خروج الخضر لم يكن نهاية حلم بقدر ما هو بداية حكاية جميلة لجيل ذهبي انتزع المنتخب الوطني سهرة أمس تقدير واحترام الجميع، بخروجه من المونديال عبر البوابة الشرفية، وأمام العملاق الألماني الذي وقف للمرة الثانية في التاريخ شاهدا على ميلاد جيل جزائري جديد يعد بالكثير في قادم المحطات والمواعيد. الخضر الذين دخلوا التاريخ سهرة الخميس الفارط، ببلوغهم هذا الدور المتقدم الذي عز على منتخبات كبيرة وعريقة قصدت البرازيل في ثوب المرشح الأكبر للعب الأدوار الأولى، أسقطوا جميع التكهنات في الماء، وأسالوا العرق البارد للناسيونال مانشافت التي عبثت ببرازيليي أوروبا بقيادة أفضل لاعب في العالم، وقهرت منتخب بلاد العم سام العنيد، قبل أن تصطدم سهرة أمس بمنتخب متماسك ومنظم أدى مباراة شرفت الجزائريين والأفارقة وجميع العرب، فكان خروج آخر الأفارقة من مونديال البرازيل برأس مرفوعة. خروج الخضر من الدور ثمن النهائي لم يكن نهاية حلم، بقدر ما كان بداية حكاية جميلة لجيل ذهبي وقع أمس على ميلاد فريق الأمجاد، فريق عذب «الجرمان» وأربكهم على مدار التسعين دقيقة، بفضل فنيات سليماني و فغولي وغلام وبقية أفراد كتيبة حليلوزيتش التي لعبت بنضج تكتيكي وذكاء زرع الرعب في قلوب رفقاء مسعود أوزيل، ولولا تسرع سليماني و فغولي في الشوط الأول لأتخذ اللقاء منحى آخر، وبعيدا عن إبداعات مبولحي ورفاقه، ترك التقني البوسني وحيد حليلوزيتش بصمة واضحة على أداء منتخب يعود له الفضل في بعثه على أنقاض «نكسة مراكش» بقيادة الجنرال بن شيخة، حيث منح «الكوتش وحيد» للخضر شخصية قوية ولمسة هجومية جعلته يزور شباك جميع منافسيه في المحفل الكروي العالمي، وكان لقاء أمس آخر إبداعات الناخب الوطني على أرض كرة القدم، من خلال تفوقه تكتيكيا على خواكيم لوف وتمكنه من إسقاط ورقة التوت عن المانشافت وإبراز عيوبها على مدار 120 دقيقة من التنافس والندية، فقد وفق حليلوزيتش في قراءة المنافس الألماني واللعب على نقاط ضعفه، حيث تمحور العمل الهجومي لسليماني ورفاقه على محور دفاع المانشافت الثقيل ما أرغم الحارس نوير إلى تقمص دور المدافع المحوري لتغطية نقائص وعيوب خطه الخلفي، كما أن كثرة التغييرات التي أحدثها حليلوزيتش على التشكيلة، وتغييره كليا خط الوسط، أكد مع مرور الدقائق أنها لم تكن لمجرد التغيير ولا لمنح اللاعبين شرف الظهور في المونديال، ولكنها نابعة من حسن قراءة الرجل لمنافسه وأسلوب لعبه، فتمكن باقتدار من تعطيل الماكينات الألمانية طيلة التسعين دقيقة ولولا هفوة قاتلة ناتجة عن التعب والإرهاق لما فكت شفرة الدفاع الذي قاده حليش و بلكلام بتألق. وإجمالا يمكن القول بأن المنتخب الوطني أدى دورة رفعت رأس الجزائر والعرب في أكبر تظاهرة كروية عالمية، ووقع شهادة ميلاد منتخب ينتظر منه الكثير، بداية بنهائيات كأس أمم إفريقيا مطلع العام القادم في المغرب، أين سيكون اللقب القاري هدف الخضر تحت قيادة حليلوزيتش أو خليفته المحتمل كريستيان غوركوف، ولو أن الشارع الكروي الجزائري يجمع على أن أفضل صفقة قد ينجح الحاج محمد روراوة في عقدها بعد هذا النجاح الباهر، هي أن يتمكن من إقناع حليلوزيتش بالبقاء ومواصلة المشوار رفقة مجموعة شابة أعادت الاعتبار للكرة الجزائرية