلما قالت،حالة الشاب الذي لم يوقف ترتيبات عقد القران رغم نتائج التحاليل الطبية المطلوبة لعقد الزواج و التي بيّنت إصابة العروس بفيروس نقص المناعة المكتسبة و مع ذلك أصر على إتمام الزواج معها لإخلاصه لحبهما و تفهمه لظروفها. و كشفت محدثتنا من جهة أخرى ، بأن أغلب حاملي فيروس نقص المناعة المكتسبة أو المصابين بالسيدا، أشد مراحل العدوى تقدما أو ما يعرف طبيا (متلازمة العوز المناعي المكتسب) هم من ممارسي المهن الحرة، مؤكدة بأن قلة قليلة لا تتجاوز الثلاث حالات كأقصى حد كانت ضحية حادث مهني، أما البقية فقد انتقلت إليهم العدوى عن طريق علاقات جنسية غير شرعية عند أغلب الرجال و كذا بعض النساء اللائي يمارسن الدعارة. أما بقية النساء فكن ضحايا لعلاقات مشبوهة لأزواجهن، موضحة بأن عدد الحالات المتابعة بمصلحتهم بين نوفمبر 2012إلى نوفمبر 2013 وصلت 70حالة (46رجلا و 24امرأة) من بينها 9 حالات جديدة، ، توجد بينها حالة متقدمة من المرض. وعن عدد الوفيات المسجلة في نفس الفترة قالت الدكتورة بولكحل بأن 6 مرضى من بينهم زوجين توفوا بسبب مضاعفات داء العصر.