نصبت ايطاليا خلية أزمة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية لمتابعة تطورات الوضع السياسي و الأمني في مصر حيث دخلت المظاهرات يومها الثامن على التوالي. ما ستشرف هذه الخلية التي تولي رأستها الدبلوماسي الإيطالي، فابريزيو رومانو، بترحيل حوالي 15000 رعية إيطالية تتواجد حاليا بمصر من بينهم 7000 سائح. في تصريح للصحافة عقب إجتماع عقد بوزارة الشؤون الخارجية، أوضح رئيس الخلية أن "الوضع الإستعجالي الذي تشهدها مصر لن ينتهي غدا" مضيفا " اننا على إتصال دائم مع السفارة الإيطالية في مصر من اجل تقديم المساعدة للإيطاليين". كما نشرت الوزارة تصريحا لرؤساء الدبلوماسية الأوروبية المجتمعين ببروكسيل لاسيما الإيطالي فرانكو فراتيني يطالب من خلاله "السلطات المصرية بمباشرة حوار مع المعارضة و المجتمع المدني بشكل فوري لضمان فترة انتقالية سلسة تمكن من فتح المجال لتنظيم انتخابات حرة في مصر". و أوضح السيد فراتيني حسبما اوردته وسائل الإعلام أن 27 دولة من الإتحاد الأوروبي تعتبر أن مصر دولة محورية حيث أن إستقرارها يخدم مصلحة جميع الدول الأوروبية مؤكدا "على تشجيع التطلعات المشروعة للشعب المصري" من اجل إقامة الديمقراطية. كما أضاف السيد فراتيني أن بلاده ترفض الراديكالية مقترحا تعاون إيطاليا في المرحلة الإنتقالية التي ستشهدها مصر داعيا إلى مباشرة "إصلاحات مهمة" تتوج "بالإعتراف بالحقوق المدنية" للشعب المصري. فيما يتعلق بترحيل الرعايا الإيطاليين وضعت السلطات الإيطالية رحلات جوية تنظمها شركة الخطوط الجوية الايطالية وطائرات نقل عسكرية شرعت في ترحيل الإيطاليين الراغبين في ذلك. كما قامت بإرسال إلى عين المكان قوات إضافية لتأمين البعثات الدبلوماسية الإيطالية بمصر. ومن جهة أخرى، حث الحزب الديمقراطي الإيطالي (وسط-يسار) الوحيد الذي كان له رد فعل على الوضعية بمصر الحكومة الإيطالية للعمل من خلال بعثاتها الدبلوماسية بمصر و حكومات أخرى "على مباشرة إصلاحات ناجعة في مصر". كما طالب هذا الحزب ب"إحترام حقوق الإنسان و الحريات الديمقراطية والتعبير و الإتصال و بالخصوص استعمال الهاتف و الأنترنيت و الحق في الإجتماع وتنظيم مظاهرات سلمية" في هذا البلد. و بروما و ميلانو يقوم الرعايا المصريون المقيمون في إيطاليا بالتظاهر أمام مقر البعثات الدبلوماسية المصرية في هذه المدن منذ يوم السبت الفارط مطالبين برحيل الرئيس مبارك. و صرح أحد المتظاهرين المصريين "نريد مساندة أشقائنا في مصر الذين خرجوا للشوارع للمطالبة بعودة السلطة إلى الشعب المصري".