أعربت العديد من الأوساط السياسية بالسودان عن ترحيبها بزيارة الرئيس حسن البشير يوم الثلاثاء إلى مدينة جوبا والتي وصفت ب"التاريخية" بالنظر إلى هدفها الرامي إلى تهدئة اللاوضاع قبل أربعة أيام من الاستفتاء وتضمنها تأكيدات على استمرار الحكومة السودانية في رفع راية السلام والوحدة مع الجنوب مهما كانت نتيجة الاستفتاء. وفقد أكد الدكتور ياسر محجوب مسؤول الاعلام بالحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان أن زيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا وضعت أسس العلاقات ما بين الشمال والجنوب حال انفصال الجنوب في المستقبل على أساس حسن الجوار والمصالح المشتركة. وأشار إلى أن السلام هو هدف استراتيجي للمؤتمر الوطني الحاكم في السودان ولاتفاقية السلام بين شريكي الحكم وأن كان ثمن هذا السلام هو انفصال الجنوب موضحا أن هذه الاتفاقية هي التي أوقفت الحرب الدائرة على مدى خمسين عاما. من جانبه قال عبدون اجاو أمين عام حكومة جنوب السودان إن الرئيس البشير كان يهدف من خلال زيارته إلى جوبا لى استقرار الأوضاع وتهدئة النفوس قبل أربعة أيام من الاستفتاء. كما أتهاب شول دينغ الاك رئيس منبر أبيي للاستفتاء بأهمية الزيارة في "تهدئة الأوضاع والخواطر" نظرا لان الفترة الأخيرة تضمنت حديثا بأن عملية الاستفتاء يمكن أن يشوبها العديد من المشاكل. وقال ديغ أن مجيئ البشير إلى الجنوب تأكيد على أن حزبه ملتزم بإجراء الاستفتاء في موعده وأنه يحترم نتائجه . وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد وصف زيارته إلى مدينة جوبا بأنها رسالة إلى العالم تؤكد أن أهل السودان قد اتفقوا ونفذوا بنود اتفاق السلام الشامل بكاملها وأن ما تبقى قليل. كما شدد على أن أتفاقية السلام الشامل كانت المكسب الأكبر للشعب السوداني وأعطت المواطن الجنوبي الحق في تقرير المصير موضحا أن ما تحقق لابناء الجنوب من مكاسب كانت كفيلة بان يعملون لخيار وحدة السودان لأنها هي الأفضل للشمال والجنوب. واستبعد الرئيس البشير البشير تماما العودة للحرب على أن يظل السلام والتعاون هو القاسم المشترك بين الجانبين في كل الأحوال موضحا انه بناء على ذلك أصدر قرارا جمهوري في 14 من شهر نوفمبر الماضي يقضي بتشكيل / الهيئة القومية لدعم الوحدة واستفتاء جنوب السودان / برئاسته وعضوية عدد من المسئولين السياسيين. من جانبه، رحب الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني (رئيس حكومة جنوب السودان) بزيارة الرئيس السوداني واكد على ضرورة احترام الخيار الذي ستخرج به نتيجة الاستفتاء القادم. وقال سلفاكير أن حكومته فتحت الباب واسعا أمام كل من يريد الدعوة للوحدة أو من يريد الدعوة للانفصال وأن الفرصة متاحة لأي مراقب دولي أو محلي لكي يشهد بأن الحرية متاحة للجميع للتحدث والدعوة لمن يريدون الانفصال أو الوحدة مطالبا المجمتع الدولي بدعم نتائج الاستفتاء لأن الشمال من مصلحته أن يكون الجنوب مستقرا ومن مصلحة الجنوب أن يكون الشمال مستقرا. وفي هذا السياق، أكد نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه أن العلاقات بين شمال السودان وجنوبه ستتواصل مهما كانت نتيجة الاستفتاء المقبل لجنوب السودان تحقيقا للمصلحة المشتركة . ومن المقرر أن يصوت جنوب السودان في التاسع جانفي الجاري على الانفصال أو الوحدة مع الشمال فيما سيصوت سكان إقليم أبيي للانضمام إلى الجنوب أو البقاء مع الشمال وسيكون الاستفتاء المرحلة الأخيرة من اتفاق السلام الشامل المبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 الذي وضع حدا لحرب أهلية دامت 21 عام. وسيكون الاستفتاء خاضعا لمراقبة وفد فني كبير من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبعض الدول الغربية والاتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي الانتقالي والاتحاد الإفريقي حيث ينتشر المراقبون في ولايات السودان الشمالية والجنوبية على حد سواء. كما أعلنت الصين اليوم أنها سترسل بعثة لمراقبة الاستفتاء في السودان أعربت عن أملها في أن يجري في جو من الشفافية . وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن بلاده "ستعمل مع المجتمع الدولي وستواصل القيام بدور إيجابي وبناء لتشجيع تحقيق السلام والاستقرار والتنمية للسودان وللمنطقة".