الأسر الجزائرية تسيطر على مقاعد قاعة حرشة في مباريات كأس أمم إفريقيا لكرة اليد أفرزت كرة القدم الجزائرية التي انتعشت في السنوات الأخيرة بوصول المنتخب الوطني إلى مراحل متقدمة في مختلف البطولات القارية منها و حتى كأس العام، عشقا جديدا في قلوب الأسر الجزائرية بعد أن كان حكرا على الشباب و الرجال، لتنظم النساء، الأطفال و حتى الشيوخ و تسجل حضورا قويا في الشوارع من أجل المناصرة، قبل أن تتمكن من السيطرة على مدرجات قاعة حرشة حسان بتسجيل حضور فاق حضور الشباب أحيانا. مناصرون من نوع آخر، و إن كان ذلك أمرا عاديا بالنسبة للدول الغربية و حتى بعض الدول العربية، إلا أنه و قبل سنوات قليلة كان ممنوعا في مجتمعنا، غير أن المتغيرات التي أفرزتها الكرة الشعبية بوصول المنتخب الوطني إلى مراحل متقدمة في المنافسات الإفريقية و تمكن من افتكاك تأشيرة العبور إلى مونديال البرازيل 2014، قد قلب الموازين و جعل مختلف شرائح المجتمع تشارك الفرحة و إن كانت لم تتمكن من الوصول إلى مدرجات الملاعب، إلا أنها تتابع مجريات مختلف المقابلات عبر الشاشات، و تخرج في مواكب كبيرة للتعبير عن الفرحة عند الفوز. و بالتتبع لكافة مباريات رفقاء اللاعب بركوس من إحداث المفاجئة مع الوافد الجديد بوخميس الذي يشكل اكتشاف الدورة الواحدة و العشرين لكأس أمم إفريقيا لكرة اليد، سجل انزال جماعي للأسر الجزائرية، و حضرت النسوة، الشابات، الأطفال و حتى الشيوخ و العجائز لمناصرة الفريق الذي أحدث التميز و تمكن من الفوز بالكأس الإفريقية بكل جدارة بعد غياب طويل منذ آخر تتويج له سنة 1996. و إن كانت هذه الأسر قد تمكنت من الظفر بمقاعد بقاعة حرشة التي امتلأت خلال نهائي الدورة أمس الأول عن آخرها منذ الساعة العاشرة صباحا، فإن باقي العائلات ممن تعذر عليها الوصول، قد تابعت كل لقاءات ممثل الجزائر عبر شاشات التلفاز، و عبرت عن مؤازرتها و عاشت على أعصابها في مختلف الأوقات الصعبة، لتنتهي بفرحة كبيرة، أعادت إلى الأذهان فرحة أم درمان لمنتخب كرة القدم للتصفيات المؤهلة لكأس العالم بجنوب افريقيا 2010. و مع كل منافسة، أصبح تشجيع الفرق الرياضية و متابعة مختلف المنافسات شبه تقليد في أوساط العائلات الجزائرية، التي باتت تتنفس عبر إخراج مكبوتات بالصراخ و الهتافات التي تدوي القاعات و البيوت، في انتظار وصولها إلى مدرجات ملاعب كرة القدم التي ما تزال تشكل أحد الطابوهات بالنظر لما هو معروف عن مناصري هذه الرياضة الأكثر شعبية في العالم و الذين لم يصلوا بعد إلى درجة تقبل اقتحام العنصر النسوي للمدرجات.