والبسمة للجماهير، التي وقفت شاهدة على اكتسابنا مجموعة رائعة تسلحت بخبرة على أعلى مستوى ستكون سلاحها في قادم «المعارك « الكروية على المستويين القاري والعالمي. نورالدين - ت * تصوير: الشريف قليب باتوا يملكون أفضل هجوم عربي في تاريخ المونديال الخضر أكثر منتخب عربي يخوض دقائق لعب في بطولات كأس العالم بات المنتخب الوطني أكثر منتخب عربي يخوض دقائق لعب في بطولة واحدة من بطولات كأس العالم، وذلك بعد أن تعادل سلبيا مع منتخب ألمانيا في الشوطين الأول والثاني، وهو ما جعل المنتخبان يذهبان إلى الوقت الإضافي.وكان المنتخب المغربي والسعودي قد تأهلا إلى الدور ثمن النهائي أعوام 1986 و1994 على الترتيب، لكن الأول خسر في الوقت الأصلي مع ألمانيا بهدف لصفر، وكذلك الحال بالنسبة للأخضر السعودي الذي انهزم أمام المنتخب السويدي بثلاثة أهداف لهدف واحد. ولقد نجح المنتخب الوطني من خلال تعادله السلبي في الوقت الأصلي مع الماكينات الألمانية في رفع عدد دقائق لعبه في نهائيات كأس العالم إلى 390 دقيقة، ليتفوق بذلك على حاجز ال 360 دقيقة التي توقفت عنده جميع المنتخبات العربية، ونعني بالذكر المنتخبين السعودي والمغربي، على اعتبار أن العرب لم يتأهلوا سوى مرتين للدور الثاني لكاس العالم، قبل أن ينجح الخضر في رفع حصيلتهم إلى ثلاثة.على صعيد آخر بات المنتخب الوطني صاحب أفضل هجوم عربي في تاريخ المونديال، حيث يجمع في رصيده 13 هدفا، وحمل عبد المؤمن جابو شرف قيادة الخضر إلى هذا الامتياز، بعد أن هز شباك ألمانيا أمس. وسجل الخضر في كأس العالم الحالية 7 أهداف، منها 4 تقاسمها جابو والمهاجم إسلام سليماني، وتأتي المغرب خلف الخضر في جدول الترتيب برصيد 12 هدفا، ثم السعودية في الرتبة الثالثة بمجموع 9 أهداف، وبعدها تونس رابعة ب 8 أهداف. مروان. ب بدأت مبكرا بمحيط ملعب أرينا بايرا ريو حرب نفسية بين أنصار الخضر الصائمين و ألمان مخمورين سبقت المقابلة بين الخضر والألمان حرب نفسية اندلعت مبكرا بين أنصار المنتخب الوطني، ونظرائهم من ألمانيا، وهذا قبل ساعات من موعد انطلاق المباراة. عشاق الخضر الذين عادوا إلى ملعب أرينا بايرا ريو بمدينة بورتو أليغري، والذي كان فأل خير عليهم وعلى أشبال وحيد حليلوزيتش، حيث شهد وضع الهداف سليماني وبقية زملائه، اللبنة الأولى للإنجاز التاريخي الغير مسبوق للكرة الجزائري، والمتمثل في التأهل إلى الدور الثاني لنهائيات المونديال، وهذا بعد أن شهد تسجيلهم لفوز تاريخي على المنتخب الكوري، ظلوا أوفياء لعادتهم المتمثلة في صنع الفرجة بمحيط الملعب قبل ساعات من انطلاق اللقاء، على الرغم من آثار الصيام، والسفرية الشاقة والطويلة بين مدينتي كوريتيبا وكومبوريو اللتين كانوا متواجدين بها، ومدينة بورتو أليغري التي حلوا بها في ساعة متأخرة من ليلة اللقاء، وبالمرة استقبال عناصر المنتخب الوطني ومدربهم وحيد حليلوزيتش، الأخير الذي كان في كل مناسبة يعترف بالدور الكبير الذي لعبه أشباله في تحقيق النتائج الإيجابية، وهذا منذ بداية تصفيات المونديال، ما جعله في كل مرة يشيد بدعمهم ومساندتهم، ويهديهم الفوز المحقق على كوريا الجنوبية والتعادل الثمين أمام الروس، والذي كان وراء التأهل التاريخي إلى الدور الثاني. أنصار