تصاعد منحنى حركة نشاط ميناء جن جن (جيجل) بعد أكثر من سنة على اختياره لنشاط استقبال المركبات على غرار مينائي الغزوات و مستغانم بغرب البلاد، حسبما علم من مسؤولي هذه المنشأة المينائية. ففي مطلع هذه السنة كانت عشر سفن ذات الحمولة الكبيرة راسية في الفترة ما بين 17 و 22 جانفي الجاري بأرصفة هذا الميناء الذي أصبحت كل مساحاته مستغلة. فهذه السفن من بينها حاملات مركبات تنزل منها مركبات (خفيفة و أخرى ذات الوزن الثقيل) و خشب و دوائر فولاذية و غيرها قادمة من على الخصوص الهند و فنلاندا و سلوفينيا و الصين و إسبانيا و اليابان. وفي ديسمبر الأخير، عالج ذات الميناء 187.189 طنا مقابل 2.740.204 طنا بالنسبة للسنة المنصرمة تراوح ما بين منتجات فلاحية و غذائية و معادن و منتجات الحديد و الصلب و أخرى كيميائية و بترولية و منتجات متنوعة حسب ما أفاد ذات المصدر. فميناء جن جن باعتباره آخر ميناء تجاري يتم إنجازه في الجزائر بعد الاستقلال و الذي يعد أكبر منشأة مينائية في البحرالابيض المتوسط من حيث الفضاءات و عمق المياه لديه موقعا يؤهله ليكون له دور كبير من خلال مشروع النهائي الموجه للحاويات الجاري إنجازه. ومن شان هذه المنشأة أن تلعب دورا حسب مسيريها لجمع و تجزئة البضائع المعبأة في حاويات. ويضم هذا الميناء حاجزا من الناحية الشمالية الغربية بطول 3 آلاف متر و آخر ب900 متر طولي و مدخل مائي ب560 متر. كما أن نصف ال104 هكتار من أراضيه معبدة. ويعد هذا الفضاء المجهز بأحدث التجهيزات "بمثابة رئة اقتصادية وطنية" تضاعف بها النشاط منذ تشغيله التدريجي بداية من 1990 حسب ما أضاف ذات المصدر. واستلم ميناء جن جن مؤخرا في إطار عملية اقنتاء بادرت بها مجموعة المؤسسات المينائية تجهيزات تمثلت في رافعة بوزن 120 طنا و4 رافعات متحركة ذات 16 طنا للواحدة. و يجري إنجاز مشاريع أخرى بهذا الميناء خاصة منها تضييق مدخله المائي و تمديد طول الحاجز الشمالي و تأمين المسطح المائي الذي أوكلت أشغاله للشركة الجنوب كورية ديوو للهندسة و البناء ما سيعطي دفعا جديدا لهذه المنشأة المرشحة لأن تعرف إقلاع جديد. وأصبح ميناء جن جن في ظرف بضع سنوات فقط ميناء لا بد منه في الجزائر خاصة في ما يتعلق بالنشاط المكثف على حد تعبير الرئيس المدير العام لهذه المؤسسة السيد عثمان محمد. و براي هذا المسؤول فإن "هذا الميناء و بعد تجارب ناجحة و ريادة وطنية في معالجة الحبوب و الأنابيب و السيارات يتطلع ليكون من بين أهم النهائيات الخاصة بالحاويات في البحر الأبيض المتوسط". ولبلوغ هذا الهدف تحالف الميناء مع دي بي وورلد المتعامل الثالث عالميا للنهائيات المختصة في الحاويات حسب ما ذكر به ذات المسير.