علم من مصدر دبلوماسي بروما أن حوالي 26000 جزائري يقيمون بانتظام في إيطاليا و يحتل اغلبهم مناصب شغل كأجراء. و أوضح نفس المصدر أن الرعايا الجزائريين المقيمين في إيطاليا اغلبهم "أشخاص عاملون و جديون". وأضاف انهم "يحترمون قوانين بلد الاستقبال و لهذا فهم يتمتعون بالاحترام و التقدير". و قدرت الإحصائيات الرسمية الإيطالية عدد الرعايا الأجانب المقيمين في إيطاليا بخمسة ملايين. و الجزائريون ليسوا سوى أقلية من بين هؤلاء السكان. و لهذا فهم "غير بارزين" في إيطاليا. و حتى و إن كان الرعايا الجزائريون ينشطون في جمعيات فليس لديهم منظمتهم الخاصة. و أكد أحد الجامعيين الجزائريين محمد س. أن جزائريو إيطاليا يلتقون في إطارات "غير رسمية" للتطرق إلى انشغالاتهم. و تتعلق الانشغالات خاصة بالحماية الاجتماعية لانه لا توجد بين الجزائر و إيطاليا اتفاقية في هذا السياق. و تطرق الجزائريون أيضا إلى مطلب تكرر مرارا و يتمثل في فتح خط نقل بحري بين إيطاليا و الجزائر. و يمكنهم هذا الخط من التنقل إلى بلدهم مباشرة دون المرور بحدود أخرى و بالتالي تجنب خسارة الوقت و المصاريف غير الضرورية. كما انهم يأملون في فتح هيئة مالية جزائرية بإيطاليا. و يتمثل الانشغال الآخر في نقل الجثامين إلى الجزائر حيث أن الأشخاص المعوزين فقط يحصلون على مساعدة الدولة الجزائرية. و في هذا السياق أشاد الجزائريون المقيمون بإيطاليا بالقرار الذي اتخذته وزارة الشؤون الخارجية مؤخرا و الذي أعلن عنه كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج السيد حليم بن عاطا الله حول اتفاق بين الشركة الجزائرية للتامين و بنك الجزائر. كما رحبوا بقرار شركة الخطوط الجوية الجزائرية بتعزيز رحلاتها من العاصمة الإيطالية حيث سترتفع الرحلات الأسبوعية إلى خمسة بدل ثلاثة كانت سابقا. و من جهة أخرى هناك عدد قليل من الرعايا الجزائريين لديهم أعمال خاصة بإيطاليا بعكس جاليات أخرى سيما العربية و الإسلامية. و هناك 80 بالمائة من أعضاء الجالية الوطنية أجراء عاملين خاصة في الفلاحة. و يقدرعدد الكفاءات الوطنية (الجامعية) المقيمة بشمال ايطاليا بحوالي ألف شخص. و قدم أغلبية أعضاء الجالية الوطنية المقيمة بهذه المنطقة مثلما هو الشأن بالنسبة لمناطق ايطالية أخرى الى هذا البلد في التسعينيات. و بالفعل فان 87 بالمئة من الرعايا الجزائريين المقيمين بالمناطق الشمالية خصوصا بمنطقة لومبارديا و فينيسيا وصلوا خلال فترة المأساة الوطنية. و في منطقة الشمال التي يقيم بها حزب شعبوي معروف برفضه للأجانب فان الرعايا الجزائريين "لم يكونوا ضحايا التمييز" حسب شهادات الأشخاص المعنيين التي نقلها نفس المصدر. بل انهم يستفيدون من "تسهيلات" في الاجراءات الادارية الخاصة بالتجمع العائلي و هي تسهيلات اتخذها منتخبون وطنيون من أحزاب "مؤيدة" للهجرة. غير أن هذا "الامتياز" الذي تقدمه السلطات الايطالية لأعضاء الجالية الوطنية له جانبه السلبي اذ أنه بهدف الاستفادة من "امتيازات" مختلفة فان العديد من الأجانب الذين يوجدون في وضعية غير قانونية يصرحون بأنهم زائريين. في ظرف سنتين فان أكثر من 2000 مواطن جزائري تم التصريح بهم على مستوى القنصلية العامة بميلانو. و للاشارة فان أغلبية أعضاء الجالية الوطنية بهذه المنطقة يمثلون فئة الشباب اذ تقدر هذه النسبة بخصوص فئة السن التي تتراوح ما بين 20 و 50 سنة ب 86 بالمئة. غير أن هذه الفئة تعتبر "هشة" من ناحية الشغل بسبب البطالة التي تمس البلد و بالتالي فانها لا تستثني الرعايا الجزائريين. من جهة أخرى و بالنظر الى الاقامة جديدة العهد للجالية الوطنية في ايطاليا فانه لم ينتخب أي جزائري في المجالس المحلية و الوطنية. و للعلم فان عدد من الرعايا الجزائريين القادمين الى ايطاليا يغادرون هذا البلد بمجرد تسوية اجراءات الحصول على رخصة الاقامة حتى و ان اندمجوا فيه بسهولة. و يحرك هذا الاختيار اعتبارات مهنية و اجتماعية و لغوية علما أن أغلبية الجزائريين يجيدون اللغة الفرنسية و الانجليزية. و للعلم فان المصالح القنصلية التابعة لسفارة الجزائر بروما تهتم اداريا بالرعايا الوطنيين المقيمين ب 12 منطقة تقع بوسط و جنوب ايطاليا. و للاشارة تشرف مصالح القنصيلة العامة للجزائر بميلانو على الرعايا الجزائريين المقيمين بالشمال حيث تهتم ب 10 مناطق.