تعادلنا مع الإنجليز ليس مفاجأة و تحذونا عزيمة كبيرة للتأهل حاوره بكاب تاون: صالح فرطاس أكد المدافع مجيد بوقرة بأن التعادل المحقق أمام منتخب إنجلترا لا يمكن أن يصنف في خانة مفاجآت المونديال الحالي، و أن المنتخب الجزائري قادر على صنع تحديات أخرى تؤكد على أنه يحسن التعامل مع الظروف الصعبة التي يمر بها في كل منافسة، و قد أوضح " الماجيك " في هذا الحوار الذي خص به " النصر " على هامش مباراة سهرة اول أمس الجمعة بأن العناصر الوطنية تحدوها عزيمة كبيرة لصنع الحدث في جنوب إفريقيا، و أن المرور إلى الدور الثاني سيكون أغلى هدية يمكن تقديمها لكل الجماهير الجزائرية التي تعلقت بالمنتخب، سيما الآلاف منهم الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا لمؤازرة الخضر في المونديال. في البداية ما تعليقكم على نتيجة التعادل التي سجلتموها أمام منافس عملاق بحجم منتخب إنجلترا ؟ الحقيقة أن كل المتتبعين سيسارعون إلى وضع هذه النتيجة في خانة المفاجآت بالنسبة لهذه الدورة، لكنني أعارض هذا الطرح لأن السيناريو الذي سارت على وقعه المقابلة يؤكد بأننا وقفنا الند للند أمام هذا المنافس المرشح للتتويج باللقب العالمي، بل و زيادة على ذلك فقد كنا الأكثر تحكما في زمام الأمور، و كان بإستطاعتنا هز الشباك في بعض المناسبات سيما عن طريق الكرات الثابتة، و عليه فإنني أعتبر النتيجة منطقية إلى أبعد الحدود و حقيقة الميدان لم تكشف عن أي فرق بين المنتخب الوطني و ترسانة نجوم إنجلترا. و ما سر هذا التألق بعد بداية مخيبة للأمال بهزيمة غير منتظرة أمام سلوفينيا؟ لا يوجد هناك أي سر، لأننا عزمنا على أن نشرف الراية الوطنية و نقدم أفضل مردود أمام المنتخب الإنجليزي الذي كان على الورق المرشح لتصدر المجموعة دون عناء، و قد إستمدينا هذه العزيمة من الهزيمة غير المستحقة التي تلقيناها في مباراتنا الأولى، لأن كل حساباتنا كانت مضبوطة على مقابلة سلوفينيا للفوز بها، و من ثمة التفكير في اللقائين المتبقيين، و دخولنا غير الموفق إلى غمار المونديال جعلنا نفقد التوازن و التركيز، بسبب الضغط النفسي الرهيب الذي عشنا على وقعه منذ خرجتنا الأولى، لأن مخاوفنا من الهزيمة أمام الإنجليز دفعتنا إلى التفكير بجدية في مصير المنتخب و مستقبله في هذه المنافسة، لأننا كنا نرفض الإقصاء المبكر من المونديال و الإكتفاء بخوض مباراة شكلية ضد منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية . لكنكم لعبتم بعزيمة كبيرة غابت عن التشكيلة منذ مقابلة كوت ديفوار، فهل لنا أن نعرف كيف إستعدتم ديناميكيتكم المعهودة في التصفيات ؟ الكل يعلم بأننا ننشط فعاليات أكبر تظاهرة كروية عالمية، لذا فإننا مطالبون ببذل قصارى الجهود من أجل تحقيق مشاركة مشرفة تليق بسمعة كرة القدم الجزائرية، من دون نسيان أننا الممثل الوحيد للعرب في هذه المنافسة، و بالتالي فإن الروح العالية التي واجهنا بها منتخب إنجلترا كانت نتيجة الخوف من الإقصاء، و ليس لأن الخصم هو المنتخب الإنجليزي، حيث أننا و بعد المقابلة الأولى كانت لنا جلسة مع الشيخ سعدان أعربنا فيها عن نوايانا الجادة في رفع التحدي و التأكيد على أن هزيمتنا أمام سلوفينيا كانت عكس مجرى اللعب، لأننا فرضنا منطقنا و كان بإستطاعتنا الفوز، و لو أن نتيجة التعادل كانت أيضا منطقية، لكننا إنهزمنا في وقت قاتل و بطريقة أثرت علينا كثيرا من الناحية المعنوية، مما جعلنا نصر على ضرورة تدارك ما فات، فخضنا المباراة الثانية بعزيمة كبيرة لتجنب الخروج المبكر من الدورة. كنتم متفائلون بالصمود أمام الإنجليز و ذلك منذ إجراء عملية سحب القرعة في ديسمبر الماضي، أليس كذلك ؟ التفاؤل و الإرادة الفولاذية سر نجاح المنتخب الوطني في مشواره، لأننا نعمل كمجموعة منسجمة و متكاملة من أجل هدف واحد و هو تشريف الألوان الجزائرية في أكبر المحافل الكروية القارية و العالمية، و عند إجراء قرعة المونديال أجمع كل المتتبعين على أن مباراتنا ضد الإنجليز ستكون كبيرة، و أننا سنظهر بوجه مشرف، و ليس هناك أي سر، بل و على العكس من ذلك فإننا دخلنا أرضية الميدان في هذه المواجهة تحت تأثير ضغط نفسي رهيب خشية الإقصاء المبكر و الإلتحاق بنيجيريا، لأن الكل أصبح على يقين بان المنتخب الجزائري يلعب بكامل إمكانياته عندما يلاقي منتخبات كبيرة، و الأدلة الميدانية السابقة في اللقائين الوديين ضد الأرجنتين و البرازيل ساهمت في منحنا المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات، و عليه فقد كنا متأكدين من أننا سنقدم مردودا جيدا أمام إنجلترا، رغم الهزة النفسية التي تعرضنا لها بإنهزامنا ضد سلوفينيا. و بعد هذا التعادل كيف ترى الحظوظ في التأهل إلى الدور الثاني؟ تعادلنا مع الإنجليز كان منطقيا و مستحقا، و الآداء الذي قدمناه مكننا من إستعادة كامل الثقة في النفس، و عليه فإن هذه النتيجة أبقت كل الإحتمالات واردة، و المنتخبات الأربعة ستلعب مصيرها في الجولة الأخيرة، لذا فإننا سنسعى لمواصلة المشوار بنفس العزيمة و بذل قصارى الجهود من أجل الفوز عل المنتخب الأمريكي لإقتطاع إحدى تأشيرتي المرور إلى الدور الثاني، لأن المنتخب الإنجليزي لم يظهر بمستواه المعهود، لكنه قادر على التدارك أمام سلوفينيا، و الكل يعرف جيدا رد فعل الإنجليز في اللحظات الحرجة، في حين أننا لن ندخر جهدا لتخطي عقبة منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية بإمتياز، لأن الوضعية الراهنة أبقتنا على بعد مقابلة واحدة من إنجاز يسمح للكرة الجزائرية بدخول التاريخ و المرور إلى ثمن النهائي. و ما هو السيناريو الذي تتوقعه لهذه المباراة في ظل العقم الذي لازم هجوم المنتخب الوطني في هذا المونديال؟ قد أكون مبالغا إذا قلت بأن سيناريو مشاركتنا في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مؤخرا بأنغولا يسير نحو التكرار، لأن الفوز بهدف واحد على المنتخب الأمريكي قد يكفينا لضمان التواجد في الدور الثاني، لذا فإننا مطالبون بالتركيز و المحافظة على توازننا، و تجنب اللهث وراء الأهداف، لأن المنافس مجبر بدوره على المبادرة للهجوم، كون نتيجة التعادل لا تكفيه لضمان التأهل إلى ثمن النهائي، و قد وقفنا في الجولتين السابقتين على قوة منتخب أمريكا في الهجوم، خاصة و أن الثلاثي دونوفان، ديمبسي و برادلي يمتلك نزعة هجومية كبيرة، لكننا لا نخشى أي منافس مادام منتخب إنجلترا بنجومه أمثال روني و لامبارد و جيرارد لم يتمكن من قهرنا، فإننا متفائلون بتسجيل الفوز، لأن مشكل عدم تسجيل الأهداف مطروح حقيقة، لكننا مطالبون بتنويع طرق لعبنا لأننا نخوض منافسة كبيرة بحجم المونديال. و هل من كلمة ختامية لهذا الحوار الشيق ؟ أبسط ما يمكن أن أقوله للمناصرين الجزائريين أننا لم نخيب آمالهم و تعادلنا مع إنجلترا أعاد لنا ذكريات لقاء كوت ديفوار في أنغولا، و هذه المحطة ستكون نقطة إنطلاقتنا في رحلة البحث عن مجد جديد للكرة الجزائرية، لأن الدور الثاني من المونديال حلما أصبح قابلا للتحقيق على أرض الواقع و تفصلنا عنه 90 دقيقة فقط، و تجاوزنا مرحلة الإحباط النفسي التي مررنا بها عقب المباراة الأولى يجعلنا قادرين على رفع التحدي و الفوز على الولاياتالمتحدةالأمريكية، و بالتالي دخول التاريخ عبر أوسع الأبواب، و هي فرصة لا بد من إستغلالها مهما كانت قوة المنافس، و ثقتنا كبيرة في المجموعة لتجسيد الحلم الذي راود الجزائريين قبل إنطلاق هذه المنافسة، كما أطلب من المناصرين عدم السقوط في الفخ، و وضع كامل ثقتهم في اللاعبين و الطاقم الفني، إننا على دراية بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا.