جدل حول سحب الآلات الحاسبة و إقصاء مترشحين بسبب الغش شهد اليوم الثاني من امتحانات الباكالوريا أمس حالات غش تم إقصاء مرتكبيها، كما عرف حالة من الجدل لدى الممتحنين و أوليائهم بعد قيام الحراس بسحب آلات حاسبة، فيما سجلت محاولة انتحار من ممتحن بالطارف تم ضبطه متلبسا بمحاولة الغش، و ساد الخوف في أوساط بعض المترشحين و الحراس في وهران، بسبب إجراءات تنظيم عملية الخروج للمرحاض، بينما قدر غالبية المترشحين أن الأسئلة في اليوم الثاني كانت في المتناول. في قسنطينة سحب، صبيحة أمس، مؤطرون مكلفون بحراسة امتحان البكالوريا في مادة الرياضيات شعبة العلوم بمركز فضيلة سعدان بوسط المدينة الآلات الحاسبة من الممتحنين، في إجراء خلف غضبا في أوساط التلاميذ وأوليائهم. وتجمع عشرات أولياء التلاميذ مع نهاية الفترة الصباحية من اليوم الثاني لامتحان شهادة الباكالوريا، أمام المركز المجاور لمقر مديرية التربية ، بعد سماعهم خبر سحب الحراس للآلات الحاسبة من المترشحين، ومنعهم من استعمالها في حل مسائل امتحان مادة الرياضيات، وهو الإجراء الذي اعتبره الأولياء غير قانوني، في ظل وجود مادة صريحة، تسمح لأبنائهم باستخدام الآلة الحاسبة العلمية، و طالب البعض منهم بالتحقيق في القضية.وفي ذات الموضوع، أكد أولياء أن الكثير من المترشحين لم يتمكنوا من إتمام حل كل أسئلة مادة الرياضيات، بسبب منعهم من استعمال الآلة الحاسبة، وكشف البعض أن أبناءهم تعرضوا للتهديد بالطرد من حجرة الامتحان في حالة عدم الامتثال لأوامر رئيس المركز، في وقت كان استعمال آلة حاسبة علمية مسموحا في باقي المراكز، معتبرين الإجراء غير قانوني، ومن شأنه أن يضر بمسيرة التلاميذ في الامتحانات، سيما وأن مادة الرياضيات مادة أساسية، ولها تأثير كبير على معدلات النجاح. من جهة أخرى، اعتبر رئيس مصلحة التوجيه والامتحانات بمديرية التربية لولاية قسنطينة، أن الإجراء المتخذ بالمركز المذكور قانوني ولا غبار عليه، وأضاف ذات المسؤول أن رئيس المركز قام بتفحص الآلات الحاسبة قبيل انطلاق الامتحان بدقائق، حيث تبين أنها من النوع المبرمج، غير المسموح به، ليقوم بعدها بإعلام المديرية قبل قيامه بسحبها نهائيا من المرشحين، واستدل رئيس مصلحة التوجيه والامتحانات بالتنبيه الثامن الذي يتضمنه استدعاء الباكالوريا الخاص بكل مترشح، والذي لا يسمح إلا باستخدام آلة حاسبة علمية غير مبرمجة.في تبسة سجلت خلية التنشيط والمتابعة للامتحانات المدرسية الرسمية بمديرية التربية إقصاء 11مترشحا من الأحرار بسبب الغش حسب ما كشف عنه رئيس مصلحة الامتحانات مساء أمس،حيث ضبط المعنيون أثناء اجتيازهم الامتحان في مادة الرياضيات، وفي سياق متصل قدرت نسبة الغياب ب 0.78 بالمائة في صفوف المتمدرسين ،فيما فاقت نسبة تغيب الأحرار 23.51 بالمائة بعد إجراء امتحان صبيحة اليوم الثاني أي نحو 2219 غائبا من مجموع 9423 مترشحا حرا. و عرف اليوم الثاني من البكالوريا بولاية الطارف ، محاولة أحد المترشحين بمركز ثانوية 19 