الجزائر تأمل في أن يتحقق الانتقال الديمقراطي في البلدان الشقيقة بأقل الأضرار عبر رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة أمس الأحد بالكويت، عن رغبة الجزائر في أن يصل الحراك الشعبي في البلدان الشقيقة إلى الانتقال الديمقراطي بأقل ما يمكن من الأضرار. و استشهد ولد خليفة في الكلمة التي ألقاها خلال المؤتمر العشرين للاتحاد البرلماني العربي حول مسألة القدس بالتجربة الجزائرية خلال تسعينيات القرن الماضي التي علمت الجميع بأن الديمقراطية ثقافة تصاحب ثقافة الدولة، ولا يمكن أن تصل إلى تعددية سياسية إذا تحولت إلى العنف والتطرف والإقصاء. وفي هذا الشأن أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني على أهمية الاسراع في معالجة الواقع العربي الراهن وتنقية الأجواء وإعادة بناء أسس التضامن العربي المتصدع وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. و أشار الى أن الرهان الحقيقي الذي يواجه الأمة العربية هوالتغلب على التخلف والتخلص من التطرف والإرهاب العابر للحدود الذي أساء للدين الاسلامي والتمييز بين الكفاح المشروع لاستعادة الحقوق الوطنية المسلوبة والإرهاب. وأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني من جهة أخرى، على أن قضية الشعب الفلسطيني هي "قضيتنا جميعا وهي عادلة تستحق الدعم والمساندة قولا وعملا" لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.وحيا ولد خليفة، صمود الشعب الفلسطيني الذي يسعى بثبات لإقامة دولته الوطنية التي تم الاعلان عنها في الجزائر سنة 1988 .وفي معرض حديثه عن دور الجزائر عبر التاريخ في دعم القضية الفلسطينية، ذكر ولد خليفة بالمتطوعين الجزائريين الذين هبوا مشيا على الأقدام سنة 1948 للدفاع عن الأقصى الشريف رغم وجود بلادهم تحت نير الاحتلال، مشيرا إلى أن الجزائريين بقوا إلى اليوم أوفياء للعهد الذي عبر عنه الرئيس الراحل هواري بومدين بمقولته "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". و اعتبر ولد خليفة هذا المؤتمر فرصة للبرلمانيين لتدارس الأوضاع الراهنة والنظر في أسبابها واقتراح السبل الكفيلة بمعالجتها وتجاوز المعوقات التي تعرقل الأمة في التطور واكتساب القوة وتعزيز التضامن حول ما يجمع بلدانها من مقومات كثيرة. وأوضح بأن هذا اللقاء البرلماني سيساهم في تعميق الحوار والبحث في حركية التحولات التي تشهدها المنطقة مشرقا ومغربا والإسهام في نصرة القضايا العادلة والوقوف إلى جانب الاشقاء في فلسطين ومساعدتهم لاستعادة الوحدة وتجاوز الخلافات وتحقيق المصالحة و الوفاق بين أبناء الشعب الواحد. وفي هذا الجانب استشهد ولد خليفة بالثورة الجزائرية التي أثبتت أهمية الوحدة الوطنية وكيف كانت من أهم عوامل الانتصار على قوة عظمى مؤيدة بترسانة الحلف الاطلسي.