توقيف تحفظي لطبيبين وسبعة عمال بمستشفى المنصورة للأطفال بقسنطينة صدرت أمس الأول قرارات إدارية بالتوقيف التحفظي والإحالة على مجلس التأديب في حق طبيبين وممرضين و خمسة أعوان أمن، شكلوا طاقم المناوبة ليلة الأربعاء إلى الخميس بمستشفى المنصورة للأطفال ،على خلفية فضيحة نشر فيديو على مواقع الانترنت حول عدم التكفل بطفل مريض، وهي حادثة فتح بشأنها تحقيق. الفيديو ،الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي و «يوتوب» وتم تداوله بقوة تحت مسمى «فضائح مستشفى الأطفال بقسنطينة»، يتعلق بحالة طفل مصاب بأزمة تنفسية ظهر والده ، الذي كان يحمله رفقة جده، في رحلة بحث شاقة عن من يتكفل به بمختلف أرجاء المستشفى وتحدث عن خلو المكان من أي شخص يمد له يد المساعدة. وقد كان نشر الفيديو متبوعا بفتح تحقيق داخلي في المستشفى، و اتخاذ قرار بالتوقيف التحفظي للطاقم المناوب مساء يوم الأربعاء إلى صبيحة يوم الخميس والمكون من طبيبين وممرضين وخمسة أعوان أمن داخلي، لكن مدير المؤسسة الإستشفائية المتخصصة، التي يتبعها مستشفى المنصورة إداريا أكد أن فرضية الإهمال تبقى مستبعدة وأن التسجيل يظهر والد الطفل والجد يتحركان داخل ساحة المستشفى والحديقة، و اعترف بأن التقصير أو الخلل يكمن في كون أعوان الأمن لم يوجهوا المعنيين نحو الاستعجالات، معتبرا الحديث عن غياب الطبيب المسؤول أمرا غير مقبول كون الحادثة وقعت بعد الخامسة مساء، أي بعد ذهاب الطبيب. كما أكد بأن والد الطفل حاول دخول المصلحة الإستشفائية والتي تم غلقها بتعليمات إدارية إثر حادثة اختطاف الرضيع من المستشفى الجامعي، لكنه استغرب الفيديو وتساءل كيف لوالد طفل في خطر أن يأخذ راحته في التصوير والتجوال داخل المرفق ولا يخشى على تدهور صحة الطفل. كما أفاد المسؤول بأن الفيديو حذفت منه الفقرة المتعلقة بإسعاف الطفل ما يعني برأيه أن هناك نوايا غير بريئة بعيدا عن هدف فضح ما سمي بالإهمال، حتى وإن ظهر من خلال الشريط أن المرفق شبه خال على الأقل في الجزء الذي شمله التصوير. المدير قال بأن التحقيق جار وفي حال تأكد حدوث تقصير ستصدر إجراءات عقابية ضد من شملهم التوقيف التحفظي وأضاف بأن الطفل معتاد على العلاج بمستشفى المنصورة وعائلته يفترض أنها تعرف المصالح التي يجب أن تتجه إليها ،لكن الفيديو بدا وكأن العائلة تكتشف المكان لأول مرة وراح والده يجوب في أماكن لا علاقة لها بالمصالح الطبية أو المصالح الخطأ. الحادثة ورغم ما تقوله الإدارة وتطرحه من شكوك حول صحة وقوعها، اعتبرت من طرف عائلة الطفل حالة إهمال وتسيب أكدها لنا أحد الأطباء الذي أفاد أنه قد وجه عدة تقارير حول اللامبالاة و الإختلالات في العمل وقال بأن موقفه جعل الأطباء أنفسهم ينقلبون عليه، وهي قضية بلغت أروقة العدالة، في حين فسر موقفه على أنه رد فعل طبيعي لوجود خلافات سابقة بينه وبين الأطباء حركت إضرابا ومسلسل من الاتهامات المتبادلة.