وفيات و أكثر من مائة جريح خلال الاحتفالات بتأهل المنتخب الوطني توفي أربعة أشخاص بينهم طفل و جرح أكثر مائة شخص، خلال حوادث سجلت بولايات الوطن، في غمرة الاحتفالات بتأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى الدور الثاني من منافسات كأس العالم بالبرازيل ليلة أول أمس. و شهدت مدينة عين البيضاء بأم البواقي أمس الأول، وفاة مناصر للفريق الوطني بسكتة قلبية مباشرة بعد تسجيل اللاعب سليماني لهدف التعادل، و يتعلق الأمر بالضحية «م.ع.ا» في العقد الخامس من العمر، و الذي خلف له الهدف الأول الموقع من طرف المهاجم الروسي أليكسندر كوكورين في الدقيقة السادسة، مضاعفات حرجة، غير أن ذلك لم يمنعه من مواصلة متابعة اللقاء إلى حين تسجيل سليماني لهدف التعادل، الذي كان سببا في سقوطه أرضا داخل سكنه الواقع بالقرب من طريق الوزن الثقيل، ليلفظ أنفاسه إثر سكتة قلبية. و بولاية تبسة عكر وفاة طفل لا يتعدى عمره 12 سنة، الاحتفالات التي انفجرت فور فوز المنتخب الوطني، حيث لقي الضحية حتفه على بعد أمتار من مقر سكناه قرب طريق المطار، و ذلك بعد تلقيه لطلق ناري من بندقية صيد، بينما كان يشارك أترابه فرحة الانتصار، و قد تم نقل الطفل على جناح السرعة للاستعجالات الطبية لكنه فارق الحياة هناك، فيما فتحت الأمن تحقيقا في ملابسات الحادثة. كما أفاد بيان للمديرية العامة للحماية المدنية، بأن فرق التدخل و الإسعاف قد سجلت إثر الاحتفالات التي شهدتها مختلف ولايات الوطن بعد تأهل ‘'الخضر›› إلى الدور الثاني على حساب المنتخب الروسي، وفاة مناصرين اثنين، حيث سجلت حالة الوفاة الأولى بولاية برج بوعريريج عندما دهست سيارة، شخصا كان في غمرة الاحتفال و ذلك على مستوى الطريق الوطني رقم 05 بالمكان المسمى «مخامرة» ببلدية عشير، أما بولاية معسكر فقد لقي شخص حتفه و جُرح ثلاثة آخرون، إثر انحراف سيارة و اصطدامها بشجرة على مستوى الطريق الوطني رقم 06 ببلدية فروحة. و لم تخل الاحتفالات بتأهل المنتخب الوطني من عشرات الإصابات في أوساط المناصرين، ففي قسنطينة جرح 20 شخصا إثر سقوطهم من الدراجات النارية، كما تعرض 19 آخرون لحروق لدى استعمال الألعاب النارية، و خلفت حوادث المرور 6 جرحى، أما بولاية باتنة فقد أسعفت مصالح الحماية المدنية 4 مصابين سقطوا من الدراجات النارية، كما خلفت حوادث السير 6 جرحى بالعاصمة و إصابة 19 بولاية جيجل و ثلاثة بالمدية، بينما ذكرت مصادر طبية بسطيف بأن 15 شخصا أصيبوا بجروح متفاوتة، بسبب الازدحام الكبير بالشوارع لدى خروجهم للاحتفال بتأهل المنتخب الوطني. و بولاية تبسة بدأت الاستعجالات في استقبال المصابين مع نهاية الشوط الأول من المباراة، حيث أحصي أكثر من 5 جرحى أصيبوا بسبب التدافع، السقوط من المركبات، و كذلك نتيجة الألعاب النارية الخطيرة. فرحة عارمة بولايات الشرق و البارود يدوي بالشوارع و اجتاحت فرحة عارمة ولايات الشرق بعد تأهل المنتخب الوطني، حيث انطلقت الاحتفالات بقسنطينة من ملعب بن عبد المالك رمضان، أين فضلت أغلبية عائلات و شباب أحياء وسط المدينة مشاهدة المباراة هناك عبر الشاشة