الخضر الصائمين، وجدوا هذه المرة في مواجهتهم أنصارا مستفزين، ونعني بهم أنصار المنتخب الألماني، خاصة مجموعة منهم من الذين كانوا تحت تأثير المشروبات الكحولية، والذين كانوا يحملون بأيديهم علب الجعة، والذين كانوا يحملون شعارات النازية، حيث دخلوا بمجرد التقائهم بأنصار المنتخب الوطني في حرب نفسية قوية، وهذا من خلال الهتافات الاستفزازية والإشارة إلى فوز منتخب بلادهم على الخضر بنتيجة (5/0)، لكن أنصار الخضر ولحسن الحظ لم يسقطوا في فخ الألمان، حيث واصلوا صنع أجواء الفرحة رغم سوء الأحوال الجوية وآثار الصيام، وهي الأجواء التي ظلت تتناقلها مختلف الفضائيات العالمية، والبرازيلية على وجه الخصوص، والتي تبث على مدار الساعة، في غياب المناصر البرازيلي الذي لا يظهر إلا بمدرجات الملعب، أو بمحيطه قبل انطلاق المقابلات بحوالي ساعة على أقصى تقدير. حميد بن مرابط * تصوير: الشريف قليب أصداء من بورتو أليغري لاعبو الخضر كانوا أول الواصلين إلى أرضية الميدان، حيث فضل رفقاء فغولي الدخول بمجرد الوصول ، لمعاينة أرضية ميدان ملعب بايرا ريو التي لم تتأثر بالأمطار الطوفانية التي تهاطلت على مدينة بورتو اليغري ساعات طويلة قبل انطلاق المقابلة، حيث بدت الأرضية مع بداية المباراة في حالة جيدة، ما بدد المخاوف بعد الصعوبات التي عاناها لاعبونا من الأرضية الزلجة في لقاء روسيا. شكل فوز المنتخب الفرنسي أمام نيجيريا الحدث وسط لاعبي الخضر الذين علموا بالنتيجة في غرف تغيير الملابس، حيث زاد إصرارهم على تخطي عقبة الألمان ومواجهة الديكة في مباراة خاصة ومميزة. شهدت المباراة تعزيزات أمنية مشددة خوفا من أي تجاوزات، سيما في ظل التوافد الكبير لأنصار المنتخبين الذين غزوا مدينة بورتو أليغري منذ أول أمس، وأحدثوا أجواء استثنائية بصيحاتهم وهتافاتهم التي لم تنقطع. ساند الجمهور البرازيلي الخضر في مباراة أمس، حيث شجعوا رفقاء فغولي، سيما و أن أنصار السيليساو كانوا يتمنون تأهل الخضر، وإقصاء المنتخب الفرنسي حتى يتجنبوا ملاقاته في الدور نصف النهائي. عانى أنصار المنتخب الوطني الأمرين مساء أمس، حيث منعهم مسؤولو الملعب من إدخال المأكولات، ورغم الظرف الاستثنائي الناجم عن دخول الأنصار الجزائريين وهم صائمين، إلا أن المسؤولين عن الملعب رفضوا السماح لعشاق الخضر بحمل ما احضروه من أكلات ومواد للإفطار، وهو ما أزعج كثيرا الجمهور الجزائري.. تعرض أمس مسؤول من وكالة السياحة والأسفار لاعتداء، من طرف مجهولين في مدينة بورتو أليغري، وقد سرقت منه كمية من التذاكر التي كان قد أحضرها لأنصار الخضر. غاب متوسط الميدان كارل مجاني عن لقاء أمس بداعي إصابة تعرض لها على مستوى بطن الساق، ما اضطر الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش أن يستنجد بخدمات مهدي مصطفى لتعويضه في مركز وسط الاسترجاع إلى جانب تايدر ومهدي لحسن. مرة أخرى دخل المحامي القسنطيني هامل أرضية الميدان قبل انطلاق لقاء الألمان، وهو الذي كرر فعلته باقتحام الميدان بعد 32 سنة، حيث كان عام 1982 حاضرا في ملعب خيخون و أبى إلا أن يكون إلى جانب بلومي و رفاقه على أرضية الميدان موشحا بالعلم الوطني، ومرة أخرى تعرض المحامي القسنطيني إلى التوقيف من قبل رجال الشرطة.