فتح تحقيق في ظاهرة ارتفاع عدد المعوقين ذهنيا بالجزائر كشفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم ، أمس بتبسة، أن دائرتها الوزارية ستفتح تحقيقا في ظاهرة ارتفاع عدد المعوقين ذهنيا و المصابين بالتوحد عبر الوطن، وذلك في ضوء تأكيدات بعدة ولايات حول ارتفاع عددهم بالجزائر. وامتنعت الوزيرة عن تقديم الأرقام التي قالت أن مصالحها تلقتها من الولايات. وأضافت مونية مسلم في لقائها بممثلي المجتمع المدني والجمعيات بتبسة، أن وزارة التضامن ستتابع هذا الملف لمعرفة الحجم الحقيقي للشريحتين، والتوصل إلى أسباب هذا الارتفاع، وعلى ضوء ما سيخلص إليه التحقيق بالولايات والتشخيص الميداني ستبادر وزارتها باتخاذ جملة من الإجراءات لاحقا كبناء المراكز وتكوين المكونين، مشيرة إلى أنها أعطت تعليمات للمديرية المعنية بمتابعة الملف، وذلك بالتنسيق والتشاور مع أهل الاختصاص والمجتمع المدني.و في ردّ على سؤال يتعلق برفض بعض مديريات التربية بالولايات تسجيل التلاميذ المصابين بالتوحد تعهدت الوزيرة بإيجاد حلول عاجلة لهذا الإشكال وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية، مؤكدة بأنها ستربط اتصالات مع السيدة بن غبريط لتدارس هذه الحالات قصد توجيه تعليمات لمديري التربية وإلزامهم بتطبيق القانون وضمان مقعد بيداغوجي لهذه الفئة و كذا إيجاد حلول لمرافقتهم. وأكدت في ردها على الأسئلة المطروحة من طرف ممثلي المجتمع المدني بأن انشغالاتهم لا تختلف كثيرا عن الانشغالات التي طرحت عليها في 8 ولايات زارتها لحد الآن. وكشفت مسلم بأن وزارتها بصدد إعداد برنامج خاص لفائدة ولايات الجنوب والهضاب العليا وذلك في مجال سياسة التضامن تجاه الفئات الهشة،إذ يتعين حسبها إعداد برنامج طموح بمساهمة جميع الشركاء لمحاربة الفقر و التهميش وإحداث نقلة نوعية في التضامن مع تلك الفئات. وستسمح خارطة الطريق المنتهجة من قبلها والمدعمة برأي إطارات الوزارة والمختصين، والمستوحاة كذلك من مقترحات المجتمع المدني، بالإجابة على أغلب الرهانات والانشغالات بحسب تعبيرها.ودعت الجمعيات ذات الطابع الإنساني والخيري الناشطة في هذا المجال إلى توخي العقلانية وروح المسؤولية في طرح الأفكار والبدائل باعتبارها شريكا للوزارة وقوة اقتراح هامة وعاكسة لواقع الولايات.وأشارت الوزيرة في سياق آخر، إلى أن المرأة الجزائرية حققت الكثير من المكاسب في السنوات الأخيرة وستعمل مع إطارات الوزارة والشركاء على تدعيم تلك المكتسبات والاهتمام أكثر بالمرأة التي تعد نصف المجتمع. وعرجت على الصندوق الخاص بالنساء المطلقات الحاضنات، حيث أكدت أنه سيرى النور قريبا وذلك بعد إحالة الملف على المجلس الشعبي الوطني. وذكرت في الإطار نفسه بأن إنشاء هذا الصندوق لا يهدف إلى تشجيع الطلاق ولا إلى تشجيع الأولياء على الهروب من المسؤولية تجاه أسرهم بقدر ما يهدف إلى مساعدة الأطفال المحضونين في حالة العجز أو رفض الزوج توفير النفقة عند حدوث الطلاق. وفي ردها على سؤال يتعلق بإعادة النظر في بعض المنح التي لم تعد مسايرة للقدرة الشرائية للمواطن، أكدت مسلم بأنه سيعاد النظر في منحة ذوي الاحتياجات الخاصة المقدرة حاليا ب 4000 دينار و أعطت تعليماتها لرفع هذه المنحة مستقبلا. و بالنسبة لإشكالية النقل المدرسي ومعاناة التلاميذ بالمناطق النائية بالولايات طمأنت الوزيرة المواطنين بأن مصالحها بصدد التفكير لإيجاد حلول لهذا المشكل والقضاء عليه نهائيا،ويتضمن البرنامج المقترح منح قروض للشباب لخلق تعاونيات على أن تتكفل تلك التعاونيات بتأمين النقل المدرسي للتلاميذ بالمناطق النائية فضلا عن نشاطاتها العادية الأخرى. اللافت أن وزيرة التضامن ذرفت الدموع أثناء إعطائها إشارة انطلاق الاحتفالات الخاصة باليوم الإسلامي للطفل اليتيم من تبسة،وهو الإجراء الذي كانت الدول الإسلامية قد أقرته العام الماضي للاحتفاء بهذه الفئة في ال 15 من رمضان من كل عام والتشجيع على التكفل بهم ورعايتهم، وأطلقت مسلم هذا الاحتفال لأول مرة بالجزائر من دار الطفولة المسعفة ببكارية التي تضم 29 طفلا تتراوح أعمارهم بين عام و6 سنوات. كما كانت الزيارة الميدانية التي دامت يومين مناسبة لتدشين 4 هياكل بينها مقر مديرية النشاط الاجتماعي وكذا المقر الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية ومقر مؤسسة الطفولة المسعفة.