ماي 1956 بالقالة ، الانتحار بعد أن تم ضبطه من قبل أحد الحراس متلبسا بالغش، حيث ثارت ثائرة المترشح فور توقيفه وطرده من الامتحان، وهو ما لم يهضمه المعني الذي نزع لباسه محاولا الانتحار برمي نفسه من الطابق الأول بالمؤسسة قبل أن يتم توقيفه وتهدئته . وقد شهد اليوم الثاني القيام بمحاولات غش بالجملة بعدة مراكز بسبب صعوبة الأسئلة، وهو ما جعل البعض من الممتحنين يتعرض للإغماء خاصة لدى الإناث نتيجة تزايد حدة التوتر والخوف، الأمر الذي استدعى تدخل الفرق الطبية لتقديم الإسعافات وتحويل البعض إلى المصالح الصحية مع الرفع من معنويات هؤلاء بتدخل الأخصائيين النفسانيين. من جهة أخرى اشتكى مترشحون من نقص المياه وتدني نوعية الوجبات ببعض مراكز الامتحانات ، كما اشتكوا من الحراسة المشددة عليهم من المؤطرين، مما أثر حسبهم على تركيزهم، وتسبب ذلك في دخول البعض في مناوشات مع الأساتذة. كما اشتكى بعض المترشحين نقص وسائل النقل لتمكينهم من أجراء إمتحاناتهم ،لاسيما القاطنين بالمناطق النائية و البعيدة، في حين تباينت أراء التلاميذ بخصوص الأسئلة بين الصعبة و كونها في متناول الجميع باعتبارها لم تخرج عن العتبة المحددة.أما في وهران فقد أعرب عدد من المترشحين أن الأساتذة الحراس كانوا متخوفين من طلب المترشحين للذهاب للمرحاض، حيث أجمعت أغلبية من الذين التقتهم "النصر"، أن الأساتذة كانوا يطلبون منهم أن يتحكموا في حبس "البول" كي لا يضطروا للجوء للإجراءات الخاصة بذهاب المترشح للمرحاض، "قالو لنا حاولو تحكمو أرواحكم لغاية انتهاء الامتحان"و فق التعبير الحرفي للذين التقيناهم، مضيفين أن السماح بالخروج للمرحاض كان في الحالات الطارئة فقط وتحت حراسة مشددة. من جهتهم اشتكى بعض الأساتذة من الضغط والقلق "الجميع يهتمون بالمترشحين والضغط الذي ينتابهم أيام "الباك"، ولا أحد ينتبه للضغط الذي يعيشه الأستاذ الحارس لأن أية هفوة من شأنها تعريضه للعقاب". ويبدو أن هاجس بكالوريا 2013 لا زال يخيم على جميع الأطراف من مترشحين وحراس وحتى مسؤولي مراكز الإجراء، فالجميع متخوف من حالات الغش والعقوبات التي تنجم عنها. ولكن رغم هذا كان اليوم الثاني عاديا بوهران حيث تفاوتت الآراء حول امتحان الرياضيات ما بين أنه كان صعبا و متوسطا والأسئلة طويلة. مع تسجيل 1400 غائب أغلبهم من الأحرار. وفي اليوم الثاني من امتحان الباكالوريا ارتفعت حالات الإقصاء وسط المترشحين بولاية أم البواقي لتصل قرابة العشرة بالمائة في الوقت الذي تم فيه ضبط 5 حالات للغش في مادة العلوم الإسلامية. أرقام مديرية التربية كشفت عن بلوغ نسبة المقصيين بسبب الغيابات نسبة 9.50 بالمئة، حيث بلغ عدد المتغيبين 1121 متغيب أغلبهم سجلوا في فئة الأحرار. وبحسب مدير التربية فحالات الغش استقرت عند 5 حالات ثلاثة منها بعين مليلة وحالة بمركز بوخروبة بأم البواقي وأخرى بمركز براكنية علي بعين البيضاء وهي كلها حالات تم ضبطها في مادة العلوم الإسلامية، و قد حولت قضاياها إلى مديرية التربية.