الحكاية تعيد أجواء الأنس إلى قصر الباي بقسنطينة أسدل الستار سهرة أمس الأول بقصر أحمد باي بقسنطينة، على فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للحكاية و القصة، وسط حضور ملفت للأطفال حتم على المشاركين تغيير برنامجهم المسطر سابقا و تعويضه بآخر يليق بكل الفئات العمرية. السهرة الختامية لمهرجان الحكاية الذي نظمته جمعية «كان يا مكان» شهدت انسجاما كبيرا بين الحكواتتين اللبنانية ليلى درويش و المغربية حليمة حمدان خلال سردهما لقصة «مكر زوجة أب»، حيث لعبت حليمة حمدان دور المترجم مرافقة زميلتها درويش في فقرتها الافتتاحية و التي استهلتها بسرد مغامرات حطاب مسكين عانى الأمرين مع زوجته ، لكنه تمكن من التخلص من سيطرتها بعد أكلها لطعم المكيدة التي دبرها لها لإدخالها بئر ادعى بأن به كنز، لتيقنه من طمع و جشع زوجته التي أصرت على النزول بدله. إلا أن الحطاب لم يكن يدرك بأن كذبته ستتحوّل إلى حقيقة و تكون مصدر ثرائه الفاحش، لأنه و بعد أن تراجع عن قراره في التخلص من زوجته عاد إلى البئر بعد مرور ثلاثة أيام و رمى الحبل لسحبها، و بدل أن تصعد زوجته تفاجأ بصعود جني أثنى عليه كثيرا لأنه ساعده على التخلص من امرأة حوّلت حياته إلى جحيم في وقت قياسي ، و كان يقصد زوجة الحطاب، و امتنانا له اقترح الجني على الحطاب خطة إن هو اتبعها سيتزوّج ابنة سلطان الهند ، و بالفعل وفى الجني بوعده و جعل من الحطاب رجلا ثريا غير أن هذا الأخير جرّب حظه مرة ثانية مع ابنة سلطان الصين بفضل استغلال أخبار زوجته الشريرة الأولى لترهيب الجني و بالتالي التخلص منه. أما الحكاية الثانية و التي جذبت جمهور الصغار لما وجدوا فيها من عرض ثنائي ممتع، فلخصت مكيدة زوجة أب حاولت التخلّص من ربيبتها بتحريض الزوج على إبعاد ابنته الضحية و التخلي عنها تجنبا لكلام الناس، غير أن كل ما فعلته الزوجة الشريرة عاد على ابنتها الحقيقية التي التهمها الغول الأعرج. السهرة الحكواتية النهائية أعادت أجواء ألف ليلة و ليلة إلى قصر أحمد الذي احتضن التظاهرة طيلة أربعة سهرات، استمتع فيها عشاق الحكاية الشعبية بقصص السلاطين و دهاء بعض البشر بالإضافة إلى بروز محور صراع الخير و الشر في العديد من القصص، حيث اختارت حليمة حمدان من التراث الشفوي المغربي إحدى مغامرات برطان و زوجته الفطنة، و راح البوركيني باكاري تراوري الغوص في عمق الحكاية بالقارة السوداء منتقيا قصة مثيرة استخلص في نهايتها كيف أن الأيادي و الأرجل أصبحت تسعى بفضل أسطورته لأجل إشباع البطن. أما قصة سهام كنوش الأولى فاقتربت في مضمونها من القصة العالمية المعروفة»ساندريلا»، حيث نسجت بمفرداتها السلسة عالم بطلتها «لويلة» الفتاة الفقيرة التي ساعدها صدقها و وفائها لبذرة الأمير في زواجها من هذا الأخير الذي اختبر فتيات بلدته بتقديم بذرات فاسدة لا تزهر ليتفاجأ يوم الموعد المحدد من قبله بأن جميعهن أحضرن أبهى و أجمل الأزهار ما عدا «لويلة» التي بقي أصها خاويا. ختام السهرة كان من إمضاء الحكواتي التلمساني محمد أمين حمليلي الذي خصص فقرته للصغار حتى لا يحرمهم من سحر الحكاية في نهاية عطلتهم الأسبوعية. للتذكير قدم المشاركون سهرة خاصة بالمركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب يوم 14ماي الجاري، فيما احتضنت قاعة العرض بديوان مؤسسات الشباب و المعهد البلدي للفنون بقسنطينة أمسيات سردية لعدد من الحكواتيين الهواة منهم كريمة حمدي، زهير تركي، شروق بوشحم، صوفيا بلحاج، حليمة تواتي...و غيرهم من المستفيدين من دورات التكوين التي نظمتها جمعية «كان يا مكان» على هامش الطبعات السابقة. مريم/ب