لم تخل الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي بوهران من المفاجآت فما أن إلتأم الجمع بفندق الشيراطون حتى بدأت تتردد بين صناع السينما أنباء عن مشاريع جديدة من شأنها أن تعطي دفعا قويا للفن السابع الذي هو في الحقيقة يحظى باهتمام كبير. ولعل أول هذه المفاجآت هو المشروع الذي يحضر له المخرج الجزائري رحيم العلوي بعنوان "ذاكرة الحدث" الذي سينطلق تصويره في الثلاثي الأول من العام الجديد، في ثلاثة أماكن، الجزائر، فرنسا، سوريا، والمفاجأة الثانية أن هذا الفيلم الجزائري ستظهر فيه الممثلة السورية الشهيرة سوزان نجم الدين التي تشارك في المهرجان كعضو بلجنة الأفلام الروائية الطويلة التي يرأسها الكاتب رشيد بوجدرة، وقد ظل المخرج رحيم الذي يحضر هو الآخر الدورة الرابعة حريصا على سرية هذا المشروع، حيث لم يتحدث عنه بصورة علنية ولكن في الكواليس كانت هناك مؤشرات تؤكد صحة هذا الخبر خاصة وأن النجمة السورية سوزان كانت قد أعلنت عن قبولها لهذا الإختيار بطريقة توحي بوجود إتفاق مسبق بين المخرج للقيام بدور البطولة في هذا الفيلم الذي يتناول ظاهرة الإرهاب في العالم وليس في بلد معين. على هذه الوتيرة بدأت فعاليات الدورة الرابعة للفيلم العربي بوهران حيث نشر بعض الأوساط إلى أن هذه الدورة لن تكون كسابقاتها ولو أنها لم تستقطب أكبر النجوم العرب، واكتفائها ببعض الأسماء مثل ديما قنديل وعدي رشيد من العراق، والممثلة هيدا حيدر من الأردن، إلا أن هذا لم يمنع أيضا من القول أن السينما الجزائرية توجد في كل قلب فنان عربي بدليل الإهتمام الذي يوليه هؤلاء لنظرائهم الجزائريين فقد كان صوت الممثلة الكويتية حياة الفهد حاضرا، ولو أنها اعتذرت عن الحضور إلا أنها بعثت برسالة صوتية قدمت للجمهور في قاعة سينما المغرب، وكانت جد متأثرة من غيابها عن هذه الدورة التي كرمتها إلى جانب الممثلة شافية بوذراع، التي أطلق عليها المخرج رشيد بوشارب إسم "أم الإنسانية" في فيلمه الأخير، وتكريم الراحل العربي زكال. وما يلاحظ على لجنتي التحكيم في صنفي الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الروائية القصيرة، وجود أسماء لا علاقة لها بالسينما ولكنها تتواجد في الساحة الفنية من خلال الإبداع المتنوع كالتشكيل والموسيقى، وهذا ربما اكتشاف جديد من محافظة المهرجان التي تريد الإنفتاح على كل الفعاليات الثقافية حيث أن لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة التي ستقيم 16 فيلما، أمامها أعمال من العراق وسوريا والمغرب. ومصر التي حضرت بوفد إعلامي وفني.