العملاقة، كما تحولت أرضية الملعب إلى ركح للرقص على أنغام «وان تو تري فيفا لالجيري» المنبعثة من مكبرات الصوت الضخمة الموجودة، و ما لفت الانتباه بالملعب هو التفاف الشباب حول امرأة مغتربة كبيرة في السن و هي ترقص فرحا، حيث صرحت أنها أجلت سفرها لفرنسا من أجل معايشة أجواء الاحتفال. و شهد وسط مدينة قسنطينة أجواء احتفالية خيالية قبل و بعد اللقاء الكروي، إذ قام المئات من الشباب قبل انطلاق المباراة بساعتين بمسيرة انطلقت من الأقواس الرومانية إلى غاية ساحة «لاباراش»، للتعبير عن فرحهم بالأفناك، أما الأجواء بعد صافرة النهاية، فقد تميزت بفرحة هستيرية استمرت لغاية الساعات الأولى من الصباح، حيث شارك فيها الآلاف من المواطنين القادمين من مختلف أحياء المدينة، و أعطت مناظر الألعاب النارية في السماء بعدا جماليا للمدينة، وسط حضور مكثف لمختلف الفئات العمرية من أطفال و شيوخ و كهول، و حتى النسوة اللواتي أطلقن العنان لزغاريدهن و تعالت أصواتهن بعبارات «وان تو تري فيفا لالجيري»، و هي أجواء لم تختلف كثيرا بباقي بلديات الولاية. و بعاصمة الأوراس صنع أنصار المنتخب الوطني أجواء استثنائية، بإطلاقهم العنان للأفراح مباشرة بعد أن أعلن حكم المباراة التركي صافرة نهاية اللقاء، حيث عمت أهازيج «وان تو ثري فيفا لالجيري» و زغاريد النسوة، وسط طلقات البارود و مواكب السيارات، و قد تحول الشارع الممتد من ساحة الحرية بعاصمة الولاية إلى غاية المحطة القديمة لنقل المسافرين، إلى قبلة للأنصار بعد أن بادرت بلدية باتنة بوضع شاشة عملاقة و هو ما استقطب الآلاف من المواطنين و خاصة الشباب. أما بولاية تبسة فقد انطلقت احتفالات استعملت فيها أبواق السيارات، و ذلك على وقع الزغاريد و البارود المدوي في مختلف المناطق و الأحياء وسط أهازيج و أغاني رياضية. و لم تختلف أجواء الفرح في ولايات الشرق الأخرى. أعلام فلسطين و الصحراء الغربية ترافق المحتفلين بوهران وتواصلت أمس الجمعة الاحتفالات بتأهل المنتخب الوطني للدور الثاني بمونديال البرازيل بولاية وهران، حيث و مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة خرج شباب الباهية لمواصلة الأهازيج و الهتافات، و ذلك تعبيرا عن فرحتهم بأهمية هذا التأهل التاريخي، و حمل المحتفلون رايات كل من فلسطين و سوريا و الصحراء الغربية و جابوا بها كل الشوارع، في احتفالية استمرت لساعات. و الملاحظ هذه المرة هو أن الوهرانيين باتوا يفضلون مشاهدة مباريات المنتخب الوطني خارج البيوت، و تحديدا في «الحومة»، أين يجتمع النساء و الأطفال والشباب لمشاطرة الفرحة. و لم تمنع الأجواء الاحتفالية البعض من ارتكاب بعض الاعتداءات والسرقات التي طالت الهواتف النقالة، خاصة التي كان يستخدمها المحتفلون لالتقاط صور تاريخية لم تتكرر منذ أكثر من 30 سنة، بالمقابل ساهمت الكاميرات الأمنية المنتشرة عبر عدة نقاط في تحديد المعتدين والقبض عليهم، في حين شهدت محيطات القنصليات الثلاث الموجودة في وهران و هي المغربية و الفرنسية و كذا الإسبانية، تعزيزات أمنية مشددة، لضمان استمرار الفرحة في أجواء عادية.