"وهبي" سيكون جاهزا للعرض في الذكرى ال21 من وفاته من المنتظر أن يرى فيلم "وهبي" الذي يروي السيرة الذاتية لعملاق الأغنية الجزائرية الفنان أحمد وهبي، النور في السنة القادمة في الذكرى ال 21 من وفاته تخليدا لمسيرته الفنية وتسليط الضوء على بعض جوانب حياته الشخصية وعلاقته بأسرته ومجتمعه . العمل الفني الذي يحظى به الفنان صاحب رائعة "سرج يا فرس اللطام" من إنتاج مؤسسة «رام برود» للإنتاج السمعي البصري التي تتكفل بتغطية النفقات المادية لانجاز الفيلم ،بغية تسليط الضوء على عملاق الأغنية الجزائرية التي عمت الأرجاء بالأداء المتميز والكلمات المعبرة الصالحة لكل زمان ومكان، دون أن تخدش الحياء .كما تتميز ،حسب النقاد و المتتبعين بغناء نصوص شعراء الملحون بألحان مطعمة بجمل من ألحان الموسيقى العربية الشرقية بصوت قوي شد اهتمام كبار الفنانين العرب. ومن بين أغاني وهبي الرائعة «شهلة لعيون « و «علاش تلوموني» و «طويل الرقبة» و « الأصنامية «التي يروي من خلالها كارثة زلزال الأصنام الذي ضرب المنطقة سنة 1954 ،وغيرها من الأغاني التي لا يزال بعض الفنانين يؤدونها في عديد المناسبات. واستنادا إلى مصادر مطلعة فإن عملية جمع المادة عن الفنان و توضيب السيناريو الذي يشرف عليه طارق بوعرعارة ،في مرحلة جد متقدمة موازاة مع مرحلة اختيار الأشخاص الذين يتوزعون على عدة أدوار فنية بإشراف مباشر من منتج الفيلم آيت الحاج سالم ،حيث فتح مجال - الكاستينغ - لجميع الشباب الهواة عبر مختلف الولايات، انطلاقا من العاصمة مرورا بوهران ثم معسكر وبلعباس ،لإتاحة اكتشاف مواهب جديدة في عالم التمثيل . ولم يتم بعد تحديد الشخصية الفنية التي تحظى بشرف تقمص دور عملاق الأغنية الجزائرية أحمد وهبي الذي اختار عن قناعة اسم «وهبي» نسبة إلى عبد الوهاب بدل دريش اللقب الأصلي الذي ساهم في تطوير الأغنية الوهرانية وخرج بها من المحلية نحو النجاح والعالمية . ولد أحمد وهبي واسمه الحقيقي هو أحمد دريش التيجاني في 18 نوفمبر 1921 بمدينة مارسيليا الفرنسية ،نشأ وتربى رفقة أخته الكبرى يتيم الأم بعدما فقدها وهو ابن أربعة أشهر، في بيت جده بالحي الشعبي «المدينة الجديدة» بمدينة وهران، تأثر كثيرا بصوت والده المؤذن،التحق حسب المصادر التاريخية بالكشافة الجزائرية فرع «النجاح» الذي أسس بوهران في 1937،حيث بدأ اهتمامه بالموسيقى ينمو، فكان يؤدي الأناشيد الوطنية. في سنة 1942 شارك مع الفرقة التي كان يقودها الفنان بلاوي الهواري في أداء أغنية» ناداني قلبي» لمحمد عبد الوهاب. في نهاية الأربعينيات تشير -المصادر التاريخية - التقى بالشاعر عبد القادر الخالدي و بدأ وهبي مشواره الفني الاحترافي في مجال الطرب والتلحين بصحبته فصار كاتب كلماته الأول. التحق في سنة 1947 بمعهد الموسيقى في باريس وهناك تشبّع بروائع الموسيقى العالمية ونمى طاقته وموهبته الفنية. قضى وهبي عشر سنوات (1947 – 1957) مغتربا في فرنسا ،و بعد الاستقلال شغل المرحوم عدة مناصب منها الأمين العام للإتحاد الوطني للفنانين الجزائريين ،مواصلا مسيرته في التلحين والغناء إلى أن أصيب بمرض عضال ألزمه الفراش.وافته المنية يوم 28أكتوبر 1993 ووري الثرى بمقبرة سيدي يحيى ببئر مراد رايس بالجزائر العاصمة، وكان رحيله فاجعة كبرى بفقدان أحد روائع الطرب الجزائري .