حيمودي خارج الإطار في اللقاء الترتيبي بسبب خطأين تقديريين من مساعده لم يرق آداء الحكم الجزائري جمال حيمودي إلى المستوى المطلوب في اللقاء الترتيبي، حيث اتخذ عديد القرارات التي أثارت جدلا كبيرا، وعرضته للانتقادات أهل الاختصاص والصحافة العالمية، لتكون خاتمة مشاركته في المونديال مخالفة لما كان يتمناه، بعد إدارته 3 مقابلات بتقدير ممتاز، و رشح حتى لإدارة النهائي. ولعل أبرز خطأ احتسابه ضربة جزاء لمنتخب هولندا في الدقيقة الثانية، وهي أسرع ركلة جزاء في هذا المونديال. وقد أظهرت أشرطة الفيديو أن المدافع البرازيلي تياغو سيلفا أمسك روبن خارج منطقة العلميات، لكن المهاجم الهولندي واصل الركض و سقط داخل منطقة الجزاء، و لو أن حيمودي و من خلال طريقة ركضه كان يعتزم الإعلان عن مخالفة، لكنه في تلك اللحظة تلقى إشارة صوتية من مساعده الثاني الجزائري عبد الحق إيتشعلي يؤكد له فيها بأن الخطأ إرتكب داخل المنطقة، و بالتالي فإن القرار الواجب إتخاذه هو الإعلان ضربة جزاء، كما أن إيتشعلي سارع إلى التوجه نحو عمود الركنية، في إشارة منه إلى وجود ضربة جزاء، مما دفع بحيمودي إلى تغيير إتجاهه في الجري و التوجه نحو نقطة الجزاء، مع إشهاره بطاقة صفراء في وجه تياغو سيلفا، رغم أن القانون 12 يعاقب هذا النوع من المخالفات بالطرد، كون سيلفا شل فرصة هدف حقيقي، مادام روبن كان متجها صوب المرمى. هذا الخطأ في التقدير ألقى بظلاله على معنويات حيمودي و مساعده إيتشعلي الذي فقد كامل التركيز على خط التماس، إلى درجة أنه لم يتمكن من الوقوف على حالة تسلل واضحة، كان المهاجم الهولندي دي غوزمان متواجدا فيها عند الدقيقة 17، و التي على إثرها جاء الهدف الثاني للطواحين بطريقة غير شرعية، و هو أمر إنعكس بصورة مباشرة على الجانب البسيكولوجي لثلاثي التحكيم. إلى ذلك فإن حيمودي إنهار كثيرا من الناحية المعنوية و لم يتمكن من التدارك، حيث بدا عليه الإرهاق البدني، و اصبح غير قادر على إثبات وجوده فوق المستطيل الأخضر، ببقائه بعيدا عن اللقطات في عديد الأحيان، مع إساءة التموقع، مما تسبب في كثرة الإحتجاجات عليه للمطالبة بركلات الجزاء، لأن المنتخب البرازيلي طالب ب 4 ضربات جزاء، في حين طالب الهولنديون بضربة واحدة، كما أن حيمودي فقد التركيز و برودة الأعصاب، و أشهر 5 بطاقات صفراء في هذه المقابلة. هذه الأخطاء جعلت حيمودي عرضة لجملة من الإنتقادات من طرف الصحافة العالمية، حيث أن يومية "آس" الإسبانية أشارت إلى أنه لم يكن هناك أسوأ من المنتخب البرازيلي في اللقاء الترتيبي سوى الجزائري حيمودي، مؤكدة على أن الحكم إرتكب خطأين في آن واحد لحظة الإعلان عن ضربة جزاء، و هو الطرح الذي ذهبت إليه يومية "دايلي ميل" البريطانية التي جزمت بأن ركلة الجزاء كانت غير صحيحة. ص / فرطاس و يؤكد للنصر من البرازيل راض عن مستواي في المونديال و فكرة اعتزالي ليست قرارا نهائيا تراجع عطاء حيمودي في اللقاء الترتيبي لا ينقص من مستواه في هذا المونديال، حيث كان أفضل سفير للصفارة العربية والإفريقية، بإدارته 4 مقابلات، أشهر فيها 12 بطاقة صفراء، من دون تسجيل أي حالة طرد، مقابل إعلانه عن ضربتي جزاء، و لو أن المعني بالأمر أكد في "دردشة " إلكترونية مع "النصر " صبيحة أمس من البرازيل بأنه لم يكن يتصور نهاية مشواره في مونديال البرازيل بهذه الكيفية، حيث فضل تفادي الحديث عن القرارات المتخذة في اللقاء الترتيبي، لأن هناك لجنة مختصة على مستوى الفيفا مكلفة بمعاينة اشرطة الفيديو، لكنه اشار إلى أنه كان يتمنى تأدية مباراة في أحسن مستواه، و مع ذلك فقد كشف عن رضاه التام بما قدمه في هذه التظاهرة، و الذي كان ثمرة تضحيات عمل متواصل دام 3 سنوات. و بخصوص قضية إعتزاله أوضح حيمودي بانه فكر فعلا في تعليق الصفارة مباشرة بعد العودة من مونديال البرازيل، سيما و أن الخاتمة ستكون المقابلة الترتيبية لأكبر تظاهرة كروية عالمية، لكن القرار النهائي سيتخذ على حد قوله " بعد العودة إلى الجزائر، حيث أنني سأخلد إلى الراحة قبل الحسم بصفة رسمية في مستقبلي، لأنني سأتشاور مع مسؤولي الفاف و كذا أفراد عائلتي، و تفرغي إلى التكوين سيكون بإشارة من الإتحادية".