أوباما يبحث عن أرضية تفاهم مع الجمهوريين لتمرير اصلاحاته بالكونغرس النواب، فيما جانبهم الحظ في وضع مجلس الشيوخ تحت سيطرتهم في تشريعيات التجديد النصفي التي جرت أول أمس بالولاياتالمتحدة. وتعتبر المكاسب السياسية الجديدة للجمهوريين ضربة للرئيس الامريكي، باراك أوباما الذي سيتعين عليه أن يجد أرضية تفاهم مع خصومه وإيجاد حلول عاجلة في الوقت ذاته لانشغالات الامريكية وقلقهم بشأن الإقتصاد. وقد أظهرت النتائج غير النهائية لهذه الانتخابات التي تتزامن مع انتصاف العهدة الرئاسية ما كانت تتوقعه عمليات سبر الآراء قبل اسابيع بشأن الهزيمة السياسية التي ستلحق بمعسكر الديمقراطيين والتي تعود بالأساس الى المشاكل التي يتخبط فيها الاقتصاد الامريكي الذي يواجه صعوبة جادة في الخروج من حالة الركود، وكذا اتساع رقعة البطالة التي وصلت نسبتها الى 9,6 بالمائة. الجمهوريون حققوا أول أمس انتصارا وصف بالتاريخي بعد فوزهم ب 59 مقعدا بغرفة النواب اي أكثر من نصاب ال39 مقعدا الذي يحتاجون للحصول على الاغلبية. هذه النتائج تحد من هامش الحركة لدى الرئيس أوباما بعد سنتين من انتخابه وتضعه أمام حتمية البحث عن اتفاقات سياسية من خصومه الجمهوريين من أجل تمرير اصلاحاته بالكونغرس. وبحسب النتائج الاولية فقد ضمن الديمقراطيون 51 مقعدا على الاقل من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها مائة مقعدا من مقاعد المجلس بما في ذلك مقعدان للمستقلين. وفي انتخابات حكام الولايات تشير النتائج المتوفرة لغاية أمس الى فوز الجمهوريين ب27 مقعدا مقابل 15 للديمقراطيين وواحد للمستقلين. وحسب المراقبين فقد ساعدت التوجهات الانتخابية المحافظة ودوائر المحافظين بالاضافة الى حركة حزب الشاي المناهضة التي ظهرت سنة 2009، الجمهوريين في تحقيق ما يمكن أن يعتبر أكبر فوز لهم في انتخابات الكونغرس منذ عقود. وعرفت هذه الانتخابات حماسامشهودا ونادرا في تاريخ انتخابات التجديد النصفي في الولاياتالمتحدة، حيث أظهر آخر استطلاع لمعهد غالوب أجري قبل أيام أن 50 بالمائة من الامريكيين و 53 بالمائة من الناخبين المسجلين كانوا متحمسين جدا لهذه الانتخابات. وقد أعرب الرئيس أوباما عن أمله في التوصل الى أرضية للتفاهم مع القادة الجمهوريين بعد فوزهم بمجلس النواب. وذكر البيت الابيض في بيان له أن أوباما أجرى اتصالا هاتفيا مع جون بونر الذي سيصبح على الارجح رئيسا لمجلس النواب وكذا مع ميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ. وقال أوباما أنه يتطلع الى العمل معهما ومع الجمهوريين من أجل إيجاد ارضية مشتركة للمضي بالبلاد قدما وفعل أشياء تصب في مصلحة الشعب الامركي وذكر مكتب بونر أن الزعيم الجمهوري أكد أنه كان دائما صريحا ونزيها مع الرئيس في الماضي وسيكون كذلك في المستقبل. يذكر أن هذه الإنتخابات تخص تجديد كامل المقاعد ال435 في مجلس النواب و 37 مقعدا من أصل مائة في مجلس الشيوخ و 37 منصبا لحكام الولايات.