المزارعون يكثفون من استعمال الأدوية المضادة للصدأ الأصفر بحقول القمح بقالمة دخل منتجو القمح بقالمة في سباق مع الزمن لمواجهة أمراض نباتية محتملة ،قد تصيب السهول المنتجة في هذه الفترة المعروفة بالتذبذب المناخي بين الحرارة و الرطوبة و الأمطار ،حيث انتقل المزارعون إلى المرحلة الثانية من الحماية ،و ذلك بالاستعمال المكثف للأدوية في خطوة استباقية للحيلولة دون تعرض الحقول إلى أمراض مدمرة كالصدأ الأصفر الذي يتسبب في خسائر كبيرة بحقول القمح من سنة لأخرى. و قال مزارعون من بلدية الفجوج شمال قالمة في تصريح للنصر أمس السبت « بدأنا نطبق مخطط المرحلة الثانية من الحماية بعد ظهور مؤشرات أمراض ببعض الحقول عقب سقوط الأمطار الأخيرة و ارتفاع درجة الحرارة ، نحن نستعمل أدوية مضادة للصدأ الأصفر و أمراض أخرى تعودنا على ظهورها خلال السنوات الماضية ، نحن في مرحلة استباقية و نتواصل باستمرار مع المهندسين لتطبيق المسار التقني و حماية المحاصيل و ضمان مردود مقبول». و حسب منتجي القمح بقالمة فإنه و بالرغم من ارتفاع أسعار الأدوية و الأسمدة بالسوق المحلية فإنهم مجبرون على استعمالها لحماية الحقول و إنقاذها من الأمراض المدمرة التي تبدأ في الظهور بين شهري مارس و ماي من كل سنة، كما حدث في العديد من المرات بسهل الجنوب الكبير ،أين أتت الأمراض النباتية المدمرة على مساحات واسعة من محاصيل القمح. و يواجه منتجو القمح بقالمة صعوبات كبيرة كل موسم ،حيث يصعب عليهم الحصول على أسمدة المرحلة الثانية «الأمونيترات» في الوقت المناسب و بالكميات الكافية ،حيث تعرف وحدات التوزيع عجزا كل موسم في ظل الضغط المفروض من قبل المزارعين الذين مازالوا يشتكون من صعوبة الحصول على هذه المادة إلى اليوم، الأمر الذي دفع بهم إلى الاستنجاد بالسوق السوداء و تحمل تبعات ذلك بالنظر إلى للقوانين الصارمة التي تنظم عملية توزيع هذا النوع من الأسمدة الآزوتية. و مازال مزارعو سهل الجنوب يتذكرون كارثة السنة الماضية، حيث أتى الجفاف و الأمراض على مساحات واسعة من حقول القمح و أعلنت المنطقة منكوبة و احتج المزارعون بقوة محملين وحدات توزيع الأسمدة و الأدوية المسؤولية. وتعد ولاية قالمة من بين أهم الولايات المنتجة للقمح بالجزائر، حيث تتوفر على مساحات واسعة لإنتاج القمح ذو النوعية الممتازة و خاصة بسهول تاملوكة ووادي الزناتي التي تعتمد على سقوط الأمطار و التطبيق الجيد للمسارات التقنية الفعالة لرفع المردود و تعويض التكاليف الكبيرة التي أصبح يتطلبها إنتاج القمح من سنة لأخرى.