أرياف تحت رحمة " الفرود" من أجل قارورة غاز عبر عديد من سكان التجمعات السكنية الثانوية ببلدية عين عبيد ( ولاية قسنطينة ) عن شديد معاناتهم مع مشكل قارورات غاز البوتان و اعتبروا أنهم يعيشون "ميزيرية حمراء " لا توصف بسبب المشقة التي يكابدونها من أجل توفير قارورة غاز البوتان لأبنائهم في هذه الأيام الشديدة البرودة في ظل عدم وفرتها بأماكن إقامتهم واضطرارهم لجلبها من مركز البلدية عين عبيد أو من برج مهيريس مع توسلهم لأصحاب سيارات الفرود لإنجاز المهمة. و يتساءل سكان تلك المناطق التي لا تزال محرومة من الغاز الطبيعي بعد توسع شبكته داخل البلدية بمرارة هل من أحد يقبل في شتاء شديد البرودة بمثل هذه الأوضاع المزرية و لا يحرك ساكنا لمساعدتهم للحصول على قارورات الغاز بسعرها الرسمي في أماكن إقامتهم عبر المناطق الريفية التي تصبح معزولة عندما تتساقط الثلوج بكثافة ؟. ثم يضيفون لماذا لا تلزم السلطات المحلية أصحاب شاحنات بيع قارورات الغاز بالمرور على كل المناطق بالبلدية أو على الأقل بالقرب منها و توزيع القارورات على حافة الطريق ؟ .ومن بين سكان البلدية الذين مازالوا يعانون من مشكل قارورات الغاز ببلدية عين عبيد نذكر سكان تجمعات زهانة و بو القنافد و بئر الكراطس و الدوامس و مساكن مبعثرة عبر الريف مثل دوار بشبشية و غيرها .و قد إلتقت النصر الكثير من هؤلاء السكان الذين أكدوا أنهم يضطرون للتنقل إلى مستودع توزيع قارورات الغاز بعين عبيد للحصول على هذه المادة، مما يكبدهم مصاريف إضافية تختلف باختلاف بعدهم عن المدينة . و تكون في الغالب ما بين 50 د ج إلى 100 دينار تضاف إلى سعر القارورة المقدر ب 200 دينار لدى نفطال و 220 دينار لدى الخواص و الذي يصل في أوقات الطلب الكبير إلى 300 دينار فضلا عن صعوبة الحصول على سيارة الفرود من أجل نقل القارورة.أما عن عدم مرور شاحنة بيع الغاز بتلك المناطق إلا نادرا حسبما ذكر البعض فالناس يجهلون السبب و يتساءلون هم بدورهم لماذا لا يتم إجبار أصحاب تلك الشاحنات على القيام بهذه الخدمة التي تدخل ضمن مهامهم عندما تحصلوا على رخصة بيع هذه المادة.من جانب آخر يرى بعض السكان أن عدم وجود محلات لبيع قارورات الغاز بمناطقهم راجع لعدم تمكن بعض الراغبين في ممارسة هذا النشاط من الحصول على ترخيص من السلطات بسبب إفتقادهم لعقد الملكية باعتبار أن كل أراضي القرية ملك للدولة مثلما هوالشأن في زهانة. أما في جهات أخرى فالأمر راجع بالدرجة الأولى إلى عدم وجود أشخاص مؤهلين ماديا للقيام بهذا النشاط الذي يتطلب حسبهم إمكانيات معتبرة و بالمناسبة أصرالسكان على ضرورة ذكر معاناتهم المتعددة الأوجه و عدم الإقتصار على ذكر مشكل قارورات الغاز وفي هذا الشأن أكدوا أنهم يعانون من مشكل النقل لعدم وجود حافلات نقل تربط قراهم بمركز البلدية و بالتالي فهم يتنقلون عبر سيارات الفرود هذا إن وجدت و بالتالي فهم يطالبون بوضع مواقف إجبارية للحافلات العابرة للطريق الوطني رقم 20 الرابط بين ولايتي قسنطينة و قالمة. و بالنسبة لمشكل مياه الشرب يطالب سكان المناطق التي توجد بها شبكة المياه بالإسراع في إصلاح الأعطاب و إعطائهم حصة كافية من الماء. هذه المادة التي يضطرون إلى شرائها من أصحاب الصهاريج ب 500 دينار لكل صهريج بسعة 3 آلاف لتر. أما سكان البشبشية فيطالبون بتصليح الطريق الذي بقي حسبهم على حالته منذ الستينات من القرن الماضي .وعن وفرة قارورات الغاز بالمستودع الوحيد بعين عبيد ذكر بعض العمال أنهم يحصلون يوميا على شاحنتين من مركز بونوارة و هي كمية كافية في نظرهم لو كانت توجه كلها للعائلات، و إنما يحدث النقص أحيانا بسبب أصحاب مستودعات تربية الدجاج الذين يستهلكون كميات هامة من قارورات الغاز لضمان تدفئة " قاراجات " الدجاج.رئيس بلدية عين عبيد السيد طاهر بوف أكد ل " النصر"أن مشكل الغاز بالنسبة للتجمعات السكنية المتبقية بالبلدية سينتهي نهائيا بعد ربطها بشبكة الغاز الطبيعي و قال أن برمجتها للإستفادة من مشروع الغاز الطبيعي ستتم في برنامج 2011 . أما فيما يخص مشكل الماء بزهانة فهو راجع حسبه إلى كثرة الأعطاب و التسربات التي تصيب الشبكة. و عن مشكل النقل قال نفس المسؤول أن الحافلات التابعة لقسنطينة العاملة بين قسنطينة و قالمة تلقت تعليمات من مديرية النقل لولاية قسنطينة بالتوقف في بعض النقاط المحددة لنقل سكان الأرياف. و بالتالي لا يوجد عائق قانوني أمام هذه الحافلات للتوقف حسبما هو مطلوب منها.