حي سيدي مبروك بقسنطينة لم يعد راقيا يجمع الكثير من مواطني قسنطينة، على أن حي سيدي مبروك لم يعد منطقة راقية كما كان في السابق، بحيث غرقت شوارعه في القمامة و امتلأت الطرقات بحفر و تسرّبات مائية، حوّلت أزقته إلى ما يشبه الأحياء الشعبية. و يكفي مشاهدة مداخل الحي للوقوف على الوضع الكارثي الذي آلت إليه، بمنطقة كانت إلى وقت قريب تعد إحدى أهم الأحياء الراقية بمدينة قسنطينة، بحيث يلاحظ تكدس أكياس القمامة و أغصان الأشجار في جميع الاتجاهات و حتى بالقرب من المنازل، كما لا يكاد يخلو طريق أو شارع من الحفر و الانكسارات و كذلك التسرّبات المائية، التي أغرقت الحي و جعلت المرور عليه باستعمال مركبة مغامرة قد تنتهي بالدخول في حفرة، خصوصا وأن أشغال تعبيد طرقاته التي انطلقت منذ عدة أشهر، لم تنته به بعد و لم تمس سوى مسالك قليلة. و لم تتوقف المعاناة عند أصحاب المركبات، بحيث يجد المارة صعوبة في التنقل بين أرجاء الحي، بسبب فساد و اهتراء أغلب الأرصفة و تحولها إلى مطبّات يجد كبار السن و الأطفال صعوبة كبيرة في المرور عليها، و قد أكد السكان أن أغلب أعمدة الإنارة العمومية تعرف تعطلات مستمرة، حرمتهم من التجول ليلا أمام تسجيل اعتداءات متكررة خصوصا في الجهة السفلية من الحي. السكان أكدوا للنصر أن الضجيج الذي سببه انتشار "البازارات" و الحركة الكثيفة للمركبات، كسرت هدوء الحي، ما دفع بالبعض إلى بيع فيلاتهم و بناء أخرى بتحصيص يقع في الجهة العلوية، كما تحدث البعض عن الخطر الصحي الذي يتهدد العائلات، نتيجة تفشي ظاهرة استغلال أسطح المنازل لتركيب الهوائيات الخاصة بمتعاملي الهاتف النقال، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل من أجل إتمام عملية إصلاح الطرقات و القضاء نهائيا على التسربات، مع إخضاع الحي لعملية تحسين حضري تعيد له صورته الحقيقية التي ألفها المواطنون. و كانت مؤسسة "سياكو" قد أعلنت عن وجود 92 تسربا مائيا مس الشبكات الأرضية القديمة بحي سيدي مبروك، حيث تقرر تجنيد 9 فرق و مختصتين للبحث عن أماكن التسربات، كما سبق لرئيس بلدية قسنطينة أن أرجع تأخر عملية تعبيد الطرقات بالحي، إلى حدوث خلافات مالية مع المؤسسة العمومية للأشغال العمومية التي لم تتّم أشغالها، حيث حاولنا الاتصال ب "المير" مجددا لمعرفة رده على باقي انشغالات السكان لكن تعذر علينا ذلك.