ترحيل 12 عائلة من السويقة تم أمس ترحيل 12 عائلة من المنزلين المعروفين بدار "دايخة" ودار "ابن باديس" بحي السويقة وسط مدينة قسنطينة ،وذلك في إطار استئناف مشروع ترميم البناء القديم الذي يدخل ضمن التحضيرات الخاصة بتظاهرة عاصمة الثقافة العربية. الترحيل تم في ظروف عادية تحت إشراف السلطات ،ويعد مرحلة أولى ضمن عملية من المقرر أن تشمل ما لا يقل عن 73 عائلة تقطن ببنايات موزعة على 18 موقعا تقع ضمن القطاع المحفوظ، وقد تم اختيار بنايتين معروفتين في أوساط القسنطينيين لهما دلالة تاريخية و اجتماعية ،ويتعلق الأمر بدار "دايخة" ابنة أحمد باي الواقعة بشارع قدور داعرة ودار عائلة ابن باديس الواقعة بشارع عبد الله باي بالمنطقة المعروفة ب "السيدة" بالسويقة، المنزلين عرفا بطابعهما العمراني العثماني و المغاربي الخاص. وقد حددت مهلة 12 شهرا لإجراء الترميمات التي ستكون نموذجية بالبنايتين ،على أن تنطلق الأشغال قريبا بعد وضع الورشتين ،و تتواصل عمليات الترميم أثناء تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة بفتح ورشاتها للزوار، وذلك تحت إشراف الديوان الوطني لتسيير الممتلكات الثقافية المحمية . ومعروف أن الجزء السفلي من السويقة يعد الأكثر تضررا من الإهمال والتهديم المتعمد للمدينة، وقد خضع في عهد الوالي السابق سكران إلى عملية إخلاء وهدم لمساكن محتلة كانت متبوعة بقرار من وزارة الثقافة بمنع أي تدخل في محيط المدينة القديمة وإلزامية إصدار رخصة في الحالات الإستعجالية، لكن هذا الإجراء لم يكن متبوعا بالتدخلات اللازمة لحماية المدينة ما جعل نسبة كبيرة من النسيج تتعرض للإنهيار ،سيما الجزء الذي أخلي في التسعينات وأعيد احتلاله. وكان الوالي نور الدين بدوي قد أمر بحصة قوامها 500 مسكن سنويا لسكان المدينة القديمة، لكنه لم يوفق في تحريك ملف الترميم بسبب تعقيدات الرخص والصلاحيات، ما جعل المخطط التوجيهي للترميم يبقى مجرد وثيقة تضاف لدراسات سابقة لم تنقذ المدينة، إلا أن مناسبة تظاهرة عاصمة الثقافة مكنت من تحريك الملف وبشكل استعجالي عملي لإزالة معالم التدهور والبدء في الترميمات الفعلية بعد أن شوهت عملية سابقة عددا من البنايات الواقعة بشارع ملاح سليمان إنهار بعضها جزئيا بينما ظلت ورشات أخرى مهملة بعد فسخ العقود.